الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حديث الريح في محبة الطالباني

منير حداد

2013 / 1 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


حديث الريح في محبة الطالباني

القاضي منير حداد
جمعتني جلسة عذبة، على ارتفاع آلاف الاقدام عن الارض، طائرا من السليمانية الى بغداد، بجوار الاستاذ سالار.. نائب رئيس هيئة الاستثمار، الذي سألني: هل زرت فخامة الرئيس جلال الطالباني، خلال مرضه، في بغداد؟ فتعذرت له بالانشغالات التقليدية، شفاها، اتحاشى ذكر السبب الحقيقي، الكامن في اعماقي، ظنا مني ان رئيس الجمهورية لا يعنى بواقعة في قرية نمل، تمر عليها خيول النبي سيمان وجنده.
لكنه واصل: الطالباني يحبك، ودائم الذكر لمنجزك الوطني باعدام الطاغية المقبور صدام حسين.
اذن الطالباني ذاكرة العراق، فضلا عن وصف آية الله علي السيستاني، له بـ (صمام امان العراق).
لحظ العراقيون فاعلية تأثيره، بدقة اختيار التواري، في الوقت الذي تحتاج السلطة التنفيذية تواريه، كي لا يحرجها بالظهور في وقت يشتت ميزان القوى، يتوزع بين السلطات، داخل بلد صمم دستوره على اخطاء اجرائية محرجة، ادت الى اصطدامات عدة، اشتبك خلالها مجلسا الوزراء والنواب، في تداخلات من شأنها الذهاب بادارة الدولة الى حلبة صراع لاعمل فيه ولا إنجاز.
فض حضوره الاشتباك، مديرا الاحداث بسلاسة من دون ان يهضم حق احد او ينحاز لآخر.
لو ان رئيس الجمهورية لا يتحلى بما للطالباني من زهد في مظاهر السلطة ووجاهة النفوذ؛ لطالب باستحقاقات دستورية تؤدي الى تداخل بين الصلاحيات.. لا يبقي ولا يذر.
لحظ الشعب اثره حين يظهر عندما تحتاج البلاد ظهوره، ويتوارى زاهدا بالاستعراضات والمغانم التي يفضل البعض حرق العراق من اجل التمتع بها.
فغيابه.. طريح سرير الشفاء؛ خلخل توازنات كانت تجري بانسيابية، وقعت في مطبات وتخسفات الدستور غيرُ المتسقةِ فقراتُه، ولو انه موجود الان بيننا ما تداعت الامور الى هذا المستوى الذي تورطت الدولة فيه.. حكومةً ونواباً وشعباً ومعارضةً واعداءَ داخليين وخارجيين، كل يغني على ليلاه؛ ما مزق اوصال العراق، نهب مخالب الضباع الجائعة تتربص بفتات الجيف.
اتحدث عن رئيس الجمهورية جلال الطالباني، بهذه الثقة، انطلاقا من فكره وستراتيجيته الوطنية التي اثبت فيها انه فوق الانتماءات ضمن اطار عمله رئيسا للعراق كله، لم ينحاز الى سنيته في انصاف الشيعة، ولم يتقيد بكرديته، في تدعيم وضع العرب كأغلبية لها استحقاقاتها في العراق.
انه ينظر بتأملية عراقية، للاحداث، لذا خلف غيابه خلال الازمة الراهنة، فراغا شاغرا شديد الوضوح، في حين ثمة اناس اذا حضروا لا يعدوا واذا غابوا لا يفتقدوا، الا انهم يفرضون وجودهم، حضورا وغيابا، بقوة السلاح، يستهجنهم الآخرون لكنهم يخافون المجاهرة بالاستهجان خشية جنبية ابي محجن.
اما الطالباني، فغيابه فضاء بون شاسع الاتساع، يربك العملية السياسية، بشكل لا ندركه الا عندما يغيب، وحضوره في التوقيت المناسب، يشكل ثابتا محوريا يقي الاحداث من التداعي الى نقطة اللا رجوع التي لن تلتم اطرافها اذا وقعت.
ما جعله يقف بصرامة وطنية ازاء مشروع سحب الثقة عن رئيس الوزراء نوري المالكي، حفاظا على وحدة العراق واحترام الشرعية الدستورية واختيارات الشعب.
ولولا وضعه حدا لاحداث يستشف نهاياتها العصية على ادراك سواه، لجرنا اصحاب النوايا الى دمار ماحق يسحق البلاد ويستلب العباد.
قبل ان تحط طائرة السليمانية في بغداد، وجدتني آسفا لأنني لم ازره في المستشفى، فقررت ان اعوده في المانيا، حيث بدأ يتماثل للشفاء داخل مستشفياتها، ان شاء الله.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشيف عمر يبدع في تحضير جاج بالفريكة ????


.. ما تأثير وفاة رئيسي على السياسة الخارجية الإيرانية؟ • فرانس




.. كيف سقطت مروحية الرئيس الإيراني رئيسي؟ وما سبب تحطمها؟


.. كيف حولت أميركا طائرات إيران إلى -نعوش طائرة-؟




.. بعد مقتل رئيسي.. كيف أثرت العقوبات الأميركية على قطاع الطيرا