الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البالوني المعارض

طالب المحسن

2013 / 1 / 12
الادب والفن


الازدحام والتعب على اشدهما , وحزمة البالونات الملونه التي تنتقل بين السيارات كانت اهتمامي الوحيد وكانت حركة الوانها كافيه لان تتعب عينيي , حرس السيطره كالعاده غير آبه بزفرات السيارات والناس ... كيف يتغير كل ذلك؟ هل من وسيله متاحة لاقول كل شي؟ البالونات كانت قريبه مني , لماذا لا اشتري البالونات كلها ... وفي الفجر اكتب عليها ماأشاء , اعلق صور من اشاء , والعن اسباب تعبنا ... نعم , انها فكره امينه , يكفيني ان في شبابي و في ايام الجامعه حصرا تم سجني ... فقد كنت حينها اكره ذلك الطاغيه وقمت بالصاق منشورات على التليفونات العموميه , في المرة الاولى كنت خائفا حتى ان ساقي قد خذلتني وانا اهرب بعد الصاق المنشور لكن بعد عشر محاولات كنت هادئا بل كنت اختبئ بعدها في مكان قريب ارقب ردة فعل مستعملي التليفون, كانوا يقرءوا السطر الاول ثم يلوذوا بالفرار ولم ار احدا حاول استرجاع قطعه النقديه التي القمها في فم التليفون , يهربون جميعا لذا قمت باختصار قولي ببضع كلمات ؟ على اية حال سجنت وتعذبت ولن اعيد الكره ابدا لكن كرهي وحنقي على ماوصلت اليه الامور احيانا يحفزني على ان اعمل شيئا , وها هي الفكره امام عيني , وهاأنا ذا استيقظ قبل الفجر , انفخ البالونات واعلق عليها صورا وافكارا واطلقها صباحا قبل استيقاض عائلتي ... في دائرتي يجري الحوار يوميا عن هذه الظاهره , واية فكرة عظيمه اهتدى اليها هذا البالوني المعارض , بالمناسبه هذا هو اسمي الشائع بين الناس , في حوار تلفزيوني لمحلل سياسي شكرني بقوله ان هذا البالوني المعارض قد علم الشعب كيف يرفع راسه , هذا العباره اطربتني كثيرا بل ان محللا اخر اكد وجود علاقه بيني وحفيدة مخترع البالون الهائل في زمن هتلر, وانها من اوحت لي بهذه الفكره... صراحة انا استمتع بكل هذا لكن ملاحظة استنتجتها غيرت مزاجي تماما , فبعد سنة كامله وكل هذه النجوميه الخفيه لم اشاهد بالونا في السماء غير بالوناتي , لم يتجرأ احد ان يشاركني هذا المجد ... كانوا يكتفوا بقراءة بالونات الصباح ويتحدثون عنها اليوم باكمله ... هذا وحده منعني تماما من الاستمرار في هذه اللعبه وعدت ثانية الى نومي الهادئ حتى الصباح الى ان ربت احدهم على كتفي وحين استيقضت كان بائع البالونات يوقضني وانا خلف المقود ليقول لي : ها عمي تشتري لو اروح ؟ قلت له روح عمي رووح ... غادر بائع البالونات مبتسما وحرس السيطره لازال غير آبه بالجميع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط


.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية




.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس


.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل




.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة