الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاستقرار السياسي

كريم محمد السيد

2013 / 1 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


الاستقرار السياسي
مشكلة العراق انه بلد لا يعرف الاستقرار, وانعكاسات هذا الوضع تبدو واضحة وجلية لأي مراقب ومتابع, فمسلسل الازمات مستمر ولازالت هناك ثمة مشاهد كفيلة بأن تجعل البلاد تنساق لحروب اعلامية جديدة ابطالها السياسيين كالعادة وضحاياها الشعب الذي ينتظر تحقيق تقدم على مستوى الخدمات فوق العادة.
من هذا المنطلق يمكننا ان نستوعب مدى التأثير الذي تخلفه تلك الصراعات على المشهد السياسي العراقي بحيث ان الخصوم سيرهقون انفسهم بغمار تلك الخلافات ما سيجعلهم يتناسون دورهم الحقيقي المتمثل بتسيير المرافق العامة وفقا للأهداف المرجوة ضمن خطة عمل كل وزارة خلال السقوف الزمنية والمالية المحددة مسبقاً, ولهذا نجد ان نسب الانجاز المتدنية لعمل بعض الوزارات مرتبط ومتزامن مع القلق والاضطراب السياسي في البلاد وان هذا التأثر هو نتيجة طبيعيه لحجم الخلافات بين الكتل السياسية بغياب مفاهيم الخلافات السياسية التي تكون ناجمة اصلا لخدمة المواطن وتقديم ما هو نافع للبلاد والعباد.
ولو افترضنا انعدام تلك الخلافات ووجود اجواء سياسية هادئة وهو يصعب وجوده فأن ذلك الاستقرار سيضفي بنتائج مهمه على مستوى تحسن وتقدم مختلف الضروف التي تيسر وتسهل من عملية تقديم الخدمات وانجاز المشاريع المختلفة, وبعبارة اخرى ان استقرار السياسة هو استقرار لكل اوضاع البلد وموفر لجهود كبيرة تذهب سدى وخصوصا في الوزارات التي يكون وزرائها جزءا من منظومة العمل السياسي وقياديين في كتلهم وهذا ما يجعل الوزير سياسي ومهني بآن واحد وهنا ستكون عبئا اضافيا سيرهق الوزير اولا وسيشغله من مهمته الاساسية في قيادة المؤسسة وتحقيق اهدافها وغاياتها وهذا من جانب,
ومن جانب آخر فأن الدولة اذا ما كانت مستقره سياسيا فأن هذا الاستقرار كفيل بأن يجعلها مراقي جيد ومؤثر على الصعيد الخارجي او الدولي, فالدول التي تملك سياسة خارجية قوية هي دول متقدمة على مستوى الاستقرار السياسي الداخلي, بل ان هذا الاستقرار سيخلق نوعا من القرارات المدروسة والمتأنية لما يجري في الخارج وخصوصا اذا ما اخذنا بالحسبان حراك المنطقة الاقليمي بقضايا لا تزال نيرانها تلتهم اخضرها ويابسها واذا ما تركت تلك النيران دون دراسة لواقعها فمعناه اننا سنكون بخطر محدق في اية لحظة مالم نستعد ونتأهب ونتوقع اسوء نتائجها وحتما ان هذه الاجراءات لا تولد من رحم واقع لا يعرف الاستقرار والهوادة ولو اسبوع واحد على الاقل,
هكذا ندرك ان استمرار القلق والحراك السلبي للسياسة الداخلية سيعمل على ارباك منظومة تحقيق نجاحات داخلية وخارجية وسيجعل البلاد ساحة استعراض للقوى الاقليمية التي تشتري النفوذ بالعملة الحرجة وتعمل ليل نهار على ايجاد اية ثغره تعمل على استغالها, وما اكثر الثغرات السياسية والتي يصل مقياسها لدرجة التدخل بالقوانين والانظمة للحيلولة دون تحقيق نجاح لجهة معينة, ولهذا فأن المركب العراقي سيعاني تلاطما لأمواج السياسة المضطربة ولا يمكنه من الوصول لشاطئ الامان الا من خلال هدوءه واستقراره وهوادته وهذا ما يريدة جميع العراقيين وما يبحث عنه السياسي الذي يعتقد ان القسم لم ينتهي مفعوله بعد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كأس الاتحاد الإفريقي - -أزمة القمصان-.. -الفاف- يتقدم بشكوى


.. نيكاراغوا تحاكم ألمانيا على خلفية تزويد إسرائيل بأسلحة استخد




.. سيارة -تيسلا- الكهربائية تحصل على ضوء أخضر في الصين


.. بمشاركة دولية.. انطلاق مهرجان ياسمين الحمامات في تونس • فران




.. زيلينسكي يدعو الغرب إلى تسريع إمدادات أوكرانيا بالأسلحة لصد