الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كراهية أمريكا .. لماذا ؟ تعقيب علي مقال الأستاذ طارق حجي

أسعد أسعد

2013 / 1 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


قال أستاذنا الجليل في مقاله المنشور علي هذه الصفحة تحت عنوان " كراهية أمريكا .. لماذا ؟" إنه منذ عام 1985 قام بزيارة أمريكا أكثر من أربعين مرة و زار و حاضر في أكبر جامعاتها و هذه خبرة رائعة لإستاذنا الرائع طارق حجي ... و كانت محاضرته الأخيرة – محل تعليقي هذا – في أحد معاهد لندن عبارة عن محاولة للإجابة علي السؤآل ... لماذا يكره المليارات من البشر الولايات المتحدة الأمريكية؟ .. و قد قال أستاذنا الجليل و عبر عن رأيه قائلا ... استطيع اليوم وبعد الخلفية التى صورتها فى القسم الأول من هذا المقال ان ألخص علة كراهية مليارات البشر للولايات المتحدة الأمريكية فى عجز قيادات المجتمع الأمريكي عن اعتبار "قيم المجتمع الأمريكي" جزءا متكاملا عضويا من "المصالح الأمريكية"
و من حيث أني قضيت أكثر من إثنين وثلاثين سنة في أمريكا أعمل و أعيش و أحمل جنسيتها رأيت أن أعقب علي هذا المقال الرائع لعلي أفيد القارئ العزيز ببعض ما لم يكن جليا في مقال أستاذنا العزيز طارق حجي ...
و قبل أن أتدخل في موضوع الكراهية أحب أو أوضح للقارئ ما غمض من تعبير الأستاذ طارق ... قيم المجتمع الأمريكي .. و .. المصالح الأمريكية ...
هناك يا قارئي العزيز أمريكتان مختلفتان تماما ... أمريكا الخمسين ولاية بشعوبها التي تكون شعب الولايات المتحدة الأمريكية و هذه تكوّن أمريكا الرائعة التي تقف طوابير الشباب أمام سفاراتها تبغي الهجرة إليها... و هناك أيضا الحكومة الفيدرالية التي يقودها الرئيس الأمريكي من البيت الأبيض و يعاونه في إدارة شئونها الخارجية و علاقاتها الدولية .. سكرتير الدولة (وزير الخارجية) ... الحكومة الأمريكية تتصرف في إطار إقتصادي بحت بحيث تأخذ في الإعتبار إرادة الغالبية العظمي من الشعب الأمريكي ... و مصالح الشعب الأمريكي خارج حدود أمريكا مرتبطة بأمن و رفاهية شعب الولايات المتحدة في الخمسين ولاية .. فمن أين تأتي الكراهية ... إنها تنبع من الفهم الخاطئ للثقافة الأمريكية ... فالبعض يتهم الأمريكان بالغباء ... و البعض يتهمهم بالعنطظة و الكبرياء ... و البعض يتهمهم بالعبط و الهبل ... و البعض يتهمهم بالنصب و الإحتيال ... و السبب إن الثقافة الأمريكية عويصة الفهم علي معظم شعوب الدنيا و خاصة الشعوب العربية ... فما هي هذه الثقافة الأمريكية و ما هي مكوناتها ... و لماذا لا تقبلها معظم شعوب العالم ..
أولا أمريكا ليست مثل أي بلد في العالم .. لسبب بسيط إن أمريكا مكونة من جميع شعوب العالم في خليط مختلف عن جميع شعوب العالم ... جميع شعوب العالم هاجرت إلي أمريكا لسب واحد ... البحث عن الحرية ... بدأت بالبحث عن الحرية الدينية في القرن السادس عشر و السابع عشر ... ثم تطورت إلي البحث عن الحرية الإجتماعية ثم الحرية السياسية ... مع بقاء الحرية الإقتصادية كعامل أساسي مواكب لكل هذه الحريات المنشودة ... و أنا أتكلم هنا علي مستوي الفرد و العائلة و ليس الدولة ... و لما تصادمت الثقافات المختلفة و الحضارات المتباينه تعلم الجميع إن سر التعايش هو إحترام الآخر ... إحترام حريته ... حتي يحترم حريتي أنا أيضا ... و إحترام تقاليده بل حتي الترحيب بالتقاليد المختلفة و تشجيعها ...
أدي هذا التكوين الأمريكي إلي ثقافة البساطة في المعاملة .. الصراحة دون التصنع و التكلف .. مع الإحتفاظ بالجمال ... إذا أعطاك الأمريكي هدية بسيطة قد لا تتجاوز قيمتها عشرة دولارات ... فسيجتهد أن يختار لك شيئا له معني عندك ... و سيغلفها لك في باقة أنيقة قد تكلفه عدة دولارات أخري ... و سيقدمها لك بطريقة يحاول أن يدخل بها السرور علي قلبك ... و تيجي حضرتك بعد الهيصه دي تفتح اللفه دي كلها ... تلاقي جواها حاجه بعشره دولار ... يخرب بيت الأمريكان و النصب الأمريكاني و الإحتيال الأمريكاني ... ملعون أبو الأمريكان ..
