الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليلى الجبالى

نصارعبدالله

2013 / 1 / 12
سيرة ذاتية


ليلى الجبالى د/ نصار عبدالله
مساء الخميس الماضى رحلت دوحة خضراء مورقة اسمها: "ليلى الجبالى" عن وطننا الذى يزداد فى كل يوم تصحرا وجفافا !!..ليلى الجبالى نموذج جدير بالإشادة لأكثر من سبب، وأول هذه الأسباب أنها رحمها الله كانت كاتبة واسعة الثقافة، والشاهد على ذلك هو أسلوبها فى الكتابة من ناحية ثم كم الكتب التى قامت بترجمتها إلى اللغة العربية منذ أن تخرجت من قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب جامعة القاهرة عام 1957من ناحية أخرى، وثانى هذه الأسباب هو التزامها الشديد بالثوابت الوطنية والقومية وإيمانها الذى لا يتزعزع بقيم الحرية والعدالة والتقدم، وثالث هذه الأسباب هو حسها الفنى والنقدى البديع الذى جعلها تنحاز دائما إلى كل ما هو أصيل وصادق فى إبداعنا العربى ..أذكر فى هذه المناسبة أننى فى صيف 1981 اقترحت على بعض من تربطنى بهم صلة من أعضاء مجلس إدارة أعضاء هيئة التدريس بجامعة القاهرة أن يعقدوا ندوة للتعريف بالأديب الساخر محمد مستجاب .. كان مجلس إدارة النادى فى تلك السنوات الزاهرة من تاريخه، مكونا من مجموعة من الأساتذة من ذوى الإتجاهات الوطنية المستنيرة الذين نجحوا فى تحويل النادى إلى قلعة حقيقية من قلاع الوطنية والإستنارة ...وعلى أيديهم ازدهرت الندوات الأسبوعية التى كانت تتناول قضايا الفكر والفن والثقافة ، وقد لقى الإقتراح ترحيبا كبيرا من جانبهم، وطلبوا منى أن أقوم بدعوته نيابة عنهم ففعلت، بعدها فوجئت بخبر منشور فى الأهرام عن الندوة فتصورت أن إدارة النادى هى التى قامت بذلك، لكن محمد مستجاب أخبرنى بأن التى قامت بنشره صحفية عاشقة للفكر والثقافة اسمها "ليلى الجبالى" عرفت منه هو بالمصادفة تاريخ الندوة ومكانها... وكانت هذه هى المرة الأولى التى أسمع فيها اسم " ليلى الجبالى" ، ...ثم تشاء المصادفة أن نلتقى فى مطلع عام 1982فى مؤتمر طه حسين بالمنيا، جمعتنا جلسة من السمر فى فندق إخناتون مع مجموعة من الشعراء والكتاب والصحفيين أذكر منهم: " أمل دنقل " (رحمه الله) ، وبدر توفيق ، ومحمد مستجاب ( رحمه الله )، ومحمود فوزى ( رحمه الله )، وآخرين لا تسغفنى الذاكرة بأسمائهم ، وكانت هذه هى المرة الأولى التى ألمس فيها عن قرب ثقافة ليلى الجبالى و مدى عمق وعيها وجديتها ، ..وفى منتصف التسعينات من القرن الماضى اتصل بى صديقى وأستاذى الدكتور شكرى عياد ليعرض على مشروع إصدار مجلة مستقلة يمولها كتابها أنفسهم من خلال اكتتابهم فى أسهمها، وبذلك يفلتون من سيطرة الأجهزة الحكومية المهيمنة حاليا على الصحف والمجلات القومية ، كما يفلتون فى الوقت ذاته من هيمنة الأحزاب ورأس المال الخاص، وقد تحمست يومها للفكرة، ودعوت إليها كل من استطعت دعوتهم، وبدأ الدكتور شكرى مشوار التنفيذ، وتقدم بطلب لترخيص مجلة النداء بعد أن استوفى الشروط المنصوص عليها قانونا، لكن الأجهزة المختصة ماطلت !!..