الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اطللالة على قصيدة (فوضى الكلام) للشاعر منير الصعبي

طه المراياتي

2013 / 1 / 13
الادب والفن


لطالما تقودني قصائد العزيز الصعبي شأت أم أبيت إلى صور مكتظة بالأفاق ، جميلة الاتساق ، عذبة مرنة ، جادةٌ ، سهلة ، عصية ، يميل فيها الصعبي إلى الوضوح والتروي واختيار المفردة الجلية . أما في قصيدته الأخيرة ( فوضى الكلام ) فأنا حقا أجد نفسي أمام صور مختلفة ،مكثفة تنهال بعذوبة وتتسع لاحتواء كل الموجودات . يستهل الصعبي قصيدته في البحث عن حبيبة ضاعت في خضم صراع الحضارات ، حبيبة ( وأي حبيبة ) لم يرها او يقبلها أو حتى يحضنها !!! وكل ما يعرف عنها حكايات الكبار في ليالي الشتاء الباردة ، فهو قد نذر عمره في البحث عنها " سندباد يمخر عباب بحر الظلمات ليجد نفسه بين أنقاض الكلمات الحالمة والفوضى في خبايا العمر المهدور " عبثا لم يجد الصعبي حبيبته أو ضالته ، حاول ولكن ...
أبحث عنك ... في رحلة البحث عن الحياة ... ابحث عنك بين الكلمات ... الحالمة أو الثائرة ... ابحث عنك حيث أضع جبيني .. في كل صلاة ... وأفتش .. وأنبش في خبايا الوقت المهدور دما وعبثا ..واه .. فلا أعثر عليك .ويعود الصعبي من جديد في رحلة البحث عن فوضاه ، البحث عن ذاته ، البحث عن الأنا في ألهو أو الهو في الأنا وتتزاحم الأضداد لتولد فوضى جديدة اختارها هو فالأنا فيَ أنت... وأنت الأنا بكل معناه وتتراكم الاختيارات والبحث جاء دون هوادة . البحث عن ذات ، عن وطن ، عن حبيبة ، عن هوية . نعم فالهوية التي يبحث عنها في منفاه أو فوضاه هي وحمة لا تولد إلا في رحم عاشق يتجاوز جذور النزوة أو الشهوة ليختار عشقا لا تولده إلا الملائكة . فالوحمة رمز ، وشم أو قل وسام ولكن مِن مَن ..؟
كأنك وحمة في وجه
أرهقه المنفى
يبحث عن ولادة جديدة
وأختار الصعبي أكثر من مفردة لها مدلولاتها النفسية والاجتماعية والسياسية ولكن بحس فلسفي لا يثير الشكوك ... فاقرأ:
كم خطوة عليَ خطوها
لأعثر عليك
أو أتعثر بك
ثم اقرأ:
لم يعد في غيمي مطر
ونبع تمردي انحسرت فيه المياه
فالفوضى النفسية والاجتماعية لا تختار إلا من يروضها فتعود هي كي تختار فوضى أخرى ، هي جدلية الصراع الفوضوي ... لا يتركها بحالها أستاذنا الصعبي
فحسبك ... لا تأبهي
أحيانا ... أقول
ما لا أعي فوضاه
واخيرا وليس أخرا . البحث عن فوضى تختفي في تجليات متصوف كالصعبي لا تعبأ بالماضي ولا يقلقها الحاضر ، ولا تستحضر المستقبل ، هي فوضى ترتيب الأزمنة في مكان ما ، والولوج في أزمنة التنصل من الحتمية التاريخية والامتثال لحقيقة : أن لا مناص للكل سوى مصافحة الحقيقة المطلقة في ظل المسخ الموبوء بشرارة الشيطان الأكبر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل الزوايا - الفنان أيمن الشيوي مدير المسرح القومي يوضح استع


.. كل الزوايا - هل الاقبال على المسرح بيكون كبير ولا متوسط؟ الف




.. كل الزوايا - بأسعار رمزية .. سينما الشعب تعرض 4 أفلام في موس


.. رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة يوضح الاستعدادات لعرض افلام




.. سعيد زياد: الجيش الإسرائيلي أمام مأزق كبير والمخرج الوحيد هو