الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلاقات الدوليه وثلاثية التغير

مروان هائل عبدالمولى
doctor in law Legal counsel, writer and news editor. Work / R. of Moldova

(Marwan Hayel Abdulmoula)

2013 / 1 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


ترتكز دراسة العلاقات الدولية على مجموعة من التغيرات والاسس والانظمه الثابته و المتحركه كونها علاقات قائمه بين دول وشعوب تختلف في عادتها وتقاليدها وفي تركيبة نسيجها الداخلي ومكوناته وعلاقاته بالخارج , وفي الوقت الحاضر تتسم العلاقات الدوليه بكثير من الصعوبات والمشاكل الناتجه عن الايقاع السريع للاحداث والمتغيرات الدوليه التي تنبثق هنا وهناك احيانا بطرق مدروسه واحيانا اخرى بطرق عفوية والحاله الاخيره هي التي تربك شكل العلاقات الدوليه وتخلط اوراقها , لأن هناك علاقات قائمه على اسس وقوانين دوليه وعلاقات قائمه على صفقات ومصالح ظاهره وباطنه واخرى تقع في المنظور البعيد ولكنها استراتيجيه ومهمه وكلها علاقات تقع في بند يسمى العلاقات الدوليه .
يعرف "جون بورتون" العلاقات الدولية بأنها :" علم يهتم بالملاحظة و التحليل و التنظيم من أجل التفسير و التنبؤ , ويعرفها "مارسل ميرل" :"كل التدفقات التي تعبر الحدود أو حتى تتطلع نحو عبورها هي تدفقات يمكن وصفها بالعلاقات الدولية ،و تشمل هذه التدفقات بالطبع على العلاقات بين و المجموعات العامة أو الخاصة التي تقع على جانبي الحدود كما تشتمل على الأنشطة التقليدية {الدبلوماسية ، المفاوضات ، الحرب ..إلخ و تشمل أيضا تدفقات في طبيعة أخرى اقتصادية ، سكانية ، رياضية ،..إلخ , وعلى الرغم من عدم وجود تعريف جامع و شامل للعلاقات الدولية يتفق حوله جميع الباحثين و المختصين إلا ان عام ٢٠١٣ قد اشرق علينا على انقاض عام ٢٠١٢ وعلى احداث متنوعه توزعت بين المفرحه والمحزنه والغامضه المقلقه وهي احداث تكاد تكون تسير على آليه مبرمجه وسيناريوهات متشابهه في بعض الاحيان ومختلفه في احيانا اخرى لكنها احداث تنتقل بشكلها واخبارها من مكان الى اخر بسرعة البرق كون العالم اصبح قرية صغيره تدار من قبل الدول الكبرى واقتصادياتها القائمه على شركات عملاقه عابره للقارات تتحكم احيانا في شكل العلاقات الدوليه لما تتمتع به هذه الشركات من قوه ونفوذ على مستوى الداخل والخارج الوطني ويترابطون بمصالح اقتصاديه ضخمه مع شركات اخرى اقليميه ودوليه قائمه على الشراكه والمصالح وغالبا ماتكون علاقات الاستثمار والاقتصاد هذه الشركات مباشره مع صناع القرار في الانظمه السياسيه وخاصه في الدول الناميه التي عادتا مايكون النظام القائم فيها لايرتكز على اسس ديمقراطيه بسبب حالة الفقر والفساد وبقاء الثروه الوطنيه وتقاسمها بيد الحاكم وعائلته وبالتالي يؤدي الى ضعف النظام الذي ينشاء علاقه خارجيه ضعيفه دون تأثير يذكر ويظل هذا النظام يسبح في فلك الوضع الدولي وقوانينه التي اصبحت العلاقات الدوليه فيه تخضع لعوامل تبداء بالاقتصاد القوي ثم النفوذ وتقسم الى ثلاثه اقسام ;
1-علاقات دوليه ذات تغير تقليدي.
2-علاقات دوليه ذات تغير مُلزم.
3-علاقات دوليه ذات تغير استراتيجي مُستقبلي .
إن كل شكل من اشكال العلاقات السابقة الذكر تصاحبها مجموعه من القوانين والظروف التي تُبنى وتُشيد على اسس معرفيه ومدروسه ومخطط لها من اجل الحفاظ على مصالح الدول الكبرى .