عندئذ أرسلت خطابا إلى الأستاذ عبدالوهاب مطاوع أبديت فيه اندهاشى من هذا المسلك ، فقام ـ رحمه الله ـ بنشر الخطاب على الفور، بعدها فوجئت بالتعقيب التالى الذى كتبته ليلى الجبالى ، ونشر فى بريد الأهرام بتاريخ 14/7/2001،: يقول التعقيب ـ ذكرتنى رسالة الدكتور نصار عبدالله بماحدث مع أستاذ الأجيال الراحل د‏.‏ شكري عياد الذي رفضت الجهات المختصة طلبه لاصدار مجلته النداء وظل يطلب هذه الموافقة عدة سنوات‏,‏ بينما استجابت هذه الجهات علي الفور لطلب السيد ممدوح مهران باصدار جريدة النبأ‏,‏ برغم عدم استيفائه بعض الشروط التي نص عليها القانون‏..!‏ولأني عايشت ظروف هذه المجلة التنويرية التي شارك في تأسيسها وتحريرها نخبة من كبار الكتاب والمفكرين والأدباء والفنانين‏,‏ علي سبيل المثال لا الحصر‏:‏ الدكتور أحمد مستجير‏,‏ ود‏.‏ صلاح فضل‏,‏ و.‏بهاء طاهر‏,‏ ود‏.‏سيد البحراوي‏,‏ والفنان حلمي التوني و أ‏.‏ اعتدال عثمان‏,‏ ود‏.‏ عبدالغفار بكر‏,‏ اسهاما منهم في مشاركة الدكتور عياد في تكريس الفكر التنويري في مجلة مستقلة لصاحبها ذي الرسالة الثقافية التنويرية العظيمة‏.‏أما البعد المتفرد في شخصية الراحل العظيم الذي نسي أن يذكره د‏.‏ نصار‏,‏ فهو ذلك الإصرار والدأب من العجوز الشاب الذي لم يتعامل مع اليأس الذي يتولد من إفراز المعايير المشوهة‏.‏ فقد كان يحمل أعداد مجلته التجريبية الثلاثة‏:‏ الأولي‏,‏ يحملها بنفسه ويمر بها علي باعة الصحف والمجلات الأساسيين في القاهرة يتركها عندهم ليراها القراء ويشتروها‏.‏ كان يسافر أيضا الي الإسكندرية وبعض عواصم المحافظات ليقوم بالدور نفسه غير منتظر لموافقة الجهات المختصة‏!!‏ورغم العمر المتقدم والصحة في هذه السن‏,‏ فقد تحدي الاستاذ صاحب الرسالة المعايير المشوهة التي لاتفرق بين حاملي شعلة صحافة النهضة والتنوير‏,‏ وبين من ينشرون سموم الصحافة الصفراء‏.‏
ألا يستحق هذا المثل البليغ الذكر والتنبيه؟‏!‏ ... يومها تكرمت الأستاذة ليلى بالإتصال بى لكى تنبهنى إلى تعقيبها المنشور فى الأهرام فشكرتها وقلت لها إننى قرأته بالفعل وعلمت منه مالم أكن أعلمه الأستاذ القدوة " شكرى عياد "، بعدها استمر التواصل بيننا تليفونيا إلى أن فجعنى نبأ رحيلها الأليم
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلسطينيون يرحبون بخطة السداسية العربية لإقامة الدولة الفلسطي


.. الخارجية الأميركية: الرياض مستعدة للتطبيع إذا وافقت إسرائيل




.. بعد توقف قلبه.. فريق طبي ينقذ حياة مصاب في العراق


.. الاتحاد الأوروبي.. مليار يورو لدعم لبنان | #غرفة_الأخبار




.. هل تقف أوروبا أمام حقبة جديدة في العلاقات مع الصين؟