الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احلام منصور في قلوبنا وأن رحلت

محمود الوندي
(Mahmmud Khorshid)

2013 / 1 / 12
الصحافة والاعلام


تفخر جميع المدن بأبناءها الذين نشروا لها ذكرياتها وخطوا لها مسارتها وتاريخها ، على ضوء أنساقهم الأدبي والعلمي والفني والرياضي ، ويتجذر مدينة خانقين بعمق الثقافات التي ولدت الشخصيات الذين يشكلون هوية المدينة ، وكانت الاديبة والروائية الكوردية الخانقينية احلام منصور والتي كانت مثالا للتمرد والرفض في الحياة لبصمتها البهية في وجدان هذه الهوية ، لانها طرزت على صفحات الصحف والمجلات أجمل القصص والكلمات ، ورسمت مسار الواقعية عند القصة الكوردية وبث فيها روحها النقية الحية قبل ان تعاني من مرض العضال الذي طوتها بعيدا عن الركن الادبي والثقافي .
احلام منصور تعد من الاقلام النسائية الكوردية الرائدة في مجال كتابة القصة والرواية ولها اكثر من رواية ومجموعات قصصية كثيرة ، تناولت في اغلبها واقع الحياة في مدينتها خانقين واستحضرت فيها الشخوص والوقائع والتطورات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية فيها . وكما كتبت القصص القصيرة باللغتين العربية والكردية ، ولديها ثلاثية باسم "الوند" مكتوبة باللهجتين السورانية والآرية . وتركن قصصها الى شكوى والآنين والآلم مع الإنسان ، لانها كانت بالغة الحساسية واعية لما يجري حولها اجتماعيا وسياسيا .
تعد احلام منصور من الكتاب المجددين في القصة الكوردية منذ سبعينات القرن الماضي ، وقدمت من نتاجاتها والكتب المهمة الى المكتبة الكوردستانية ، وكانت اسما بارزا في الحركة الثقافية والادبية المعاصرة في العراق وفي اقليم كوردستان ؛ وتظل اعمالها الادبية التي على الرغم من ندرتها ترقى الى مصافي الادب الراقي في كوردستان والعراق ، ورحليها خسارة كبيرة للثقافة الكوردية والعراقية والمكتبة الكوردستانية التي رفدتها الراحلة بالعديد من المؤلفات القيمة .
يا ابنت خانقين كنتِ حاملا ألامنا ومعاناتنا من تعذيب وترحيل وتعريب وتغيير ديموغرافة مدينتتنا على الأيدي فلول نظام البعث ، لذلك كرهتِ الظالمين والطغاة ، ورسمتِ لكوردستان مسار الواقعية في القصة الكوردية وصنعتِ من معاناة الإنسان ومأساته أروع القصص واخذتِ تسرد كوارث مدينتك وألام أهلها . نعم لقد رحلتِ عنا جسداً وليس روحاً فروحكِ ما زالت ترفرف في سماء كوردستان بصورة عامة وسماء مدينة خانقين بصورة خاصة . ويبقى أسمكِ على مر السنين وفي ذاكرة الأيام كالجبل الكوردي الشامخ .
حقأ إنها فاجعة كبرى ان تفقد مدينة خانقين إحدى مثقفاتها وهي زميلتنا " احلام منصور" التي تركت بصماتها على صفحات الجرائد والمجلات ، وخلفت تراثاً ممسقاُ من العطاءات ، وكانت متجذراٌ بحب مدينتها واهلها ، وأصالتها للأخلاق والإنسانية ، وبعدها عن مغريات الدنيا والمنافع الذاتية ، لذلك اصبحت عنوانا عريضا للأفتخار والشهامة. نعم لقد فجأنا عندما قرأنا نعيكِ على موقع الشفق وموقع النور ، وحمل الجميع من معارفكِ وأصدقائكِ من الألم والأسى ، وتركتِ لهم مرارة الحزن والفجيعة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرة في العاصمة الفرنسية باريس تطالب بوقف فوري لإطلاق النا


.. مظاهرات في أكثر من 20 مدينة بريطانية تطالب بوقف الحرب الإسرا




.. الاحتلال الإسرائيلي يقصف المدنيين شرقي وغربي مدينة رفح


.. كيف تناولت وسائل الإعلام الإسرائيلية عرض بايدن لمقترح وقف حر




.. تركيا تدرس سحب قواتها من سوريا