العلاقات الدوليه ذات التغير التقليدي والمقصود به هنا هو التغيرات على مستوى سطح الوضع القائم للدول التي لايجب احداث اي تعديلات في تركيبة النظام السياسي واقتصاده رغم افتقار البلد للديمقراطيه والحريه والعداله والتغير البسيط هو لذر الرماد على العيون كما يقال اي ان التغيرات التي يقوم بها النظام الدولي على الدول الاضعف والتي فيها مصالح عليا له هي بسيطه ومعروفه لدى خبراء واساتذة العلاقات الدوليه ولايسمح بالعبث في اساس وقواعد نظامه الهش او زحزحته بمطالب شعبيه عادله ولايفضل الاحتكاك به او الملامسه معه كونه محميا بغطاء خارجي قوي من دول كبرى مخفيه ومعلنه لها شركاتها ومصالحها الضخمه حيث تخرج هذه الدول مع مصالحها في العالم من عام قديم وتدخل عام جديد مع الحفاظ بنفس الوجه والعلاقات التقليديه للاعوام التي سبقتها وإن سمحت بتغير في داخل دول العلاقات التقليديه فالتغيرات عادتا لاتخرج عن نطاق الملامسه البسيطه ومن بعيد فقط حيث تسمح القوى الكبرى مثلا وبالاتفاق مع قوى سياسيه في داخل الدول التي تحمل وتحمي مصالحها على احداث تغير بسيط على مستوى السياسه او الاحزاب , مثلا ان تنسق مع شخصيه معارضه ضعيفه وكرتونيه وتدخلها في تركيبة الحكومه وتعطيها حقيبه وزاريه مهمه مع علمها المسبق بمربع صلاحياتها وحركتها السياسيه داخل البلاد وبعد ذلك تغلف الشخصيه اوالحاله المتغيره بغطاء اعلامي قوي وآمن في الداخل والخارج وتسوقه عبر وسائل الاعلام على اساس انه تغير كبير يحمل الطابع الديمقراطي وتسوق للنظام السياسي القائم بانه ديمقراطي ويمتاز بالشفافيه وبنفس الوقت توجه الانتباه الى التغيرات العاديه التي لاتحمل الطابع السياسي المنشود مثل عرض بناء اكبر عماره فندق في هذا البلد او ذاك او تسمح بفتح قنوات تلفزيونيه للفرفشه والتسليه والاغاني او الكشف عن جريمه او عصابه او الكشف عن كميه من المخدرات او الاسلحه المهربه ولكن الاهم وفي النهايه يظل الهدف الرئيسي هو حماية النظام والمصالح الخاصه والمشتركه.
إن حالة التغير التقليدي يمكن اسقاطها على الوضع في اغلب دول الخليج حيث تعتبر حاله نموذجيه تقليديه بامتياز حيث لايسمح لأحد العبث في انظمتها السياسيه والاقتصاديه حتى في ظل اشد الثورات و الازمات والتقلبات فهي تظل منطقه محرمه من العبث ومن التغيرات الاساسيه والتحولات الديمقراطيه ومن يحاول المساس بتلك المنطقه ربما سيكلفه ذلك غاليا مثلما دفع العراق غاليا نتيجة اجتياحه للكويت ومحاولته لتغير شكل خارطه الخليج العربي او حتى موقف الملك فيصل رحمه الله من حرب ١٩٧٣ والثمن الذي دفعه لقاء ذلك الموقف فالمنطقة يجب ان تظل كما هي دون المساس بسلعة النفط المحرك العالمي للتجارة الدوليه واسواقها وبشرها.
اما المقصود بعلاقات دوليه ذات تغير مُلزم هو ان هناك وضع في مكان ما من العالم يجب احداث تغير فيه كون هذا الوضع يشكل تهديداً لمصالح الدول الكبرى ثم على العلاقات الدوليه ويجب تحريكه وتغير الحاله حتى وإن تطلب الامر التدخل العسكري او التضحيه بضرب الداخل وخلق قصص من الخيال ثم تحويلها الى واقع وتنفيذها على الارض من اجل الحفاظ على مصالح استراتيجيه مثل احداث ١١ سبتمبر في الولايات المتحده التي صدمت العالم في بشاعتها وكثرة الضحايا التي سقطت من جراء ذلك وكثرة الاسئله التي طُرحت بعد الاحداث مثل لماذا لايكشف عن محتويات الصناديق السوداء لجميع الطائرات المهاجمه او اين اختفت بقايا الطائره التي هاجمت البنتاجون وهناك اسئله جريئه كثيره طرحها الصحفي الفرنسي تييري ميسان في كتابه ( الخدعة الرهيبة ) واختصار الكتاب هو;
