الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الربيع العربي: ثورة على الثورة

ميعاد العباسي

2013 / 1 / 12
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


في حين تحاول بعض دول "الربيع العربي" الإطاحة بثوراتهم المنجزة حديثاً، لا يزال البعض الآخر في مرحلة قيام الثورة، بينما تحاول دولا اخرى كبح وردع زحف التغيير.

في مقالتين سابقتين، ناقشت بعض التحديات التي تواجه الأحزاب الإسلامية في الحكم، وحللت أسباب فشل تلك الاحزاب. في هذه المقالة، سأناقش التطورات الأخيرة في مصر وتونس، واوسع النطاق لاتحدث عن دول الخليج العربي.


ففي مصر، يعم الكثير من الجدل حول قضية الدستور المصري، في أعقاب إعلان الدستوري الأخير الصادر عن الرئيس محمد مرسي في 21 نوفمبر، 2012. والتي كانت بمثابة خطوة استباقية لإفشال اي انقلاب محتمل يتم الإعداد له.

هذا الاعلان المثير للجدل وجد في بنود الدستور وينص على أن القوانين والقرارات الصادرة من رئيس الجمهورية هي قرارات نهائية وغير قابلة للنقض، حتى الانتخابات القادمة لمجلس جديد.

جوهر ذلك هو أن الرئيس مرسي يسعى لتحصين قراراته من الطعن بما فيها قرارات التقاضي وإنهاء الخدمة، وكلها اختصاصات حصرية للقضاة وليس للرئيس. هذا يعني ان مرسي قد استخدم بشكل مفرط سلطته التشريعية والتنفيذية، وبالتالي، فهو قد فضل هويته الحزبية على هويته الوطنية.

المشكلة التي تعاني منها مصر هي ان الأحزاب الإسلامية قد بدأت المغالطة أن "الإسلام هو الحل". في حالة الإخوان المسلمين، فان وجهة نظرهم تكمن في إقامة دولة إسلامية من شأنها أن تحل جميع المشاكل المصرية وتكون أكثر نجاحا من نظام مبارك العلماني. المغالطة هي في انتقادهم لنظام حسني مبارك لكونه علماني، وليس لكونه دكتاتوري!


والسبب الآخر للسخط الجماهيري تجاه نظام الجماعة هو موقفهم من القضايا الحرجة مثل التمييز بين الجنسين والفن والآثار المصرية. ويمكن مشاهدة الاشتباكات المتصاعدة يوميا في نشرات الأخبار المصرية بين الليبراليين والأصوليين المتطرفين على المواضيع الوطنية الهامة مثل نظرة الاخوان للاهرامات على انها رموز للشيطان، بعدما دعا متشدد إسلامي شعبي لهدم الأهرامات، معتبرا أنها عبادة أوثان، مما يحرمه الإسلام.

وعلاوة على ذلك، فقد ثبت أن مرسي رئيس لا يختلف عن مبارك، وخصوصا عندما يتعلق الأمر بسياسته الخارجية، فكلاهما اعتمدا سياسة عدم التدخل. ويتجلى هذا الموقف في سلوك مرسي تجاه المعركة الأخيرة على غزة والتتي تتناقض مع مرسي القديم ايام مبارك، الذي كان ينادي للجهاد وتحرير فلسطين. بدلا من ذلك، لجأ مرسي إلى حل التصعيد القصيرة الأجل لترويض حماس في جهوده الرامية إلى تهدئة الوضع، وبهذا يستأنف مهمة مبارك.

اما بالنسبة للوضع في تونس-- حيثت تنتشر الحركة السلفية وتتوسع-- بعد مرور عام على فوزه، يواجه حزب النهضة الاسلامي معارضة واسعة النطاق ومطالبة برلمانية بحل حركة النهصة التي تقود الائتلاف الحاكم في تونس. المنشقون يتهمون الحزب بالسعي لإنشاء دولة إسلامية، بعد اعلانها بانها تبنت الشريعة الاسلامية في تعديل الدستور التونسي.

يواجه الحزب استياء عام بسبب مواقفه بشأن القضايا المتعلقة بحقوق المرأة والمساواة بين الجنسين. حيث أدانت عددا من منظمات حقوق الإنسان الحزب واتهمته بالسعي لضرب المكاسب الحديثة والمدنية للمرأة التونسية بعد أن قدم تعهدا (قبيل الانتخابات) لحماية وتطوير هذه المكاسب.

وفي الوقت نفسه، فان دول الخليج ( والتي تتاجر بنفسها على انها دول اسلامية) تقف على اهبة الاستعداد لردع اي نشاط سلفيين خارج حدود بلدانهم. وعلى النحو نفسه، المملكة العربية السعودية تخشى من تأثير التيار السلفي خارج حدودها، في حال تعرض المملكة لفتوى جهادية من شأنها اضرام حرب مقدسة ضد النظام الملكي. فالمملكة العربية السعودية تفضل ان تبقى التيارات الخطيرة بعيدا عن حدودها وتحت السيطرة،--حتى إذا استوجب الامر تمويل ودعم الحركات السلفية وراء الكواليس لابقائها بعيده، لكن المملكة تبقى عرضة لتيارات محلية مماثلة، وكما يقول المثل القديم :" المس الدودة وسوف تتحرك".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين حاولوا اقتحام الـ-م


.. كلمة عضو المكتب السياسي للحركة أحمد الديين خلال الوقفة التضا




.. عنف الشرطة الأميركية ضد المتظاهرين المتضامنين مع #غزة


.. ما الذي تحقق لحركة حماس والفصائل الفلسطينية من القبول على مق




.. VODCAST الميادين | علي حجازي - الأمين العام لحزب البعث العرب