الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مظاهرات الفلوجة بالعراق؟

محمد لفته محل

2013 / 1 / 14
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


منذ أن خرجت مظاهرات الفلوجة حتى فرحت بها لأول وهلة ودعمتها ضد سياسات رئيس الوزراء (نوري المالكي) التفردية، لكن سرعان ما ظهرت بعض الشعارات الطائفية والأعلام المشبوهة التي تدعم الجيش السوري الحر والعلم الكردي والبعثي، حتى انطلقت الإشاعات الحكومية ضدها مثل وجود (رغد صدام حسين) و تدنيس أعلام حسينية، ما جعلني أتراجع عن دعمي وحماستي لها، ثم ظهرت الدعوات من القيادات السنية لنبذ الطائفية والتوحد الاجتماعي والمذهبي والصلاة المشتركة، وهنا رحت أميز بين المتظاهرين الوطنيين والمندسين بها، أو تصورت إن هناك تياران بها، تيار طائفي وتيار وطني يتصارعان على تزعم المظاهرات، ثم حسمت الأمر بأن هذه المظاهرات طائفية لأنها انطلقت من شعار رئيسي (أنا عراقي من أهل السنة أطالب بحقوقي) واعتبرتها تحصيل حاصل لعملية سياسية طائفية أصلا، فلا عجب بالأمر، لكني تنبهت إلى الفرق بين الطائفية ومطالبة حقوق الطائفة، الأولى تدعو إلى الانقسام والقطيعة، والثانية تطالب بحقوق طائفة فقط، بالتالي فالمظاهرات مشروعة لكن بعض مطالبها غير مشروعة كإلغاء المادة أربعة إرهاب، والافراج عن جميع المعتقلين دون استثناء، وطبعا هذه المظاهرات ذريعة لتدخل الأحزاب الفاسدة والدول المجاورة بشؤون العراق وحرفها لمصالحها وخططها، لكني مع ذلك لا استطيع أن احكم على مدى طائفتيها أو وطنيتها إلا إذا كنت وسط المتظاهرين وأسمع كلامهم وردود أفعالهم، لأني أميز بين المعلن من المظاهرات والمخفي، لان هناك خطابان متعاكسان معتدل ومتطرف، إن عدالة المالكي الانتقائية التي تصمت عن كثير من المتهمين بالجرائم كمليشيات عصائب أهل الحق، وجبر باقر صولاغ بتشكليه كتائب الموت حين كان وزيرا للداخلية، وميليشيات جيش المهدي، وحماية عادل عبد المهدي بمصرف الزوية، وغيرها ما يجعل أي اتهام ضد مجرمين لا معنى له وهذه الانتقائية وراء تفجر هذه المظاهرات.
إن حكومة المالكي الطائفية بإصرارها استخدام المنهج التسقيطي للمظاهرات كما استخدمته مع المعارضة بحجة إنها مظاهرات طائفية، هي استبداد بآلية ديمقراطية، لأن الديمقراطية عند الحكومة هي انتخاب فقط وكل ما بعد الانتخاب هي حرة في تصرفاتها، والانتخاب هو البداية وليس خاتمة الديمقراطية التي لا تكتمل إلا بالحرية والقانون والمساواة والمواطنة والعدالة، وهذا ما جعل ثقافة التظاهر والاعتصام والمجتمع المدني (الذي ابتلعته الأحزاب الدينية) لاتترسخ عندنا، لكنها تأثرت بالثورات العربية بصورة شكلية سرعان ما فشلت بالتحزب والطائفية. ومبدئيا إن يخرج الشعب مظاهرات واحتجاجات ضد قرارات الحكومة تعتبر ظاهرة ايجابية وتؤشر لثقافة ديمقراطية متطورة، لكن المالكي استخدم أسلوب الإخوان المسلمين بمصر، باستخدام المظاهرات المضادة ضد مظهرات الفلوجة، بشعارات طائفية بغيضة، وهذا يعني استخدام الشعب نفسه لإثارة الفتنة الطائفية ضد نفسه! وهو ما يزيد اعتقادي بضعف العملية السياسية المهددة بالانهيار بحرب أهلية طائفية أو قومية بتدخل خارجي سيقود حتما لتقسيم العراق والعودة للحكم الفردي.
إن وصول الوضع إلى هذه الدرجة من التوتر الطائفي يؤشر على خطورة الوضع السياسي والاجتماعي الذي يقترب من الانفجار وهو نتيجة تراكمات السياسة الطائفية والإقليمية التي تريد العراق ضعيف تابع لأجندتها ومقسم. إن الأحداث الآن بالعراق سريعة ومتلاحقة ويصعب تحليلها بمقال واحد، لهذا فالنراقب وننتظر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اجتماع مصري إسرائيلي أميركي مرتقب بشأن إعادة فتح معبر رفح| #


.. المتحدث باسم الخارجية الأميركية لسكاي نيوز عربية: الكرة الآن




.. رئيس مجلس النواب الأميركي يعلن أن نتنياهو سيلقي كلمة أمام ال


.. أربعة عشر متنافسا للوصرل إلى كرسي الرئاسة الإيرانية| #غرفة_ا




.. روسيا تواصل تقدمها على جبهة خاركيف وقد فقدت أوكرانيا أكثر من