هذه الحرية في أمريكا مع تنوع الثقافات و الأجناس و الخلفيات الحضارية فرضت ثقافة إحترام الآخر و قبول ثقافة الآخر و عدم فرض رأي أو ثقافة معينة ... إحترام تقاليد الآخر ... و تقدم الأمر إلي المحافظة علي التقاليد و الثقافة الإثنية للشعوب التي يتكون منها الشعب الأمريكي ... شعب الولايات المتحدة الأمريكية ....
و لما إنفتحت أمريكا علي العالم بعد أن أصبحت قوة عالمية عقب الحرب العالمية الثانية ... إقتربت ألمؤسسات الأمريكية من الشعوب الأخري بإتجاهين ... إحترام ثقافة هذه الشعوب ... و تأكيد الثقافة الأمريكية القائمة علي الحرية الفكرية أمام الشعوب الأخري ...في هذه الحقبة ... حقبة الإنفتاح علي العالم كانت أمريكا قد تقدمت جدا في علوم الإدارة و الإقتصاد ... فهي الدولة الوحيدة في عالمنا المعاصر التي أنشأت نفسها بنفسها ...فإكتسبت خبره تفوق كل دول العالم الأخري ... و نتيجة هذه الثقافة الإجتماعية و الإقتصادية و الإدارية ... وقعت أو مازالت أمريكا تقع في أخطاء تسبب كراهيتها ... أولها و أهمها إن الساسة الأمريكان و خاصة إذا كانوا ذو تعليم قانوني و جامعي عال ... يعاملون باقي الشعوب إن لها قدرا من الثقافة و الحرية الفكرية مثل الشعب الأمريكي فقط بخلفية حضارية مختلفة ... تشدد أمريكا علي إحترام هذه الخلفية الحضارية ... و تواجه أمريكا مشكلة .... الفرق بين تفكير قادة السياسة الأمريكية في البيت الأبيض ... و الحقائق و التوجيهات التي تحاول أجهزة المخابرات و مراكز البحث السياسي أن تضعها كخطة للعمل السياسي الأمريكي ... أي الفرق بين العمل المكتبي في واشنطن و بين الواقع الفعلي في الحقل السياسي العالمي ... و هنا يصطدم العقل الأجنبيى بعقل أمريكي يكاد يكون منقسم ... الأمريكي الظريف اللطيف البسيط المجامل الذي يأسر قلبك ببحبوحته و دفئه ... ثم الأمريكي علي مائدة المفاوضات الجادة و تنفيذ المشروعات عمليا و ثقافة تخطيط و تكنولوجيا إدارة بعيدة كل البعد عن تصورات الأجنبي عن الشخصية الأمريكية ... يلعن ... الأمريكان.... ولاد.....
ثم إن الرئيس الأمريكي و هو في معاركه الإنتخابية ليس عنده أي فكرة عما ينتظره في البيت الأبيض ... الحياة بالنسبة له هي الشعب الأمريكي و أصوات الناخبين ... و حين يجلس في المكتب البيضاوي ... كل سنه و إنت طيب ... تقارير سياسية ... تقارير مخابرات سرية ... خطط دفاع سرية ... صورة الإقتصاد العالمي و موقف كل كتلة من الدولار ... موضوع مختلف جدا ... وزير خارجية أمريكا (سكرتير الدولة) هو أهم شخص بعد الرئيس ...
أما من الناحية الشعبية ... فإحتكاك الفرد العادي في أي بلد ليس بالسفارة الأمريكية ... بل بالقنصلية ... التي ترعي شئون تأشسيرات الدخول و الهجرة و ما إليه ... و هذه تسير بإجراءآت و تعقيدات ناتجة عن سياسة إدارية ليس من السهل فهمها ... و يأتي التصادم بين موظفي السفارة الذين يفترضون إن الواقف أمامهم له نفس منطقيات و ثقافة التفكير مثل أي أمريكي ... و يحدث التصادم و يلعن ... يلعن ... يلعن ...
ثم و أهم شئ هو البروباجندا التي تتعرض لها الشعوب المقهورة من حكوماتها ضد أمريكا ... الإمبريالية الأمريكية .. أمريكا كاذبه و واهمه ... الأمريكان يعيشون في فقر و ليس لهم حريه ... أمريكا تنشر عن نفسها دعايه كاذبه ... أمريكا يعني النسوان ماشيه عريانه في الشوارع ... و الدكوره بيتجوزوا بعض ... مافيش بنت لسه بنت في أمريكا كلها .. عبد الناصر كان أعظم مثال لهذه البروباجانده ... عبد الناصر علمنا إن أمريكا خرعه و بتخاف منه و إن البيت الأبيض بيتهز كل مايطلع يلقي علينا خطبه من خطبه العنتريه ... علمنا إن الأمريكان عايشين في فقر و إن أربعين في الميه من الأمريكان ماعندهمش مراحيض في بيتهم ... علمنا إن أمريكا إن ماكانش عاجبها البحر الأبيض تشرب من البحر الإسود ... ولا يهمك ياريس .. م الأمريكان يا ريس ... ملايين الشعب تدق الكعب تقول كلنا جاهزين ...

