الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مناجاة قلب

مصطفى ساهي

2013 / 1 / 12
الادب والفن


الى متى ياقلب ؟
الى متى ياقلب تبقى نابضاً ؟؟ الى متى ياقلب تبقى حاملاً الذكريات المؤلمة ثاملاً بدمائها ؟؟
الى متى ياقلب تبقى وحيداً ؟؟ متى ستجد قلباً يُخرجكَ من وحدتك وصمتك الهائل ؟؟ الم تضجر من الوحدة والانفراد والجلوس في صومعة الصمت ؟؟
ياقلب في الوحدة والانفراد وحشة وفي الصمت عزاءا لارواحاً غادرتك وذكريات سكنتك فلا تُكثر الجراح .. افلا تعلم ان آلمك هي آلمي وجراحك هي جراحي ؟؟
انا غريب ٌ مثلك ... انا غريبٌ حتى عن نفسي .. ابحث عن ذاتي امام المرايا فلا ارى غير جسدٌ فاني وملامح ٌ غريبة تائهة بين اعماق الارض ولا نهاية السماء .. وارى بوجهي كلماتٌ مقدسة وضعتها رغباتي .. وافكارٌ جالسة على كتفي تتثائب ...
انا غريبٌ الى نفسي ... وكيف ادركُ غربتي لنفسي وهي الاخرى لا اعرفها ؟؟
انا غريبٌ مثلك ... ابحث عن ذاتي بين صدى كلمات العابدين .. وكلمات المتمردين ..وصوت تنهدات بنات الليل ... وعيون العذارى ..
ابحث عن ذاتي في الزوايا المظلمة في اكواخ الفقراء ... وسقوف قصور الملوك وظهور النساء ..
ابحث عن ذاتي .. بأعين المسافرين الغرباء وانا مسافراً باحثا بكل الازقة والفنادق والحانات ...
انا غريبٌ عن نفسي .. افُتشُ عنها في مكتبتي ..بين كتبي .. بين افكاري المستهلكة وكلماتي المخبأَ ..وبأعماق كأس الخمر بعد شربي اياه ...
تجلد ايها القلب فما وحدتك الا جزءاً من وحدتي وما عذابك الا جزءاً من عذابي .. فأنا كل يوم اصُافح المنايا مبتسماً واُجالس سجاني واثقاً هادئاً .. وفي الليل ارى ارواحي السابقة محلقة في الابدية .. وكلماتي جالسة على الارصفة وافكاري متجولة شامخة كالملك الذي يتمشى بين جثث اعدائه في ساحة المعركة ، والتقي بأشخاصٌ من ماضي حياتي بعضهم ينظرون لي بشوق ولهفة واخرين ناظرين لي اسفين معاتبين ، بعدها يهلع الجميع هارباً عند سماع صوت الدهر العميق يخاطبني تاركيني وحيداً خائفاً .. وهو يسألني عن القلوب التي خُلعت والارواح التي تحررت ، فأجيبه اسفاً عن اللذين شربوا دماء عذرية العذارى ، وعن الارواح التي تحررت من الموت بالموت ..
بعدها يأتي الفجر مقبلاً الارض بأشعته السحرية ، مادداً ضيائه على ايدي المنايا مُلامساً اجسام النحيلات الفاتنات ، منتشراً على قُبب القصور ، واسقف اكواخ الفقراء ... مُعلناً عن رحيل الليل وعودة الارواح لاجسادها .. فأرى من يحمل الغباء بملامحه والفقر بأخاديد وجهه ، وارى من ارتدى ثياب الطهر وشياطينه تعلوا رأسه وكتفيه ناظرين لي مُتعطشين لدمائي كأنهم يروا في دمي حلاوةٍ جديدة تختلف عن دماء حامليهم ..
وها انا الان لا ازال محدقاً بأعين الناس باحثاً عن روحي، باحثاً عمن يُعلمني الكلام ويُخرجني من اودية الظلام ...
لنتفق يا قلبي ان نموت معاً .. وليكون موتناً هادئاً كالقمر.. عميقاً كجراحنا ..... غريباً كحياتنا ..
فألى متى تبقى نابضاً ؟؟ حاملاً ذكريات الارواح التي فارقتك .. والجراح التي سكنتك ،، ثاملاً بدمائي ؟؟

مصطفى ساهي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاعلكم | الناقد طارق الشناوي يرد على القضية المرفوعة ضده من


.. ياسمين سمير: كواليس دواعى السفر كلها لطيفة.. وأمير عيد فنان




.. تفاعلكم | بعد حالة الطوارئ الثقافية التي سببها في الرباط، حو


.. تفاعلكم | مخرج فيلم -آخر سهرة في طريق ر-، محمود صباغ، يرد عل




.. أحمد السقا يروى كواليس تعرضه للخطر في أفلامه ونجاته من الموت