الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة إلى أبي إسراء

وصفي أحمد

2013 / 1 / 12
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


ترى هل كتب على العراق أن يظل يحكم بالحديد و النار إلى أبد الآبدين ؟ إلا يحق للجماهير أن تعبر عن همومها و تطلب من الحكومة أن تفرجها ؟ أسئلة مشروعة نطرحها عليك أنت الذي أفنيت زهرة شبابك في المنافي وعانيت ما عانيت و أنت تناضل ضد الديكتاتورية أنت و زملائك في المعارضة سابقا لتبني دولة ديمقراطية يستطيع المواطن أن يعبر عن رأيه بكل حرية دون أن يتهم بالعمالة .
بالأمس القريب عندما خرجت القوى الديمقراطية في ساحة التحرير و هي تطالب بإصلاح النظام و محاسبة الفاسدين و غيرها من المطالب المشروعة , ألم تطلق يد أجهزتك الأمنية كي تضايقهم و بعدها قامت بخطف العديد منهم و تجبرهم على توقيع التعهدات بعدم القيام بأي عمل معارض . و قد تفرقت التظاهرات بعد أن طلبت مهلة المائة يوم لتحقيق مطالبهم , غير أن وعودك ذهبت أدراج الرياح .
و اليوم خرجت جماهير عدد من المحافظات عراقية إلى ساحات الاعتصام لتعبر عن ما تعتقد أن ظلما يسلط عليها بجملة من القوانين و التشريعات تطبق بشكل غير عادل .
فهم يعتقدون أن السجون فيها أعداد كبيرة من الأبرياء يقبعون دون أن يسأل عنهم أحد , بعد أن أكدت العديد من منظمات حقوق الإنسان بأن الاعترافات تنتزع منهم قسرا , و أن أوضاع الآلاف منهم يعيشون في ظل ظروف مأساوية . أليس من حقهم عليك أن تخرج عليهم في وسائل الإعلام و تعدهم أنك ستصدر الأوامر إلى الجهات المختصة بأن تقوم بتقصي الحقائق مع إشراف عدد من ممثليهم البرلمانيين ؟ ثم تطلب إلى السيد رئيس مجلس القضاء الأعلى كي يصدر توجيهاته إلى القضاة كي يدرسوا ملفات المحتجزين و يقوموا بإطلاق سراح البريئات و الأبرياء منهم .
كما يعتقدون أن المادة أربعة إرهاب قد أصبحت سيفا مسلطا على رقابهم , أليس من حقهم أن ترسل إليهم وفدا من عندك كي يفاوضهم حتى يشعروا بأنك رئيس وزراء لكل العراقيين , لا ممثلا لمن انتخبك .
و في ما يتعلق بقانون المسائلة و العدالة ( اجتثاث البعث ) فهم يرون فيه سوطا يلهب ظهر أي سياسي يعترض على سياساتك , أو يفكر في منافستك , فهم لا يطالبون بإعادة البعثيين إلى مواقع السلطة فهم أيضا كانوا قد عانوا من تعسف النظام السابق , و لكنهم يتساءلون هل كانت تنظيمات حزب البعث حكرا على مناطقهم ؟ ألم يكن أول عراقي اعتنق فكر هذا الحزب هو شيعي (( سعدون حمادي )) و إن أول خلية بعثية كانت قد تشكلت في محافظة كربلاء ؟ ثم ألم يكن أول أمين سر قيادة لقطر العراق هو من ذات الطائفة ؟ و لو تم عمل إحصائية نزيهة لأظهرت أن الغالبية العظمى من كوادر حزب البعث هم من الشيعة . و عليه فإن التعامل مع هؤلاء لابد و أن يكون من خلال القضاء فمن يثبت عليه أنه آذى مواطنة أو مواطن فالقانون يأخذ الحق منه , أما من يبراه القضاء فهذا يتعامل معه كمواطن عادي .
غير أن كل هذه الحلول هي حلول ترقيعية , إذ لا يمكن حل الإشكاليات و التخلص من الأزمات من دون بناء دولة مدنية تعيد الاعتبار لهوية المواطنة و تعمل على مكافحة الفساد و تحقق العدالة الاجتماعية خصوصا في مجال توزيع الثروات و تقدم الخدمات لمواطنيها , و أخيرا و ليس آخرا لابد من تعديل السياسة الاقتصادية بما يحقق التنمية المستدامة و تنويع مصادر الدخل و توفير فرص عمل للشباب العاطل عن العمل لمنع استغلالهم من قبل التنظيمات المتطرفة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الانتخابات التشريعية الفرنسية.. -ليلة تاريخية- لمناصري حزب ا


.. صور من تجمع لحشود ضد اليمين المتطرف في ساحة الجمهورية بباريس




.. لماذا تصدر حزب التجمع الوطني نتائج الدورة الأولى من الانتخاب


.. ماذا بعد أن تصدر اليمين المتطرف نتائج الانتخابات المبكرة في




.. -نتيجة تاريخية-.. اليمين المتطرف يتصدر الجولة الأولى من الان