الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من قتل الناشطات الكرديات في باريس .. أردوغان أم جهة أخرى؟!

ماهر عدنان قنديل

2013 / 1 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


يتهم "حزب العمال الكردستاني" الحكومة التركية بقتل الناشطات الكرديات في باريس؛ أما الحكومة التركية ممثلة في أردوغان وصفت الحدث بأنه تصفية حسابات من طرف بعض الدول وأوحت أن الأمر يتعلق بإسرائيل، والمقتل الناشطات حسب الحكومة التركية هو من أجل إشعال النار في صفوف الأكراد الأتراك المطالببن بحقوقهم على حدود تركيا؛ ولكن إذا ما فكرنا في الأمر بواقعية أكبر فإننا سنجد أن جهات عديدة، ودولاً كثيرة تملك مصلحة في مقتل الناشطات، وتخريب الإستقرار الداخلي في تركيا، وفي نفس الوقت لا نستبعد أن تكون تركيا نفسها مسؤولة عن ذلك.. ولا حتى أن تكون العملية من داخل حزب العمال نفسه لإنتزاع إعترافاً دولياً بحقوقه، خاصة أن مسرح الجريمة كان باريس المعروفة بقوة إعلامها وموقعها في وسط أوروبا، والمعروف أيضاً أن باريس تنشط فيها الكثير من المؤسسات، والمنظمات الدولية والخيرية ما يعطي للجريمة بعداً دولياً كبيراً؛ فلو أرادت تركيا مثلاً قتل أي ناشط كردي تركي لماذا تذهب إلى فرنسا لفعل ذلك؟! وعلى أرضها يقبع الكثير من النشطاء الأكراد، تستطيع بسهولة قتل أي واحداً منهم بالدم البارد، وبالرصاص الصامت، وفي الخفاء التام، وبدون ضجة،ولن يسمع عن موته أحد؛ فمقتل الناشطات في فرنسا هو أكبر من تركيا، ومن فرنسا، فهو لعبة دولية معقدة، وعبارة عن إستراتيجية جديدة تحاك في المختبرات الدولية لتغيير الخريطة السياسية في الشرق الأوسط بالكامل، بدءً من تركيا وصولاً إلى سوريا والعراق، وأظن أن إتهام أردوغان لإسرائيل كان بذكاء منه فأردوغان لم يتهم سوريا مثلاً أو إيران اللذان لهما مصلحة كبيرة في مقتل الكرديات، لإشعال الساحة السياسية داخل تركيا؛ لكن إتهام أردوغان جاء كلاسيكياً لإسرائيل (العدو الأبرز لأردوغان في المنطقة كحزب إسلامي) وبإتهامه لإسرائيل يكون أردوغان بعث رسالة غير مباشرة للمجتمع الدولي مفادها
أنه فهم اللعبة وأن القضية ترتبط بشكل مباشر بالمجتمع الدولي والدول الكبرى منه لإحراز بعض الأجندات؛ "فأردوغان" فهم أن مقتل الكرديات في باريس المراد منه تصعيد القضية دولياً وتحريك "حزب العمال الكردستاني" ومن تم تحريك الأكراد بصفة عامة للمطالبة بحقوقهم للأخذ بحقهم في الكعكعة الجديدة لخريطة الشرق الأوسط؛ الشئ أيضاً المثير في هذه القضية أن "حزب العمال الكردستاني" تصنفه أوروبا على أنه حزباً إرهابياً، وتم وضعه من طرفها على لائحة المنظمات الإرهابية، لكن نشاط أعظائه مثل "سكينة سانكيز" المقربة من "عبد الله أوجلان" (اللتي كانت بين القتيلات في هذه العملية، والهدف الرئيسي للعملية) علني، وتحت رقابة الشرطة الفرنسية؛ هذا ما يجعل التساؤل بالشكل التالي: ماذا لو كان شخصاً أخر تابعاً لمنظمة إرهابية أخرى (حسب التصنيف الدولي) يصول ويجول في قلب العواصم الأوروبية؟! هذا ما يجعل الجواب كالتالي: "حزب العمال الكردستاني" يتمتع بتعاطف المجتمع الدولي منهم الفرنسي والأوروبي لكن غمزاً ولمزاً للحكومة التركية، ولكي يحافظ المجتمع الدولي بعلاقات مميزة مع الحكومة التركية أدرج هذا التنظيم في خانة الإرهاب! خاصة أن هذا التنظيم ليس حاله كحال تنظيمات أخرى تعادي الغرب ومبادئها.. لذلك نجد أن المجتمع الدولي يتعامل
"بشيزوفرينيا" مع الحزب الكردستاني فهو في العلن يعاديه ويصنفه بالإرهابي، وفي الخفاء يحتضنه، ويرحب به..

