الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رفقا بالعراق فهو اسمى من زجه في نعراتكم الضيقة !!

لؤي الخليفة

2013 / 1 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


الزعيم الهندي الراحل المهاتما غاندي قال ذات مرة , اذا ما تخاصمت سمكتان في البحر فأعلموا ان بريطانيا هي سبب الخصام و وصار قول غاندي هذا مثلا تتندر به شعوب المعمورة قاطبة حينما يراد ان يشار الى مثيري الفتن والدسائس سواء بين الافراد او الجماعات او حتى بين الدول ... وما ان بدأ الدور البريطاني بالافول والانكماش حتى سلمت هذه الراية الى امريكا وبعض الدول الغربية , الذين لم يألوا بدورهم جهدا في زرع البغضاء والعداوات وتأجيج النزاعات وافتعال الصراعات ليس بين الشعوب فقط بل على المستوى العالمي كله وان كان جل اهتمامهم انصب عقب الحرب العالمية الثانية صوب الاتحاد السوفيتي ودول المعسكر الاشتراكي حيث استخدموا كل ادواتهم في الحرب الباردة والتي رافقتها حروب ذات اوجه متعددة كالحرب الاعلامية والاقتصادية والفكرية وغيرها حتى تمكنوا في نهاية القرن الماضي من تحقيق مبتغاهم وصرع هذا المعسكر ولتنفرد بالعالم دون منازع ...
في سبعينيات القرن الماضي لمح ثعلب الدبلوماسية الامريكية هنري كسنجر الى ثمة قنبلة اسلامية سيتم تفجيرها , وفعلا تم ذلك حينما نجحوا في تكوين تنظيم اسلامي متطرف جمعوا فيه كل الشباب الفاشل في حياته العملية وحثالات غيرهم من مختلف دول العالم وخاصة العربية وزجوه في حرب عصابات ضد القوات السوفيتية المتواجدة انذاك في افغانستان وبعد سنين عدة من الهجمات المتواصلة اضطر السوفيت من الانسحاب وترك هذا البلد فريسة لاولئك المتطرفين يعبثون فيها كيفما يشاؤون ... رافق ذلك وصول الاسلاميين الى السلطة في ايران لتقوم بعدها حرب مدمرة اتت على الاخضر واليابس بين العراق وايران , في حين كان وفي الطرف الاخر تدور رحى حرب اهلية طاحنة بسبب الدين والمذهب والمنطقة حصدت ارواح عشرات الالاف من اللبنانيين ...
ما وددت الاشارة اليه هو ان امريكا ودول الناتو وتوابعهما سبب اغلب المشاكل والصراعات التي يشهدها العالم اليوم , سواء في منطقتنا العربية او الاسلامية مرورا بافريقيا وصولا الى امريكا اللاتينية , والعراق هو واحد من دول هذه النطقة , وما جرى فيه لم يجر او قلما جرى في بلد اخر , فمنذ ان زرعوا نظام البعث فيه قبل ما يزيد عن الاربعة عقود وحتى يومنا هذا ما انفكت الويلات والنكبات تتواصل ذلك ان حزب البعث لم يكتفي بالجرائم والحروب التي زج الشعب العراقي فيها والتي اودت بما يزيد عن المليون ضحية اغلبهم من الشباب وتدميره للبلاد وبناها التحتية وتبذير ثرواته وايراداته الضخمة في شراء وتصنيع الاسلحة , اقول لم يكتف بكل ذلك بل سلمه في نهاية المطاف الى قوات الاحتلال على طبق من ذهب , ليدمروا ما لم يدمره النظام السابق وعاثوا في البلاد فسادا حتى اوصلونا الى ما نحن فيه اليوم ... وكان اسوأ ما جائت به هي المحاصصة القومية والطائفية واسناد مقاليد السلطة لاناس لا