الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أزمة الديمقراطية في السويد

زاردشت قاضي

2013 / 1 / 13
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


يحاول أغلبية السّاسة في السويد إحتواء أزمة الأجانب المتفاقمة يوماً بعد يوم وذلك بإنعزالهم وبإبقائهم صامتين وبالتالي القضاء على تلك الديمقراطية التي لطالما صُبغت بها عبرعقود طوال , بحيث لم يتوقف أقلام الكتّاب عنها إلى الأن , على أن ذلك التكتيك السياسي برّعت بها رئيسة حزب الشعب الدنماركي سابقاً " بيا كياسكورد " المعروفة بإبتسامتها الرقيقة وهي تعقّب على أزمة الديمقراطية في السويد قائلاةً : سوف يُمنح لديمقراطية السويد أصوات كثيرة .
ففي الاجتماع السنوي الموسع لبلدية مدينة "مالمو" يوم أمس نرى لارس جوهان هالغرن , الديمقراطي السويدي المعروف , يجلس وحيداً في قاعة الاجتماعات , لأنه كان الشخص الأول الذي أخذ لنفسه مربضاً فيها , ظاهراً بمظهر الأناقة المتناهية في الدقة ببدلته الغامقة تلك وربطة العنق الملونة مع قطعة قماشٍ مطابقة للبدلة في جيب الصدر , وقد ازدان أحد أصابعه بخاتم ذهبي ثقيل , على غرار ساسة السويد الديمقراطيين وكأنهم أخذوا دائماً على عاتقهم بأن يكونوا على هيئة " جيمي أوكيسون" الذي يبرز حضوره دائماً بالبدلة الغامقة , والحذاء السوداء , وتلك ربطة العنق الخضراء , البنفسجي أو حتى الأحمر الفاتح وهو يقود الحزب الإشتراكي الديمقراطي ويدافع عنه .
نرى لارس جوهان هالغرن من حزب السويد الديمقراطي جالساً وهو ينظر إلى أوراقه االذي وضعه أمامه على الطاولة , في حين بدأ يُسمع بجواره أحاديث جانبية ممزوجة بنبرة الضحك ̓, شكراً على مامضى ... نعم كان ذلك منذ وقت طويل ̓, لكنه شخصياً لم يتفوه بكلمة واحدة بل بقي جالساً وصامتاً في ثباته , لم يبتسم لأحد , إلا بإمائة قصيرة إلى الحضور , ومن ثم بدأ ينظر ثانيةً إلى أوراقه الموضوعة أمامه في تلك القاعة التي سرعان ما بدأت تمتلئ بالسّاسة شيئاً فشيئاً حتى بلغ عددهم 61 مرشحاً متمثلاً بالعدد الإجمالي لإدارة بلدية المدينة سياسياً , و سبعةٌ منهم يمثلون حزب السويد الديمقراطي .
في إحدى زوايا القاعة يقف هناك سياسيٌّ من حزب الليبرال المعتدل بجواره عضو من الحزب الديمقراطي الإشتراكي وإثنان من الأعضاء اليساريين يتحدثون بصوتٍ عالٍ مع آخرين من حزب الخضر.
على أن الظاهرة السياسية تلك الملفت للإنتباه لا تنطبق على مجلس بلدية مالمو فقط بل تجد أيضاً حضوراً في المدن الأخرى , وذلك بعد فضيحة إثنان من السّاسة الديمقراطيين اللتان تم استبعادهم من قبل رئيس الحزب جيمي أوكيسون الخريف المنصرم , عندما فضحوا أنفسهم في إحدى الفيديوهات, ظاهرين فيه بمظهر العنصرية وفقاً للحديث الذي يدور بينهما , وتراهم مسلحين بأنابيب من الحديد , وذلك خلال رحلة قاموا بها للمدينة , حيث صّرح رئيس الوزراء " فريدريك راينبيلت " من حزب الليبرال المعتدل عقب الحادثة مباشرة أنه أخذ على عاتقه بغية عدم التعاون مع ذلك الحزب .
لقد توضحت مسار الديمقراطية في السويد خلال انتخابات البرلمان 2010 بعشرين عضواً وبلغ مجموع حقائبهم 5,7 % من المرشحين المنتخبين , لكن يبدوا الرقم كبير نسبياً , لأنه سوف لن يجد المرء أحداً في البرلمان السويدي يتعاون مع ذلك الحزب المعروف عنه بالنزاع مع الأجانب , وفريدريك راينبيلت نفسه أظهر عدم ارتياحه مكرراً قوله السابق بغية سكت الحزب , بإنعزاله ووضعه في سياق عدم التأثير وتقليص النفوذ .
الوضع السياسي الراهن في السويد يشبه تماماً وضع الدنمارك منذ بضع سنين خلت , وهي بطبيعة الحال ليس بالشيئ المقلق إذا وضعنا كامل الإثم على الأجانب , لأن حملة السويديين ضد الحزب الديمقراطي بدأت تظهر للعيان على قول أوسا ليندربروك عضوة البرلمان من حزب اليساري الشيوعي .
لكن بالمقابل يزداد شعبية ديمقراطية السويد أكثر من أي وقتٍ مضت , على أن تقدم ذلك الحزب في مهمته يعطي إنطباعاً عاماً أخرلما يجول في ذهن السويديين الذين بدأو يشعرون بقساوة المجتمع الذي يعيشون فيه , وأكثر ما يقلقهم هو التفكير بالمستقبل وخصوصاً في ظل بروز الفئات الطبقية , وحجم البطالة المتصاعد يوماً بعد يوم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة.. الجيش الإسرائيلي يدعو السكان لإخلاء شرق رفح فورا


.. إسرائيل وحماس تتمسكان بموقفيهما ولا تقدم في محادثات التهدئة




.. مقتل 16 فلسطينيا من عائلتين بغارات إسرائيلية على رفح


.. غزة: تطور لافت في الموقف الأمريكي وتلويح إسرائيلي بدخول وشيك




.. الرئيس الصيني يقوم بزيارة دولة إلى فرنسا.. ما برنامج الزيارة