- ولجواب أكثر وضوحاً على السؤال المطروح في عنوان هذه المقالة: من قتل الناشطات الكرديات .. أردوغان أم جهة أخرى؟ أقول أن لا أردوغان له مصلحة في فعل ذلك في قلب فرنسا، ووضع نفسه تحت الاضواء الدولية؛ ولا إسرائيل اللتي إتهمها أردوغان بالفعل هي الفاعل .. فإتهام أردوغان لإسرائيل هو إتهاماً كلاسيكياً منه، لكن الحقيقة أن الجريمة تجتمع فيها أيادي دولية عديدة الهدف منها تطوير حال الأكراد في الشرق الأوسط، وتشجيعهم أكثر على المطالبة بحقوقهم، ودفعهم إلى الأمام خلال مفاوضاتهم بقيادة "أوجلان" مع حكومة تركيا بقيادة أردوغان ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خلبصه
عبد الرضا حمد جاسم ( 2013 / 1 / 12 - 18:22 )
انت تخلط و تخوط وتحاول ان تصفي
فرنسا مسؤوله عن مقتل المناضلات لانهن تحت حمايتها
اردوغان يريد ان يبعد الشبهه ليكون هو الشريف عندما يتهم اسرائيل
ما مصلحة اسرائيل بتشويش الداخل التركي الذي بيدها و تحركه وتبنيه و تتابعه وترسم له الخطط
اردوغان اغبى الاتراك باتهامه اسرائيل كما افتعل مهزلة دافوس مع بيريز ليظهر هو حامي حمى فلسطين
اردوغان بداء يتلمس نهايته فلا يجرء على شيء وقذف بالحادث الى الوديعه اسرائيل
عبد الله اوجلان يقال انه يتفاوض مع تركيا... واسرائيل تريد ذلك لترتيب الاوضاع الكرديه في العراق التي تديرها عن طريق خليل زاده وستدير كردستان سوريا و تريد ادارة كردستان تركيا لتسيطر على ماء شمال شرق الاناضول والطاقه الكهربائيه وخطوط نقل الغاز والنفط الى اوربا
اكرر التحيه
ستسالني من قتلهن اقول قتلهن الغبي الذي يسير الى حتفه باتباع سيكولين رويال و موزه ان كان بيده او عن بعد او اهمال حمايتهن
فرنسا تسير نحو الهاويه يا صديقي
تساند بلحاج في ليبيا و تهاجم رفاقه في مالي تساند عصابات الجيش الحر و مجرمي النصره القطريه في سوريا و تهاجم اتباعهم في الصومال

اخر الافلام

.. مسؤول إيراني لرويترز: ما زلنا متفائلين لكن المعلومات الواردة


.. رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية يأمر بفتح تحقيق




.. مسؤول إيراني لرويترز: حياة الرئيس ووزير الخارجية في خطر بعد


.. وزير الداخلية الإيراني: طائرة الرئيس ابراهيم رئيسي تعرضت لهب




.. قراءة في رسالة المرشد الإيراني خامنئي للشعب حول حادث اختفاء