الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عرض لكتاب الدكتور جواد بشارة الكون الحي

جواد بشارة
كاتب ومحلل سياسي وباحث علمي في مجال الكوسمولوجيا وناقد سينمائي وإعلامي

(Bashara Jawad)

2013 / 1 / 13
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


عرض كتاب الكون الحي للدكتور جواد بشارة
راجحة عبود
من اصدارات مؤسسة اي - كتب لنشر الكتب الالكترونية صدر كتاب الكاتب والباحث العراقي المقيم في باريس منذ عقود طويلة الدكتور جواد بشارة تحت عنوان " الكون الحي بين الفيزياء والميتافيزياء" الذي يأتي تتويجاً لبحث طويل ومضني استخدم أسلوب التبسيط العلمي ، كرسه المؤلف لموضوع الكون ودراسته من كافة جوانبه وقد تكلل هذا الجهد في بصدور الكتاب الأول للكاتب تحت عنوان "الكون أصله ومصيره " الذي صدر سنة 2011 وأعقبه بكتابه الثاني الذي نحن بصدد عرضه اليوم ليكمل مشواره المعرفي وتقديمه بلغة سهلة وسلسة ومفهومة من قبل كافة مستويات القراء حتى ممن لم يمتلك خلفية علمية أو دراسات جامعية عليا أو متخصصة.
تناول الباحث في كتابه الموسوعي هذا كافة المسائل الجوهرية المتعلقة بهذا الموضوع وكان تركيزه على الكون المرئي المرصود والموجود مادياً والذي نعيش فيه ، و الذي قام بدراسته بالتفصيل في كتابه الأول ، ومن ثم حاول تجاوزه في هذا الكتاب لينطلق إلى آفاق أوسع وأبعد تتعدى اللا نهايات . فبعد أن محص موضوعة الكون المرئي تساءل بجرأة هل هو حقيقة أم وهم وقد كرس الفصل الأول لهذا السؤال ومن ثم عرج على الموضوع الأهم الذي يؤرق البشر ألا وهو الزمان الذي عده المؤلف اللغز الأهم في الكون المرئي، أي أنه ناقش موضوعة الزمان كما هي وكما نعرفها في إطار وحدود الكون المرئي المرصود في فصل كامل . ثم عاد ليبحث في أعماق هذا الكون المرئي واسراره في مقاربة جديدة حملت عنوان الكون المرئي بين البداية المفترضة والنهاية المجهولة . ولم ينس المؤلف التطرق إلى تطور الفيزياء وعلم الكون من نيوتن إلى آينشتين ويعالج موضوعات جديدة على القارئ العربي تمس المادة السوداء والطاقة المعتمة التي قد تكون سبباً في نهاية الكون بينما هي اليوم تقف وراء تفسير توسع وامتداد الكون كما يعتقد الكثير من العلماء الذين تناولهم المؤلف وناقشهم وعرض نظرياتهم. وفي خضم هذا الهم العلمي تقصى الكاتب مشكلة الوجود الانساني ونشأة الحياة وهل هي مقتصرة على الأرض أم يمكن أن تتواجد في أماكن أخرى في الكون المرئي وركز على علاقة البشر بالحضارات الكونية الأخرى المتقدمة علينا من خلال فصلين عن سر الاتصالات بين البشر والكائنات الفضائية الأخرى ومعادلة نحن البشر والآخرون في الفضاء الخارجي. ناقش كتابه الأول نظرية الانفجار الكبير من جميع جوانبها في حين نراه يتناول في كتابه هذا النظريات التي أعقبت نظرية الانفجار الكبير مع مايلزمها من معادلات ولغة رياضياتية قد تكون صعبة على بعض القراء. وتساءل بعد ذلك هل سيكون للكون المرئي نهاية وكيف ستكون تلك النهاية. لذلك أخضع الكون المرئي لرؤيتين تقليدية وتجديدية ليخلص إلى أن الكون المرئي ليس سوى مكون ميكروسكوبي بسيط من مجموعة لا متناهية من الأكوان وفق نظرية تعدد اكوان التي سيثبت العلم صحتها قريباً كما يعتقد الباحث . خاصة بعد كشف بعض ألغاز الكون المرئي التي لا تزال إلى حد الآن مستعصية على فهم وإدراك البشر في الوقت الحاضر. ولم ينس الكاتب مناقشة الأسئلة الجوهرية للكون المرئي ومعرفة ماهو ممكن وماهو مستحيل في فيزياء الغد ومن ثم إلقاء نظرة معمقة للكون المرئي قبل الانتقال إلى فيزياء ما بعد آينشتين اي فيزياء القرن الحادي والعشرين والبحث عن النظرية الموحدة والجامعة والوحيدة للكون المرئي لكشف ما فيه من غرائب وعجائب وتفسير كل ما يجري فيه من أجل الوصول إلى نظرية الكون الحي المطلق الواعي الذي يحتوي كل الموجودات والذي ليس له بداية ولا نهاية ولم يخلقه أحد بل هو خالق لكل شيء فكل شيء موجود في الوجود هو جزء منه ومن مكوناته الجوهرية بما في ذلك الحياة والوعي اللذان ليس سوى مظهر من مظاهر الكون الكلي الحي.
كون الله الحي، أم كون الألغاز؟
