الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما يشبه بطاقة شكر من فرج بيرقدار إلى الشاعر محمود درويش

فرج بيرقدار
(Faraj Bayrakdar)

2005 / 3 / 24
الادب والفن


أخي الشاعر محمود درويش.. ورداً وأجنحة و بعد :
منذ سنوات استطاعت إحدى الرسائل اجتياز الكثير من الكمائن والتربّصات ونقاط التفتيش ، لتصل إلى زنزانتي.

يقول الخبر الأول في الرسالة، إن "اللجنة العالمية لمناهضة القمع"، أصدرت في باريس كتاباً تحت عنوان " من أجل فرج بيرقدار " شارك فيه اثنان وعشرون فناناً، وخمسة وثلاثون شاعراً أجنبياً وعربياً منهم محمود درويش.

بروق كثيرة أخذت تتكسّر من حولي.

صارت الزنزانة زمناً آخر ... ورأيت من وراء الدمع خيولاً تعدو، كما لو انها تطارد أعرافها، وأعراساً من الأجنحة تتخطّف نفسها، ثم تضوع مثل شهقات صغيرة في الفضاء.

( الآن بدأتْ حريتك تستيقظ ). هكذا علّق أحد السجناء، وأردف : طوبى للفنانين والشعراء.

أما أنا فلا أعرف كيف أصف ما ترامى في داخلي من أصداء.

كنت أشعر أن ملامحي، خطواتي، إيقاع النبض، وكل شيء في حياتي، قد أصبح يرسم الحرية، ويمسِّد حروفها ومعانيها بما لا حصر له من الألوان الهذيانية الصديقة والمنزهة عن سطوة الرمادي وطغيانه.

بعد الإفراج عني أُتيح لي أن أعرف أسماء جميع الشعراء والفنانين المشاركين ...
فكم من الحب وهو لا يكفي، وكم من الامتنان وهو لا يكفي أيضاً، وليس بوسعي أكثر مما يشبه الصلوات.

الحرية الآن زرقاء إلى حدٍ يكاد يُغرقني ... وثمة في الحلق ما هو أثقل من الدمع. فقد تركت ورائي أطلالاً كثيرة من المعتقلين الذين ينخل الوقت فوقهم رماداً كثيفاً من النسيان. وكم يؤلمني أن ما أستطيعه من أجلهم أقل بكثير مما ينبغي أن يستطيعه اليأس أو الأمل. وما من عزاء سوى أني أحاول كما يحاول الكثيرون من أنصار الحرية في العالم، وأني واحد ممن يقفون في ( الخندق الأخير ) لهذه الأمة المطعونة بأكثر من عشرين طاغية، ناهيك عما يتربص بها من شهوات افتراسية لا تقاسيم لها ولا ديانات.

معذرةً يا صديقي ... لم أكن أنوي كل هذا. لقد أردتها شيئاً شبيهاً ببطاقة شكر على ما هو فوق الكلام، بيد أن للأعماق ازدلافاتها، وتقصُّفاتها، وربما حرائقها أيضاً.
على أني لستُ قانطاً. فلطالما كنت مؤمناً، ولا أزال، أن طائراً واحداً يكفي، لكي لا تسقط السماء.

سلمتَ للشعر والحرية، وسلمت لأصدقائك ... ولأعدائك أيضاً.
مع محبّتي/ فرج

* كنت أظنها رسالة خاصة حتى لفت انتباهي أحد الأصدقاء إلى ما تنطوي عليه خصوصيتها من عمومية تقتضي نشرها حتى لو جاء متأخراً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كازينو لبنان يفتتح موسم الحفلات الصيفية مع السوبر ستار راغب


.. «بوحه الصباح» رجع تاني.. «إبراهيم» جزار يبهر الزبائن والمارة




.. مختار نوح يرجح وضع سيد قطب في خانة الأدباء بعيدا عن مساحات ا


.. -فيلم يحاكي الأفلام الأجنبية-.. ناقد فني يتحدث عن أهم ما يمي




.. بميزانية حوالي 12 مليون دولار.. الناقد الفني عمرو صحصاح يتحد