الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تظاهرات تطالب بالكرامة و تظاهرات تطالب بالعبودية

اكرم بوتاني

2013 / 1 / 13
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


اثبتت الاعتصامات والتظاهرات التي يقوم بها ابناء السنّة ، بان عودة الدكتاتورية الى العراق بات املا ميؤسا منه ومشروعا فاشلا ، فلابد للمالكي ان يدرك بان احلامه الاستبدادية لن تتحقق مهما سيطر المالكي على المؤسسات المهمة في البلد ومهما طبل وزمر له اتباعه واتباع اتباعه الطائفيون .
كان من المفترض ان تتسم ردود الفعل لدى رئيس الحكومة العراقية السيد نوري المالكي بالعقلانية والإتزان وعدم التسرع تجاه ما يجري في البلد من تظاهرات واعتصامات ، اذا ما كانت لدى السيد المالكي رغبة حقيقية في اخراج البلد من الحالة المزرية التي يمر بها والمهددة لحرب اهلية لاسامح الله ، لكن الملاحظ هو ان رئيس الحكومة وكل المؤيدين له في السلطات الثلاث التنفيذية / التتشريعية والقضائية اتجهوا اتجاها خاطئا وكأنهم يتعمدون في تازيم الوضع وتعقيد الامور اكثر من ما هي عليه ، من خلال خطاباتهم الطائفية وكأنهم غير راغبين رغبة صادقة وجادة في ايجاد حلول عقلانية ترضي المعتصمين والمتظاهرين لإنهاء المشكلة ، حيث لايعقل إتهام هذه الحشود الغفيرة من المتظاهرين بانهم مرتزقة تدفع لهم قطر وتركيا نظير خروجهم في تظاهرات ، فالازمة التي تمر بها البلاد لاتحل بهكذا منطق ولا بهكذا عقلية طائفية ، والمالكي يدرك تماما بانه غير صادق فيما ذهب اليه من ادعاء ، وهو الذي يدرك ايضا بان مسالة المائة دولار لم يصدقها احد ، الا اذا استثنينا اتباعه ومريديه من الانتهازيين الذين يطبلون له من اجل منافع شخصية ضيقة دون حياء ولاخجل ، اؤلائك الذين تزاحموا على وسائل الاعلام المرئية لنصرة ولي نعمتهم المالكي ، من شاكلة حنان الفتلاوي وعزة الشابندر والشلاه وغيرهم من الانتهازيين الذين لم نسمع منهم كلاما متزنا ومستقيما للتخفيف من حدة التوتر الحاصلة في البلد ، فخوف المالكي على ضياع كرسي العرش جعله يفقد صوابه لتظهر حقيقة نواياه ، ثم جاءت ردة الفعل الثانية اكثر غباءا من التي سبقتها ، حيث حرك المالكي اتباعه للتظاهر في محافظات الجنوب ومن ثم في ساحة التحرير ببغداد وبحماية الجيش ، ذلك الجيش الذي منع اهالي الاعظمية من اداء صلاة الجمعة لمنعهم من التجمع والتظاهر ، اما في الموصل مركز محافظة نينوى فالجيش يمنع المتظاهرون من الوصول الى ساحة الاحرار ، لكن تظاهرات الشيعة المؤيدة للمالكي وحكومته فهي شئ آخر حيث انها تسير براحة وسكينة ودون اية مضايقات وترفع الشعارات الطائفية ولافتات فيها من السب والشتم ما هو مخجل ، والأدهى من كل هذا ينقل المتظاهرون الشيعة الى ساحة التحرير بوسائط نقل حكومية ، وبحماية الجيش العراقي المسيس حتى وصل الحد باحدى كتل التحالف الوطني لتقول بأن مظاهرات الشيعة مسيسة ومدفوعة الثمن وياترى كم دولارا استلم المتظاهرون الشيعة؟ .
لاشك ان الكل يدرك ادراكا تاما بان الشارع السني لم يخرج من اجل حماية رافع العيساوي والا لكان قد خرج من اجل حماية الهاشمي قبل ذلك ، وانما الذي اخرج الشارع السني عن صمته هي حالة التهميش والظلم التي صاحبها الكثير من المذلة والمهانة ، وابناء العشائر السنية رفضوا تحويل تلك المذلة والمهانة الى حالة يأس واستسلام لطائفية المالكي واتباعة ، فثاروا ثورتهم ضد الظلم والطغيان فكان من الاجدر بالمالكي ان يذعن لصوت العقل لا ان يذعن لصوت خطيب جمعة طهران لكنه فضل خطيب جمعة طهران ليثبت انه ليس رجل دولة وليس الرجل المؤهل لقيادة العراق وليس بامكانه الارتقاء بالعراق نحو الهدوء والاستقرار ثم التحضر ، فعليه ان يتنحى لحقن دماء العراقيين اذا ما كان وطنيا كما يزعم ويدعي ،او ليزيحه التحالف الوطني وبانتهائه وازاحته سينهي ابناء السنة اعتصاماتهم وتظاهراتهم ، لكننا بالتأكيد ننفخ في قربة مقطوعة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دمار شامل.. سندويشة دجاج سوبريم بطريقة الشيف عمر ????


.. ما أبرز مضامين المقترح الإسرائيلي لوقف إطلاق النار في غزة وك




.. استدار ولم يرد على السؤال.. شاهد رد فعل بايدن عندما سُئل عن


.. اختتام مناورات -الأسد الإفريقي- بالمغرب بمشاركة صواريخ -هيما




.. بايدن: الهدنة في غزة ستمهد لتطبيع العلاقات بين السعودية وإسر