الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شمسٌ في شتاءِ ستوكهولم

أسماء الرومي

2013 / 1 / 14
الادب والفن


هذه الشمسُ الممتدة كيدٍ ، تضربُ الثلجَ
فيلتهبُ بالألوانِ الضوءُ الكريستالي
ضوءٌ شمسٌ ، بل صوتٌ
يحاكي روحي فترفرفُ
أتعبتني السماءُ الرمادية ، والدروبُ
حتى الثلج صارَ رمادياً
لكنّها اليوم فرحةٌ الشمس
فزيديني بهاءً شمسُ الحبِ
زيديني نورا
وشعاعاً تقطري ، إسكريني
واسكَري وازدهري
جميلٌ ومشرقٌ هذا اليوم،حتى القطارُ يبدو أكثر زحاماً من باقي الأيام فعدد الواقفينَ كبير في
العربةِ التي كنتُ جالسةً فيها ،والشمسُ هنا صوتٌ يسمعُه السويديُ ليكونَ معها وأينما تكون
أسعدني وجود أطفال بقربي،كنتُ أرقبهم يلعبونَ مع والدهم. إلتفتُ لسماعي صوت موسيقى
الروك،كانتْ فتاة صومالية قد حركتْ السماعة التي وضعتها على أذنها فبدى الصوتُ واضحاً
إبتسمتُ وأنا أراها تتحرك مع إيقاعِ الموسيقى ،فملابسها التي لفوها بها من رأسِها إلى
أخمصِ قدميها،لم تستطع أن تمنعَ هذا الصوت الذي يراقصها وتراقصه
وها أنتِ أيتها الصومالية إبنةُ السويد ومهما فعلَ أهلكِ ومهما حجبوكِ
تذكرتُ قبل يومين كيف طرقتُ بابَ جاري السويدي القريب،لأطلبَ منه أن يخفض صوت
موسيقى الروك،فمنذ أيامٍ وأنا أسمعها تدقُّ في أذني ،نظرَ إليّ الشابُ بعينيهِ الجميلتينِ
الباسمتين قائلاً: أجل وسأفعل
ويسير بنا القطار ليخرج من الأنفاقِ لمحطاتٍ خارجية ، لألتقي الجسرَ الذي أحبه، كم يبدو
جميلاً وعالياًهذا الجسرُ وهو يتعلق بالشمسِ المنعكسةِ حضناً لهذا الأفق
حين وصلتُ لمركزِ المدينة وخرجتُ للساحةِ الرئيسية،جرّ سمعي أغاني عربية ،كانتْ تدور
مع أشياءٍ وضِعتْ للدعاية ..جميلٌ ما أسمعه
وأنا أسيرُ في الساحةِ سرّني منظرُ الحمائمِ المتجمعةِ،وكأنّ كلّ الحمائمُ الموجودة في ستوكهولم
قد تجمعتْ هنا،تحت السقوف التي تحيط بالساحةِ،كم كان عددها ؟ وبمداعبةٍ من أحدِ الأطفالِ
رفرفتْ جميعها،حوطتْ بأجنحتِها السائرين .كنتُ أنظر للأجنحةِ الوديعةِ وهي تقترب من
الساحةِ المكشوفةِ لتعودَ أدراجها وتحتمي تحت السقوف
فالبرد لازالَ قاسٍ رغم الشمسُ التي جذبتكنَ وجذبتني يا صديقاتي
وتحملني مسيرتي للساحةِ التي تتحول إلى سوقٍ للخردواتِ في مثلِ هذا اليوم الأحد،نظرتُ
للوحاتٍ جميلةٍ،مرسومة بأيادٍ متقنةٍ لكنّها مرميةٌ وبأسعارٍ زهيدة
ذاتَ مرة وجدتُ ألبوماً لصورٍ عائليةٍ قديمة، وكم كانتْ جميلة هذه الصور التي رُميتْ هنا
فلا أحدَ تبقى من العائلة ليحتفظ بها
وددتُ شراءَها إكراماً للأشخاصِ الموجودين في الصور ، لكن ألترمى مع الصورِ التي
سأتركها خلفي ؟وكم رُميَ منها يومَ رُميتُ أنا ومن معي ؟
فلتأخذي يا دنيا،خذي كلّ شئٍ ولا تُبقي شيئا
فتباً لكلِ ما أُخِذ وما سيُأخَذُ ،وحتى أوراقي المبعثرةِ في كل مكانٍ،خذيها, بل في سوقٍ أتعسُ
من هذا أنثريها. ودعيني وهذا اليومُ السعدُ أحتفل
وسأدخل أحد المقاهي الجميلة ولن أعودَ إلاّ والليل ينجمدُ
لأسيرَ مع المصابيحِ المتقدةِ
ومعي يسيرُ صوتُ طائري ... يغني ويغني
13/1/2013
ستوكهولم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية - الشاعرة سنية مدوري- مع السيد التوي والشاذلي ف


.. يسعدنى إقامة حفلاتى فى مصر.. كاظم الساهر يتحدث عن العاصمة ال




.. كاظم الساهر: العاصمة الإدارية الجديدة مبهرة ويسعدنى إقامة حف


.. صعوبات واجهت الفنان أيمن عبد السلام في تجسيد أدواره




.. الفنان أيمن عبد السلام يتحدث لصباح العربية عن فن الدوبلاج