. القسم الأول: «إخراج دموي» إن الانفجارات التي أدت إلى انهيار مبنى برجي نيويورك وتدمير جزء من مبنى البنتاغون لم يكن وراءها انتحاريين أجانب، بل من المرجح أن تكون من صنيع عناصر من الحكومة الأمريكية ذاتها، أي أنها دسيسة محلية يرجى بها تغيير وجهات النظر والتعجيل في مجرى الأحداث.
. القسم الثاني:« إعدام الديموقراطية في أمريكا» إن أحداث 11 سبتمبر لا يجب أن تتخد كحصان طروادة لتبرير الحرب على أفغانستان، إذ أن هذه الأخيرة تم التحضير لها مسبقا بعون من البريطانيين. فلقد إستند جورج بوش إلى مجموعات إنجيلية لشن حرب صليبية على الإسلام، في إطار الإستراتيجية المسماة صراع الحضارات أما الحرب ضد الإرهاب فليست أكثر من حيلة يراد بها تقزيم الحريات الفردية في الولايات المتحدة والدول الحليفة مع وضع أسس الأنظمة العسكرية في البلدان هذه.
. القسم الثالث:« حملة الإمبراطورية» أسامة بن لادن ليس سوى صناعة جهاز المخابرات الأمريكية وهو لم يتوقف قط عن العمل لحساب هذا الجهاز، كما أن عائلتي بوش وبن لادن تجمعهما علاقات عمل وتعاون في إطار "مجموعة كارليل" زد على ذلك أن قيادة حكومة البيت الأبيض غدت تحت أيدي زمرة من الصناعيين (الصناعة الحربية، النفطية، الصيدلية...إلخ)الذين وضعوا مصالحهم الشخصية فوق كل اعتبار. ومن جانبه لم يتوانى جهاز المخابرات الأمريكية السي أي إي في تطوير برنامج تدخل أساسه التعذيب والاغتيالات السياسي.
وبالرغم من كل ما سبق ذكره، ما زالت أطروحة ميسان تستقطب العديد من المناصرين. ففي إسبانيا على سبيل المثال، لم تتوانى جريدة الباييس في الثناء على الكتاب. ليتم بعد ذلك إصدار ترجمته باللغة الإسبانية على أعمدة جريدة إلموندو كما أن وزير البيئة السابق في إنجلترا ميكايل مايخر لم يبخل في تبني الأطروحة، وهو ما قام به أيضا وزير البحث العلمي السابق في ألمانيا أندريلس فان بولو , غير أن العالم العربي هو الذي فتح الباب بمصراعيه أمام أطروحة ميسان. إذ بادر الشيخ الفقيد زايد بن سلطان بتمويل ترجمة الكتاب إلى اللغة العربية وإهداء 5000 نسخة منه إلى شخصيات عربية أخرى. ولقد لقي ميسان دعما كبيرا من طرف الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي. وأخيرا في روسيا قامت التلفزة الحكومية بتقديم مجموعة من البرامج تدعم أطروحة تييري ميسان. ويذكر في هذا الصدد الدعم الكبير للجنرال ليونيد إيفاشوف الذي كان يشغل منصب رئيس أركان حرب القوات الروسية إبان أحداث 11 سبتمبر.
أما في الولايات المتحدة، فلقد رفضت لجنة التقصي الرسمية الاستماع إلى تييري ميسان والإجابة على أسئلته. ومن ضمن مناصري أطروحة ميسان في الولايات المتحدة نذكر الميلياردير جيمي وولتر وأستاذ الفلسفة دافيد راي كريفين ثم أيضا أحد المستشارين السابقين لجورج بوش مورجان راينولدز , وفي 23 يناير 2004، أصدرت جريدة شيكاغو تريبين مقالا يتناول اعترافات زكرياء موساوي بخصوص أحداث 11 سبتمبر. هذا المغربي الأصل يقول بأنه سلم في يوليو 2001 رسالة إلى عملاء السي أي إي بسفارة الولايات المتحدة في أذربيدجان. الرسالة كانت موجهة لجورج بوش، وفيها يصف زكرياء بوضوح الأحداث الوارد حدوثها. كما بعث بالرسالة ذاتها عن طريق الفاكس إلى البيت الأبيض .