غلطة أمريكا الكبري إن الأمريكاني لما يتكلم ... بيعتقد إنك علي نفس مستواه في النوعية من الثقافة و الخبره ... و من هنا يأتي سوء التفاهم ... و لكن هذا هو قدر أمريكا ... العالم يتهمها بأنها مصاصة دماء الشعوب ... و إحنا مافيش شعب مابندفعلوش المعلوم كل سنه .. ده غير المنح الدراسية و البعثات الثقافية و الخدمات الصحية و الإجتماعية.. يلعن ..... أمريكا علي اللي جابوا أمريكا ... ياللا ياعويس شهل شويه ياجدع قبل ما السفاره تقفل ... عندي أنترفايوه النهارده .... قوم ياجدع ... يخرب بيت الأمريكان ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - استاذ اسعد! جميل اخلاصك لبلدك لكن
بشارة خليل قـ ( 2013 / 1 / 11 - 19:15 )
بكل صراحة ما الرابط بين ادعاء الاستاذ حجي وبين ادعائك؟
هو يقول بشكل دبلوماسي ان المصالح المادية تطغى على واجهة القيم الحضارية التي تعتبر امريكا نفسها حامية ومروجة لها في العالم
انا شخصيا اوافقه تماما: لماذا يمالقوا الانظمة العفنة في الخليج,رغم انتهاكها لكل بند من بنود حقوق الانسان فضلا عن تاريخها الرجعي الرعوي الهمجي والابعد عن الديمقراطية؟ انت تعلم الاجابة
وحضرتك تقول ان رقي صناع القرار في امريكا يجعلهم غافلين عن ان هذا الرقي ليس معمم في العالم (بل ان النذالة هي المعممة في العالم وبشكل خاص المنطقة الاسلامية,برأيي) فاذا جمعنا الادعائين تكون المحصلة متهافته لانهم او انهم اولاد ناس )سذج) او انهم لا يعرفون الا المصلحة المادية
مع خالص تحياتي وتمنياتي لك ولعائلتك سنة جديدة مليئة بكل ما هو حسن


2 - الأستاذ بشارة خليل ... لا فرق
أسعد أسعد ( 2013 / 1 / 12 - 20:08 )
شكرا لك علي تعليقك الجميل ... و قد قمت أنا بالتوضيح لكن ردي عليك إختفي أو لم ينشر و لا أعرف السبب
الأستاذ طارق تكلم بلغة أكاديمية ... هو زار أمريكا لكن لا يعيش فيها ... أنا تكلمت بلغة رجل الشارع الذي يكره أمريكا و أنا أمريكي و أفهم مشاعره
السياسة الأمريكية تريد أن ترتقي بجميع الشعوب لكنها تصطدم بقيادات الشعوب التي تريد أن تحفظ شعوبها متخلفة لكي تسود عليها و تحكمها
أمريكا تؤمن إنك لا تستطيع أن تخلق دولة أو مجتمع راق إن لم يكن ذلك نابع من الشعب ... لقد إخترعت أو توصلت أخيرا إلي مصطلح الفوضي الخلاقه ... لتساعد في تحطيم منطقة الشرق الأوسط و حتي إذا أدي ذلك إلي تقسيمها .. لتخلق شعوب تمتلك إرادتها ... و ستري ذلك في مصر يوم أن تنهار مصر و تخلق من جديد علي أساس إرادة شعبيه
اليوم في مصر كل واحد يتكلم في السياسة بعد أن كنا تحت حكم العسكر صم بكم .. أمريكا لن تغير الأوضاع لكنها تنتظر أن تغير الشعوب أوضاعها
إذكر الصومال .. وقفنا مع الشعب الصومالي فقتلتنا الحكومة الصوماليه ... فتركنا الشعب الصومالي للجوع .. إذا لم يريد الحرية ... فليمت من الجوع
شكرا لك
أسعد أسعد

اخر الافلام

.. السودان: أين الضغط من أجل وقف الحرب ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مؤثرة موضة تعرض الجانب الغريب لأكبر حدث للأزياء في دبي




.. علي بن تميم يوضح لشبكتنا الدور الذي يمكن للذكاء الاصطناعي أن


.. بوتين يعزز أسطوله النووي.. أم الغواصات وطوربيد_القيامة في ال




.. حمّى الاحتجاجات الطلابية هل أنزلت أميركا عن عرش الحريات والد