الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دراجة نارية صغيرة

حوا بطواش
كاتبة

(Hawa Batwash)

2013 / 1 / 11
الادب والفن


(صور من القرية)

قال لي زياد ليلة أمس بعد عودته من العمل في ساعة متأخرة إنه رأى في طريق عودته صبيا يافعا على هامش الشارع الرئيسي، بالقرب من قريتنا، وهو يقود دراجة نارية صغيرة، لا أضواء لها، والأغلب أنه لا يحمل الترخيص.
وأضاف: "رأيته بصعوبة حين اقتربت منه كثيرا، وكدت أصطدم به! كان ذلك خطيرا جدا."
فسألته: "ومن كان ذلك الصبي؟ هل استطعت تمييزه؟"
"لست متأكدا، ولكنني أظن أنه كان يشبه ابن أبو سمير."
"حقا؟"
"هؤلاء الصبية والشبيبة باتوا يبالغون كثيرا. إنهم لا يبالون بشيء. وأين أهاليهم؟ لست أفهم كيف يسمحون لهم بقيادة الدراجات النارية الصغيرة والكبيرة والدرجات الكهربائية على أنواعها بهذه الطريقة. إنه لأمر خطير للغاية."
"صحيح. حتى أن الدرجات الكهربائية في القرية أصبحت كأنها خاصة بالأطفال والشبيبة وليس الكبار. أقسم إني رأيت قبل أيام ولدا لا يتعدى السبع سنوات وهو يقود دراجة كهربائية ومعه ولدان آخران، والشوارع كانت تعجّ بالسيارات والدراجات والمشاة، حيث أنه كان يوم جمعة أو سبت. إن ذلك خطير جدا. وكأنها تسليتهم الوحيدة في القرية.عليك أن تخبر أبا سمير غدا كي يحذره من مخاطر هذا الفعل."
امتعض زياد من كلامي. "لا، لا! وما دخلي أنا بالموضوع؟ لا أستطيع فعل ذلك فأنا لا أحب أن أتدخل بتربية ابنه."
"أنت تتحدث كأن أبا سمير غريب عنك. أليس هو ابن بنت خالتك؟ لو شئت سأتحدث أنا مع زوجته أم سمير. أنا واثقة أنها ستتفهّم الأمر."
"لا، لا تفعلي ذلك. وهل ندع النساء يتصرفن مكاننا نحن الرجال؟! أنا سأتحدث مع أبي سمير."
ضحكت لكلامه ولم أعلق بشيء.
في اليوم التالي، توجّه زياد الى بيت أبي سمير، الذي لم يكن يبعد كثيرا عن بيتنا، كي يقابل أبا سمير ويخبره بالموضوع. كان ذلك في ساعات الصباح المتأخرة وموعد صلاة الجمعة بات قريبا. كنت في المطبخ أعد طعام الغداء حين سمعت طرقة الباب.
أسرعت إليه، فوجدته يعجّ بالانفعال ووجهه مضطرم غضبا كما لم أره من قبل.
"ماذا هناك؟" سألته متعجبة.
"ليتني لم أسمع كلامك ولم أرهق نفسي بالذهاب الى بيته."
"ماذا حدث؟"
"ماذا حدث؟ أهانني ابنه حين ناداه أبو سمير لاستيضاح الأمر، فثار ثائره وأخذه التعصيب وقذف في وجهي دون أدنى احترام: لماذا تتدخل في ما لا يعنيك؟ وماذا لو كنت أقود الدراجة النارية الصغيرة في الليل؟ لقد كنت عائدا من بيت صديقي الذي في القرية المجاورة. وماذا في ذلك؟ لماذا تتدخلون دائما في هذه القرية بشؤون الآخرين؟!" هزّ زياد رأسه متبرما ثم توجّه إليّ قائلا : "هل أعجبك ذلك يا ست أمل؟!"
"لا حول ولا قوة إلا بالله. وبماذا أجبته؟"
"لم أجبه بشيء طبعا، وهل كنت تودين أن تعلق بيننا بسبب هذا الفصعون؟ حملت نفسي فقط وعدت الى بيتنا دون قول شيء."
"عافاك. هذا هو الصح. لا تبتئس، يا حبيبي. قد فعلت واجبك وأكثر. سيكبر يوما ويدرك أن ما فعلته كان لصالحه."
فزمّ شفتيه وقبّض حاجبيه وملامحه أوحت بعدم التصديق.

كفر كما/ فلسطين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال


.. محمود رشاد: سكربت «ا?م الدنيا 2» كان مكتوب باللغة القبطية وا




.. جائزة العين الذهبية بمهرجان -كان- تذهب لأول مرة لفيلم مصري ?


.. بالطبل والزغاريد??.. الاستوديو اتملى بهجة وفرحة لأبطال فيلم




.. الفنان #علي_جاسم ضيف حلقة الليلة من #المجهول مع الاعلامي #رو