الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شبيحة الأبد، وخطاب الأسد

بدرالدين حسن قربي

2013 / 1 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


شـــبيحة للأبد، هو ذا النداء الذي طغى على كل المشهد فيما بُث على الفضائية السورية يوم الأحد الماضي 6 كانون الثاني 2013 في دار الأوبرا السورية المعدّة أصلاً لعرض الأعمال الإبداعية والإنسانية في الفن والثقافة محلياً وعالمياً. وإنما لسبب رئيس مرتبط بتركيبة النظام وبنيته، فلم يكن عجباً أن يُسجَّلَ على الدار للتاريخ، أنها قدمت عملاً أوبرالياً تشبيحياً بامتياز تعبيراً عن واقع الحال في عموم المشهد حضوراً وهتافاً وخطاباً.
فاختيار المكان يذكّر بأن أهم خطاب للزعيم النازي هتلر، وآخر خطبة له كانت في دار الأوبرا في برلين، حيث أعلن الحرب على الولايات المتحدة. وسماع الخطاب يستدعي إلى الذاكرة مباشرة الخطاب الأخير لملك ملوك أفريقيا القذافي الراحل في أول تموز/يوليو 2011 في الساحة الخضراء لتماثله معه تماماً، في كونه صادماً ومنفصلاً عن الوقع، وأشبه مايكون بطبخة بحص لافائدة مرجوة منها، ولم يكن بأكثر من تأكيد المؤكد، بأنه لم يتعلم شيئاً من ثورة الشعب السوري، بل ومصرٌ على طريقته الحوارية المفضّلة في قتل السوريين وتدمير البلد كطريقته في جوابه على طلبهم للحرية: بدكن حرية..؟ هاي منشان الحرية. ولئن حشد القذافي لخطابه تظاهرة مليونية، فإن حشد الحضور لخطاب الأسد لم يكن بأكثر من 1500 شخصاً مابين رجل وامرأة وشاب وصبية، كانوا بمثابة جوقة التصفيق المنتقاة بعناية لضرورات التمثيل والإخراج، ممن لايفوتك من الوهلة الأولى لرؤية أنوار وجوههم وسماع هتافاتهم أنهم ليسو غير شبيحة باعترافهم وبعظم لسانهم فيما شاهده الناس في صراخهم الصاخب والمتكرر: شبيحة للأبد، لاجل عيونك ياأســـــــــــد.
وفي بعض المشهد، تلفتنا مع انتهاء خطاب بشار، وابتعاده عن المنصة في طريقه للخروج، هرولة الشبيحة باتجاهه وتدافعهم للوصول إليه مع نداءات التشبيح، فأصاب أحدهم برأسه وبقوة حنك بشار، قيل بعدها أنها نطْحَة تسببت في إصابة لسانه بجرح غير بسيط. كما تلفتنا رواية إعلامية مضحكة، لايعني إيرادها إلا التغطية على خلافها من الرعب والاحتياطات الأمنية الضخمة، نشرتها مواقع مقربة من النظام عن لسان أحد حراس مبنى الأوبرا تلهفه وانتظاره رؤية الأسد الذي كان يتوقعه مع كل موكب من مواكب السيارات الواصلة أن يكون أحدها موكب بشار الأسد ولكن ذلك لم يحصل، وبقي الأمر كذلك حتى وصلت سيارة سوداء بلا مرافقة ولا سيارات خاصة ولا مدرعة، كما يفعل حكام الخليج والأمريكان وغيرهم من العرب في هذه الأيام. نزل شباكها وإذا بالرئيس الشاب يمد رأسه ويرمي السلام على أهل المكان بتودد مطلق مع ضحكته المعروفة. وبنفس طريقة الدخول، خرج محاطاً بلفيف من الناس والحضور، وبسيارته الشخصية عاد لمكتبه.
لاشك أن النظام في كل رمزيات المشهد، تعمّد توجيه رسائل محلية وإقليمية ودولية لاتعدو العناد والمشاكسة، في وقتٍ يفتقد فيه السيطرة على معظم البلدات والمدن على الأرض بل وبعض المطارات، وفي وقت يأتيه فيه زائروه الرسميون عن طريق مطار بيروت بدل دمشق لافتقاد الأمن في كثير من مناطق دمشق وماحولها، وأن رمزية المكان الأوبراليه وما كان فيه، لن يُنْسيَ الناسَ مصير النازية وزعيمها، ولا القذافي في هربه وآخرته، وأن نظامهم لن يكون أحسن منهما عاقبةً ولا خير مآلاً.
http://www.youtube.com/watch?v=qMTsvS9dO_Q&feature=player_detailpage
http://www.youtube.com/watch?v=_4M-_jMcDds&feature=player_detailpage
http://www.youtube.com/watch?v=9RWy5wDFSss&feature=player_detailpage








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علماء يضعون كاميرات على أسماك قرش النمر في جزر البهاما.. شاه


.. حماس تعلن عودة وفدها إلى القاهرة لاستكمال مباحثات التهدئة بـ




.. مكتب نتنياهو يصيغ خطة بشأن مستقبل غزة بعد الحرب


.. رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي: الجيش يخوض حربا طويلة وهو عازم




.. مقتل 48 شخصاً على الأقل في انهيار أرضي بطريق سريع في الصين