الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فاروق القدومي يصر على إرجاع الضفة الغربية للأردن!!

منعم زيدان صويص

2013 / 1 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


في مؤتمر الخرطوم، ذي اللاءات الثلاث، الذي عقد في 29 آب سنة 1967، ناشد جمال عبد الناصر الملك حسين أمام جميع القادة العرب أن يحاول إستعادة الضفة الغربية والقدس بأية وسيله، كما تقول سجلات القمة، لان الأردن قانونيا كان مسؤولا عنهما عندما قامت الحرب. فحسب قرار مجلس الأمن 242، الذي صدر في 22 تشرين ثاني من تلك السنة، سنة "النكسة، كان الأردن الجهه التي يمكن أن ترجع الضفة إليها. وعبثا حاول الملك حسين إقناع العرب والفلسطينيين بالسماح له بمحاولة استرجاع الضفة الغربيه وتسليمها للفلسطينيين إذا أرادوا ذلك، كما صرح العاهل الأردني بنفسة بعد سنوات، وأصروا على أن منظمة التحرير هي الممثل "الشرعي والوحيد" للشعب الفلسطيني. وكانت الضفة الغربية نظيفة من المستعمرات اليهودية وبقيت كذلك لعدة سنوات. ولكن السياسات الظالمة الهوجاء والدون كيشوتية استمرت ووصلت ذروتها في عام 1974 عندما أجبر الزعماء العرب في مؤتمر الرباط الأردن على التخلي عن القضية الفلسطينية لمصلحة منظمة التحرير، وكانت هذه بداية تصفية القضية.

تذكرت هذا كله بعد أن شاهدت مقابلة على تلفزيون العربية أجراها حسن معوّض مع فاروق القدومي، الذي وصفه معوض بعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، قبل أيام، في 28 كانون الأول. كان كلام القدومي لا يخلو من التناقضات، وطالب بإعادة الضفة الغربية، بعد أن مزقتها إسرائيل، للمملكه الأردنية الهاشمية، قائلا أن الاردن "مسؤول عنها بموجب قرار 242." ولم يكتف بذلك بل قال إن قطاع غزة أيضا سينضم إلى الأردن. فسبحان مغيّر الأحوال .. والعقول.

يقول القدومي: "الضفة الغربية عندما انطلقت الثورة، كانت جزءا من الأردن،" ويضيف : "لذلك فإن الأردن مسؤول عن عودة الضفة الغربية، إذا كان في الإمكان، بعد فشل المفاوضات مع الإسرائيليين." وعندما قال له معوض أن الأردن تخلى عن مسؤوليته تجاه الضفة "لأنكم طلبتم منه في عام 1974 أن يترك هذه المسؤوليه وأن تتحملوها أنتم، كمنظمة التحرير الفلسطينية، باعتبارها الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني،" أجاب: "لم يتخلّ الأردن عن مسؤوليته أبدا." وأضاف: "لقد شكلنا وفدا مشتركا، نحن والأردن، وبدأت المفاوضات في مدريد." وقال: "كان هناك إتفاقات بيننا وبين الأردن على أساس كونفيدراليه أو فدرالية إذا ما عادت فلسطين واستطعنا ان نحررها." وقال معوض للقدومي أنه بعد إعلان الدولة الفلسطينية في الجزائر عام 1988 وتحت ضغط المنظمة، "إضطر العاهل الراحل الملك حسين لإصدار قرار فك الإرتباط الشهير،" فتجاهل القدومي الملاحظة وقال: "الحقيقة أن الأردن مسؤول عن الضفة الغربيه، وصدرت هناك قرارات - قرار 242 - تقول أن الأرض العربية التي إحتلت عام 1967 لا بد أن تعود." وأضاف: "بما أن المفاوضات فشلت لا بد أن نجرب طريقة أخرى." وعندما سأله عن مخاوف الأردنيين من تحويل الأردن إلى الوطن الفلسطيني البديل الذي "سيحل مشكلة إسرائيل،" قال: "نحن نتحدث مع إخواننا، والوحدة هي الأساس الذى نعمل به."

بالمناسبة كان قدومي منذ السبعينات يزاود على عرفات وبقية سياسيي السلط الفلسطينية، وهو لا يزال يعيش في الماضي ويسمي نفسه رئيس الدائره السياسية للمنظة، ولم يفعل أي شيء في القاهرة منذ عقود سوى التجارة و"البزنس،" وهو يؤكد في هذه المقابلة أنه رفض "رفضا قاطعا،" ولا يزال يرفض، إتفاقية أوسلو لأن نتيجتها "حكم ذاتي محدود،" مضيفا "أن كل المحاولات والتسويات أصبحت فاشلة، ونحن نرى أن هناك تنسيق مع إسرائيل." ومن الواضح، والمضحك، أنه يظن أن الأردن سيسترجع الضفة بعصا سحرية بدون تنسيق مع أسرائيل. وقال إن أسرائيل لا تريد أن يكون هناك دولة فلسطينية، "ولهذا السبب لنجرب هذه المره عودة الضفه الغربية، ما دام هناك قرار من مجلس الأمن لإعادتها، ولكن نحن مصرون كل الإصرار على عودة اللاجئين إلى ديارهم." وقال بأن الاردن لن يرفض هذا العرض لأن "هناك ملايين الفلسطينيين في الأردن."

أفكار القدومي هذه بدأت تخرج إلى الملأ قبل شهرين في صحيفة القدس العربي اللندنية ولا ندري ما هو الهدف من إثارة هذا الموضوع الآن بعد أكثر من 45 سنة من إحتلال إسرائيل لأراضى من مصر والأردن وسوريا ولبنان. ولكن الشىء الأكيد أن هذه الدعوة، إذا كانت بريئة، تدل على صحوة متأخرة جدا. أما نتانياهو فيمنّى نفسه بأن يتحقق طلب القدومي ويتخلص مما سيتبقى من الضفة بتسليمه للأردن، وقد قام حديثا بزيارة قصيرة، غير معلنة، لعمان فهل طرح أفكارا تتعلق بهذا الموضوع؟ هل حملة القدومي علامة على وجود طبخة تعد في هذا الشأن تشترك فيها دول عربية وأجنبية، أم هي "ثرثرة" كما وصفها ياسر عبد ربه؟ كيف يمكن للأردن أن يقبل باستعاده ضفة غربية مقطعة ومزروعة بالمستوطنات؟ هل من مصلحة الأردن أو الفلسطينيين أن يتعاملوا جديا مع هذه الأفكارالمشوهه؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. النزوح السوري في لبنان.. تشكيك بهدف المساعدات الأوروبية| #ال


.. روسيا تواصل تقدمها على عدة جبهات.. فما سر هذا التراجع الكبير




.. عملية اجتياح رفح.. بين محادثات التهدئة في القاهرة وإصرار نتن


.. التهدئة في غزة.. هل بات الاتفاق وشيكا؟ | #غرفة_الأخبار




.. فايز الدويري: ضربات المقاومة ستجبر قوات الاحتلال على الخروج