الكون، ينكشف للمرة الأولى من مختلف أبعاده على يد هذا الباحث المتميز الذي يتسم بسعة المعرفة ولا يوفر جهدا من اجل أن يقدم أوسع خدمة ممكنة للقارئ. ولهذا السبب جاء كتاب الدكتور جواد بشارة ليس غنيا بتغطيته للنظريات العلمية وأحدث المستجدات على صعيد المعارف الكونية فحسب، بل انه كان فسيحا الى درجة انه شمل كل شيء، حتى انتهى الى كتاب يناهز نحو 750 صفحة، وذلك في دلالة على طبيعة وعمق الجهد البحثي الذي قدمه المؤلف.
وفي الوقت نفسه، فان الموضوع مثير وشيق لكثرة الألغاز التي حاول الباحث الكشف عن تفاصيلها والمعارف المتصلة بها. بل انه لم يوفر حتى أكثر الألغاز إثارة للاستغراب.
مع ذلك، فان المقاربة العامة للكتاب ظلت علمية ومنفتحة على أحدث التطورات، وآخر المعلومات التي قدمتها المختبرات ومراكز الرصد وكبريات مؤسسات الأبحاث الأوروبية والأميركية.
وسيجد القارئ ان هذا الكتاب الملفت بحجمه، ملفت أكثر بسعة الإطار المعرفي الذي ينطلق منه.
يقول المؤلف: "حينما نتحدث عن الكون فإننا إنما نتحدث عن أنفسنا وعن وجودنا ومصيرنا ومعتقداتنا، وكلما أوغلنا في البحث عن أسراره، تنتصب أمامنا مزيد من الألغاز والتحديات والتساؤلات، خاصة وأن بعض العلماء يعتقد جازماً أن ما نعرفه عن الكون ليس سوى جزء لا يذكر من الحقيقة الخفية التي تغلفه، وأن الجانب المرئي والمادي من هذا الكون، ليس سوى خلية من مليارات المليارات المليارات من الخلايا الأكوان، الدائمة الخلق والتجديد، كمثل الخلية البشرية في جسم الإنسان".
وينقل المؤلف القول إن أحد كبار فلاسفة الدين المسيحي سئل: "ماذا كان الله يفعل قبل خلق البشر، أجاب الفيلسوف ورجل الدين المسيحي الشهير: "أنه كان يعد جهنم لمن يطرح مثل هذه الأسئلة".
وكل ما فعله كتاب "الكون الحي"، هو انه قدم كل الاجوبة الممكنة على الكثير من تلك الأسئلة التي كان الله يعد جحيمه لمن يسألها.
لقد ناقش الكاتب كل المسائل العالقة في علم الكون والفيزياء النظرية وعلى رأسها المسائل الخمسة التالية التي شكلت وتشكل التحديات الرئيسي التي تواجه الفيزياء النظرية اليوم فالتحدي الأول يتمثل بحل معضلة الثقالة الكمومية أوالكوانتية والتوصل إلى صيغة تجمع وتوحد بين نظرية النسبية العامة لآينشتين ونظرية الكم أو الكوانتا لتصبح نظرة واحدة ووحيدة يمكنها أن تقدم نفسها كونها النظرية الكاملة لتفسير الطبيعة .
التحدي الثاني يكمن في حل المشاكل الأساسية أو الجوهرية لميكانيك الكم أو الكوانتا وذلك عن طريق إعطاء معنى للنظرية في حالتها الآنية أو كما هي عليها وضعها اليوم أو ابتكار نظرية جديدة يكون لها معنى مقبول ومتفق عليه.
التحدي الثالث يتمثل بمحاولة توحيد الجسيمات المادية والقوى الجوهرية للطبيعة وعليه ينبغي تحديد فيما إذا كانت مختلف الجسيمات والقوى الفيزيائية يمكن أن تتوحد في نظرية واحدة تفسر كل شيء وذلك باعتبار الظواهر تجليات لكينونة جوهرية واحدة.
التحدي الرابع يتجسد في قضية الضبط وشرح كيف يتم اختيار قيم الثوابت الحرة في النموذج القياسي أو المعياري لفيزياء الجسيمات ويكون الاختيار في الطبيعة.
وأخيراً حل مشكلة الألغاز الكونية المتبقية مثل تفسير ومعرفة ماهية المادة السوداء أو المعتمة والطاقة الداكنة أو المعتمة ومعرفة كيف ولماذا تم تعديل الجاذبية أو الثقالة في المستويات الكبرى وبتعبير آخر أكثر عمومية محاولة تفسير سبب امتلاك الثوابت الكونية في النموذج المعياري للكوزمولوجيا ، بما في ذلك الطاقة المعتمة أو الداكنة ، للقيم الرياضياتية المعروفة اليوم . والتي سوف يطورها بالتفصيل في كتابه القادم كما صرح لنا بذلك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأميركيون العرب -غاضبون من بايدن ولا يطيقون ترامب- | الأخبا


.. اسرائيل تغتال مجدداً قيادياً في حزب الله، والحزب يتوعد | الأ




.. روسيا ترفع رؤوسها النووية والناتو يرفع المليارات.. | #ملف_ال


.. تباين مواقف الأطراف المعنية بمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة




.. القصف التركي شمالي العراق يعطل انتعاش السياحة الداخلية الموس