الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دخيل بختج يمريكا!

كريم محمد السيد

2013 / 1 / 12
مواضيع وابحاث سياسية



للعراقيين مع البخت شأن كبير معتقدات كثيره ترد على لسان الامثال الشعبية والمعتقدات القديمة, هناك مثل شعبي يقول (عيش ببخت وموت ببخت مسكين يلمالك بخت) و(البخت) كمفرده هي مرادف لكلمة الحظ والتي يشاع استخدامها في كل العالم سواءا باللغة العربية او باللغات الاخرى حتى ان في الإنجليزية هناك جمله كثيرا ما نسمعها وتذكر بمناسبات كثيرة (good luck) والتي تعني حظا طيبا.
الحكاية مع العراقيين لم تقف لهذا الحد بل انها اصبحت صفة اصيله لبعض الكيفيات كرئيس العشيرة او ممن ينتمي للأشراف والوجهاء او النظام الذي يحكم البلاد فمثلا كثيرا ما نسمع ان شيخ القبيلة غالبا ما يقال له (ابو بخت) او (بخيت) وهناك معتقد يقول ان الحكومة صاحبة بخت بحيث ان الاقتراب من مالها لن يفيد حائزة لان الحكومة بخيتة لذلك يقال (بخت حكومة),
وانا استذكر البخت الحكومي وجدت ان هذا الاعتقاد قد تلاشى امام حالات الفساد التي تشهدها البلاد فلا نرى ولم نسمع من يقول بالبخت الحكومي هذه الايام مثلما كنا نسمعه في النظام السابق خصوصا وان النظام الحالي يعتبر شرعيا بمنطق الديموقراطية والذي محى وجود اي اعتقاد ببخته, يبدو ان الديمو قراطيه لا تنجب حكومات (بخيتة!),
ونرد هنا مثالا حيا, فعند عزم السيد نوري المالكي بالسفر الى روسيا لغرض اجراء صفقة السلاح التي تناولها الاعلام كثيرا و ان المالكي له رؤية جديدة تجاه العلاقات الدولية الخارجية خصوصا وانها تمثل ضربه للولايات المتحدة بعد ان قرر التسوق عسكريا من (غريمتها) روسيا, وهذا اشد ما يزعج الامريكان حسب اعتقاد البعض وكأن المالكي يريد ان يقول ان العراق دوله ذات سيادة وحرية في تصرفاتها وبناء علاقاتها الخارجية وليست محميه أمريكية وهو امر جعل الخصوم قبل الانصار يثنون ويحترمون قرار المالكي هذا وعدّوه بالخطوة المهمة التي تعيد للوطن هيبته ومدى تأثيره على العلاقات الخارجية مع الدول التي تتزعم المعمورة,
امريكا لم تقلق البته من تصرفات المالكي ورؤاه بل انها اكتفت بالسكوت على غير عادتها حتى ان البعض ضن ان في سكوتها ريبه وهو الاعصار الذي سيسبق العاصفة, , وفعلا هبت العاصفة, وحلّ ساندي على الطريقة (الروسية-العراقية) ليتم الكشف عن وجود فساد في الصفقة وعمولات غير شرعيه جعلت من السيد المالكي في وضع لا يحسد عليه بل يشكك ويطيح بأقرب الناس اليه ممن يعدهم ذراعة اليمين والناطقين بخوالجه وما يريد,
وهنا نعود للبخت مرة اخرى, وخصوصا بعد التصريحات الأخيرة التي وردت على لسان وزير الدفاع العراقي بإنذار الولايات المتحدة بضرورة الالتزام بالوفاء للاتفاقية العراقية- الأمريكية بالتسليح بعد ان الغيت صفقة السلاح الروسي, وكأن امريكا عبرت عن صمتها ذلك بالمثل العراقي الشعبي الذي يقول (الفخر للتالي) وان امريكا صاحبة بخت انتج رجّه وزوبعة هزّت العملية السياسية العراقية وكشفت ان نسيان البخت لا يصلح مع امريكا, وهل ثمة (شاره) اكبر من تلك التي حدثت؟ لسان الحال يحتم القول (عمي دخيل بختج يمريكا)
خاطره اخيره: لقبيلة عكّيل اهزوجة قديمة تقول (تكَول امريكا دخيل عكَيل) عمي يعكَيل دخيل بختكم!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. داعش يتغلغل في أوروبا.. والإرهاب يضرب بعد حرب غزة | #ملف_الي


.. القرم... هل تتجرأ أوكرانيا على استعادتها بصواريخ أتاكمز وتست




.. مسن تسعيني يجوب شوارع #أيرلندا للتضامن مع تظاهرات لدعم غزة


.. مسؤول إسرائيلي: تل أبيب تمهل حماس حتى مساء الغد للرد على مقت




.. انفجار أسطوانات غاز بأحد المطاعم في #بيروت #سوشال_سكاي