يصلحون لادارة دكاكين صغيرة لا بلد مثل العراق , فكانوا الاداة الطيعة لتنفيذ المخططات الدولية وتأجيج الصراعات وتنفيذ اجندات خارجية استهدفت النسيج الاجتماعي العراقي وفعلا نجحوا في جعل كل طرف يتمترس في مناطقه يتربص الطرف الاخر , دون ان يعي (( والحديث هنا عن الساسة )) ما تؤول اليه هذه السياسة وما تسببه من متاعب واشكالات قد تأتي على سيادة البلد ووحدة شعبه الذي كان جميع مكوناته يعيشون بوئام تام طيلة مئات السنين ...
وهاهو العراق اليوم يقف عند مفترق الطريق , فاما ان يبقى موحدا كما كان وهذا ما يتمناه كل وطني غيور او يكسر كما تكسر قطعة الحلوى وهو شر نتمنى ان لا يجد من يسعون اليه فسحة او مجالا لتنفيذ هذا المخطط الاجرامي القادم من خلف الحدود ... فنحن كعراقيين نعرف جيدا ماذا يجري في البلد وفي ذات الوقت نعرف الادوات التي صارت تحرك من هنا او هناك ... وعليه فأن الموقف الوطني يستدعي سحب البساط من تحت اقدامهم وسد المنافذ عليهم كي لا يتمادوا اكثر مما تمادوا ولتفويت الفرصة عليهم و وهي ربما ستكون الفرصة الاخيرة للجميع ... وفي ذات الوقت فالبلد بحاجة الى وقفة شعبية حازمة ضد التدخل الاجنبي ومن اي طرف كان وان نسمي الاشياء بمسمياتها فمن غير المعقول ان نصب جام غضبنا ضد التدخل الايراني , وهو مطلوب طبعا , كونه تدخلا سافرا وغير مرحب به ولا مقبول , وننسى التدخل الاسرائيلي التركي الذي لا يقل خطورة عن الاول اذا ما فاقه , ناهيك عن تدخلات اخرى لبعض الدول العربية ...
ان بلدنا اليوم مريض ومحاصر ولن ينقذه من محنته سوى ابنائه الغيارى وهم قادرون على علاجه بكل تأكيد كما هم قادرون ايضا على طرد كل الحثالات التي ابتلى بها العراق وايقاف الدم المسفوك بشكل يومي اذ ما سفك منه يكفي فما علينا سوى تحكيم العقل والتلاحم وادارة دفة السفينة بالشكل الصحيح .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - التحيات العطرة
علي الأسدي ( 2013 / 1 / 13 - 21:38 )
تحياتي استاذ لؤي المحترم
مقال في غاية الأهمية في الظرف الراهن حيث تحاك المناورات الخبيثة للاجهاز على ما تبقى ، لكن بوجود أمثالك فلا خوف على بلدنا . اعتقد ان في العراق قوى وافرادا ما تزال قادرة على تهدئة العواطف لكن لا ندري ما يخطط له الخليجيون واسرائيل فبالتأكيد ستتضح الصورة بعد ايام وستتكشف النفوس النتنة فقد مر العراق بمرحلة اصعب وتجاوزها ، اما الآن فالقوى الغادرة التي نجحت في ليبيا ودولا اخرى ستجرب حظها في العراق وكل ما علينا ان تهدئة الاحوال ووقف العنف وكبح التطرف من اي طرف. فهذه فرصتنا لانقاذ ما تبقى
مع تقديري الخالص
علي الاسدي

اخر الافلام

.. تظاهرات في إسرائيل تطالب نتنياهو بقبول صفقة تبادل مع حماس |


.. مكتب نتنياهو: سنرسل وفدا للوسطاء لوضع اتفاق مناسب لنا




.. تقارير: السعودية قد تلجأ لتطبيع تدريجي مع إسرائيل بسبب استمر


.. واشنطن تقول إنها تقيم رد حماس على مقترح الهدنة | #أميركا_الي




.. جابر الحرمي: الوسطاء سيكونون طرفا في إيجاد ضمانات لتنفيذ اتف