السؤال الذي يفرض نفسه بقوه هو لماذا لاتسمح الولايات المتحده بتحقيق دولي ومن لجنه دوليه في احداث ١١ من سبتمبر حتى الان.
ماتلت الاحداث من اكاذيب ابتداء بحمله اعلاميه ضد العراق تحمله المشاركه بالدعم اللوجيستي لمنفذي احداث سبتمبر وانتهاء بحيازة الجيش العراقي لاسلحة الدمار الشامل الذي تبين لاحقا انها فبركه امريكيه استخباراتيه لدعم مشروع ازاحة صدام ونظامه والاستيلاء على منابع النفط العراقيه ورساله لكل من تسول له نفسه للاضرار بمصالح امريكا في الخليج والعالم , كما وانه كان لابد لها من تواجد في اسيا الوسطى والقوقاز وكانت افغانستان هي المدخل وبن لادن هو الشماعه فالاراضي والجبال الافغانيه غنيه بالنفط والمعادن و تحتوي على كثير من الثروات التي لم تُستخرج بسبب الحروب وهي منطقه فاتحه للشهيه على المدى القريب والبعيد فاجتاحته مع حلف الناتو .
هناك الكثير من الاحداث التي لها صله بالعلاقات الدوليه ذات الطابع التغيري المُلزم ابتداء بالمانيا النازيه وحروبها لفرض نظام وعلاقات دوليه جديده والحرب البارده بين المنظومه الشيوعيه والراسماليه وضحياهم في امريكا اللاتينيه وافريقيا واسيا وحتى اتفاقية نيفاشا التي انتهت بفصل جنوب السودان عن شماله وتدخل الناتو في ليبيا ومايدور في سوريا وغموض حلول ازمات اليمن ووحدته جميع هذه الاحداث فهي وان كانت مبهمه الواقع والمضمون والشكل إلا ان حلول مشاكلها كانت تأخذ الطابع الالزامي لحدوث التغير إما بالقوه اوالتدخل المباشر او تقديم الدعم العسكري والاقتصادي الغير مباشر او عن طريق الضغط الدبلوماسي وكلها في النهايه ستخلق علاقات دوليه جديده تحافظ على مصالح الدول الكبرى واقتصادياتها.
اما فيما يخص الخيار الثالث والمقصود به العلاقات الدوليه ذات الطابع الاستراتيجي المُستقبلي فهي منظومه من الدراسات والبحوثات القائمه على فرضيات تحمل نتائج مصلحيه للدول وهي نتائج مستقبلية الحدوث تتطلب تجهيز الافكار للاحداث القادمه وتحديد ابوابها والمداخل وترتيب العلاقات الدوليه لها , فقد تجلت صورة هذا النوع من العلاقات الدوليه وضرورة تطويره و دراسته في مدارس العلاقات الخارجيهالامريكيه التي وجدت نفسها عالقه في حرب كونيه ( الحرب العالميه الثانيه ) وكان من الضروري عليها في تلك الفتره العمل على التفكير بوضع تصور لسياسة واقتصاد ومصالح وعلاقات مابعد الحرب ولذلك عملت الولايات المتحده الامريكيه على انشاء المعاهد ومراكز الدراسات الاستراتيجيه ورصدت الاموال من اجل البحوث العلميه لانها توفر المفاتيح السريه لشكل العلاقات الدوليه ومستقبل المصالح .
تُبنى شكل العلاقات الدولية الجديده على عدة عوامل اهمها قوة الاقتصاد الذي يشكل الاساس لسياسة الدول وعلاقاتها وسياج منيع لمصالحها في الخارج وعامل تأثير ونفوذ وهيبه وعنوان قوه يجب ان تحترم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل جندي تونسي في هجوم على دورية عسكرية قرب الحدود الليبية


.. فرنسا: لـماذا تـوصف الانـتـخـابـات الـتـشريـعية بالتاريخية؟




.. خسارة لا يمكن تصورها.. عائلة في غزة تروي الكابوس الذي عاشته


.. د. حسن حماد: البعض يعيد إحياء الخلاف القديم بين المعتزلة وال




.. التصعيد في لبنان.. تحذيرات دولية ومساع اقليمية لمحاولة تجنب