الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المُتَلَصَّص: -دهاليز عالم ثالث-

محمود عبد الغفار غيضان

2013 / 1 / 10
الادب والفن


المُتَلَصَّص "دهاليز عالم ثالث"

توطئة:
- إلى كل الذين عن قرب عرفوا ذلك الطفلَ المُتلصَّصَ... سأفهم جيدًا إن وضعتم أياديكم على قلوبكم حتى يخرجَ مِن دهاليز عالمه الثالث... فهو فيما يبدو... لنْ يسترق النظر إلى ما خفي من صناديق حكاياته وحده.
1- أبي:
- كُنتَ الشخصَ الوحيد في عالمي الذي حرصتُ على ألا يرى وجهي القبيح. الآن، كلما جئتني بوجهٍ مُتجهِّمٍ في المنام، تأكد لي أنَّك الشخص الوحيد الذي يرى ذلك الوجه دون رغبتي.

2- جداول الضرب:
- كنتَ ذات حاجاتٍ مفاجئة، تدخل فصلنا وفصول أخرى.. تتخيَّر أحد الكسالى الملقبين بــ"تنابلة السلطان".. تسأله عن جدول الضرب... ثم تعاقب الجميع بأمرهم أنْ يشتروا جداول جديدة. لم يكن صعبًا علينا آنذاك أنْ نفهم سرَّ إقبالك على قروشنا الكالحة... كُنَّا نشتري الجداولِ دونَ سؤالٍ كل مرةٍ عن علاقتك- أستاذ الدراساتِ الاجتماعية- بالحساب، لأننا بقرشين صاغ فحسب، كنا نشتري حبًّا واهتمامًا ولو زائفين بمستقبلنا... لقد كان ما يعرفه معظم آبائنا عن موعد السدَّة الشتوية يفوق بخليجٍ ضوئي مقدار معرفتهم بصفوفنا الدراسية!

3- بنك الوداع:

- مرت ثلاثون سنة أو يزيد قليلاً دون أن يخطف الزمن ظلال وجهك... علمتني كيف يكون للبراءة ملامح... جعلتني أغنى رجال القرية دون العاشرة ببنك الحظ الذي كنت تحمله من القاهرة للقرية كل زيارة من أجل اللعب معي... كنتَ بكل وسامتك وذكائك وثراء أسرتك أول من علمني أني أكثر تميزًا مما كان يمكن لعقلي الصغير أن يعتقد... بكل أدب، علمتني أنْ أغفر لك عدم قدرتك على مشاركتنا كرة القدم في جرن جدك... علمتني أنَّ التعساء وحدهم يرثونَ الأرض... فدون أية مشورةٍ... أخذت صندوق بنك حظك وغادرت القرية... غادرتَ يقينًا قبل أنْ تعلمني أنْ أغفر لك إثم الرحيل دون وداعٍ.

4- إجبار:
- كنتَ- كما قال عبد الرحمن العبد في حوارٍ وحيدٍ- تملك جنيهات تبلغ العشرة جمعتها من حرفة الصيد... رفضت بعنادٍ إلحاح والدك "غيضان" وتركتَ قرابة المائة فدانٍ... بدلاً مِن قاربك.... ودون أنْ تعلمنا كيف نضرب بأذرعنا في الماء ولو مرة واحدة.... أورثتنا براعة الاختيار... ثم ابتلعتك بحيرة قارون بلا رجعة... مع كل شيء... ما زلنا كلما تذكرناك نتضرع إلى الله أنْ يبدل سيئاتك حسناتٍ يضاعفها وحده لمن يشاء دون حسابٍ.

5- طريقُ الألف حقد تبدأه مدحة:

كنتَ ممن أحبُّوا كتاباتي... وبإطراء لم يصدقه عقلي آنذاك... رأيتني أديبًا فذَّا... رحتَ بأعلى صوتك تحدث الجميع عن نبوغي... متباهيًا بأول قصة علقتها بمجلة المدرسة الكبيرة... أخذت بكل جدٍ تحذرني من حقد زملائي بالصف وبغضهم الأكيد... نصحتني أنْ أخفي ما أكتب قدر استطاعتي... ثم بوجعٍ أتمنى لمثله أنْ يدركك يومًا ما... أكَّدتَ أنْ كلَّ ما قلتَه كانَ صحيحًا... وصرتَ بكامل إرادتك أشرس الباغضين وأولهم.

وفي التلصص بقية.


محمود عبد الغفار غيضان
من مجموعة "دهاليز عالم ثالث"
10 يناير 2013م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مخرجة الفيلم الفلسطيني -شكرا لأنك تحلم معنا- بحلق المسافة صف


.. كامل الباشا: أحضر لـ فيلم جديد عن الأسرى الفلسطينيين




.. مش هتصدق كمية الأفلام اللي عملتها لبلبة.. مش كلام على النت ص


.. مكنتش عايزة أمثل الفيلم ده.. اعرف من لبلبة




.. صُناع الفيلم الفلسطيني «شكرًا لأنك تحلم معانا» يكشفون كواليس