الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل خدم حزب الله لبنان أو القضية الفلسطينية؟

منعم زيدان صويص

2013 / 1 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


في خطابه الأخير في الثالث من هذا الشهر بمناسبة أربعينية الإمام الحسين ابن علي، ركز السيد حسن نصرالله على الوحدة في كل البلدان العربية ومقاومة الانقسام وقال بأن "أخطر ما تواجهه منطقتنا وأمتنا في هذه المرحلة، وخصوصا في السنوات الأخيرة، هو مشروع أعادة تقسيم المنطقة إلى دويلات على أساس طائفي او مذهبي أو عرقى." وقال أنه يعارض "التقسيم أو دعوات الإنفصال" في أي دولة عربية أو إسلامية، وأضاف: "نحن ندعو الى الحفاظ على وحدة كل بلد عربي أو إسلامي."

لا ندري هل الوحدة اللبنانيه ترسخت عندما برز حزب الله في جنوب لبنان على أساس طائفي؟ إن حزب الله يتحالف مع دولة لايربطه معها أي رابط سوى المذهب الشيعي، افلا يساعد ذلك على التجزئة واتساع الهوه بين الطوائف اللبنانية؟ هل يقبل حزبُ الله تحالف أي طائفة من مسيحيي لبنان، عسكريا، مع فرنسا مثلا؟ لماذا لا ينسى حزب الله هذه الطائفية، واعتبار نفسه مميزا، ويتفق مع بقية الطوائف في لبنان، البلد الوحيد الذي كان ديمقراطيا بين الدول العربية؟ إذا كان فعلا يدعو إلى الوحدة فلماذا لا يؤيد دوله لبنانية علمانية مبنيه على مصلحة كل الطوائف اللبنانية؟

برز حسن نصرالله كقائد شيعي لبناني في بداية التسعينات. ففي عام 1982 أسس بالتعاون مع عباس الموسوي حزب الله بعد أن انفصل الرجلان عن حركة أمل. وعندما قتل الموسوي في هجوم إسرائيلي عام 1992 تم إختيار نصرالله امينا عاما لحزب الله. وقد إستطاع حسن نصرالله أن يجيش الطائفة الشيعية الفقيرة في لبنان بدعم من إيران الخميني حتى أصبحت قوة تخشاها بقية الطوائف اللبنانية، قوة تستطيع أن تسقط حكومة وتؤلف حكومة، وبلغت قوة حزب الله حدا استطاع معه ليس فقط أن يسيطر على جنوب لبنان وجنوب بيروت بل أن يشلّ حركة الدولة اللبنانية متى أراد، كما حصل في لبنان في 7 أيار عام 2008 إثر صدور قرار من مجلس الوزراء اللبناني بمصادرة شبكة الاتصالات التابعة لسلاح الإشارة الخاص بحزب الله وإقالة قائد جهاز أمن مطار بيروت الدولي العميد وفيق شقير.

غير أن حزب الله في الحقيقة لم يخدم لبنان أبدا. فمحاولة تحويل لبنان الصغير الضعيف، بطوائفه المتناحرة، إلى قوة عسكرية تقف وحدها في وجه إسرائيل، لم تخدم لا لبنان ولا القضية الفلسطينية، ولم تضر إسرائل فعليا بل ادت إلى مضاعفة دعم الغرب لها وتأخير أي تقدم يخدم الشعب الفلسطيني، ولم توقف إنتشار المستوطنين اليهود في الضفة الغربية، أوتمنع مخططات تهويد القدس. في كل صِدام بين حزب الله وإسرائيل كان الإسرائيليون يخرجون بدروس كثيرة وينتقدون حكومتهم وقادة جيشهم، ويعبرون عن خيبة أملهم، ويؤلفون لجان لتدارس الأسباب التي "منعت إسرائيل من الإنتصار،" ومع الأسف كانت هذه التصرفات الإسرائلية تفسر من قبل حزب الله على أنها إنتصار على العدو، ليتبين لاحقا أن إسرائيل استفادت من حملاتها علي لبنان. إن حرب 2006 دمرت البنية التحتية للبنان وقتلت أكثر من ألف لبناني ولم تكن قرارات مجلس الأمن وبنود الاتفاقية التي توقّف القتال بموجبها في صالح لبنان أو حزب الله. فقرار مجلس الأمن رقم 1701 منع مقاتلي حزب الله من المرابطة على الحدود بين لبنان وإسرائيل، وفرض عليهم الانسحاب شمالا مسافة 30 كم، كما انتشرت قوات طوارئ دولية في البحر وعلى الأرض اللبنانية.

لقد إستخدم حزب الله وبعض الدول العربية، وخاصةْ سوريا، القضية الفلسطينية لإطالة عمر أنظمتهم وللمزايدة على دول عربية أخرى ، وحتى على جزء كبير من الشعب الفلسطيني نفسه، وتشويه سمعة دول الخليج العربية التي تخاف من إيران. وأوجدت هذه المزايدة فُرقة وعداوة بين الدول العربية. أما سوريا فلم تطلق طلقة واحدة من الجولان على أسرائيل ولم تحاول إسترجاع الجولان إلا من خلال المفاوضات بوساطة تركية، ومع ذلك بقي نظام عائلة الأسد "بطلا قوميا" رغم الضرر الذي الحقه بسوريا وبالقضية الفلسطينية.

وقد حمل حسن نصرالله على الأنظمة العربية في خطاباته العديدة، وعيّرها وقارن بينها وبين إيران لمصلحة الأخيرة. فعندما اختطف حزب الله الجنديين الإسرائيليين في تموز عام 2006 وهاجمت إسرائيل جنوب لبنان، أصدرت المملكة العربية السعودية بيانا تلوم فيه حزب الله على هذه الخطوة "غير المحسوبة،" ولكنها اضطرت إلى بلع ما قالته بعد أيام قليلة عندما طالت الحرب ولم تستطع إسرائيل أن تقضي على حزب الله. وقد إنتقد نصر الله السعودية على موقفها هذا في أكثر من خطبة ولم تجرؤ على الرد عليه، مع أن موقفها في ذلك الوقت كان منطقيا لأن الشعب اللبنانى خسر في هذه الحرب أضعاف ما خسرته أسرائيل، ولأن حسن نصرالله نفسه إعترف بأنه لم يتوقع أن يكون الرد الاسرائيلى على إختطاف الجنديين بهذا العنف وإلا لما قام بالعملية. لقد كانت معظم عمليات حزب الله إستعراضية هدفها تقوية الحزب في لبنان ضد خصومه السياسيين من جهه وإبراز دور إيران من الجهة الأخرى، فهو دولة داخل دولة وهو من أهم عوامل التفرقة في لبنان ومن أهم أسباب ضعفه وتراجعه. إذا لم يكن باستطاعة حزب الله وإيران أن يهددا إسرائيل جديا ويُجبرانها على التراجع وتقديم تنازلات عملية لصالح الفلسطينيين فمن الأفضل أن يتوقفا عن الخداع والمزايدة على الدول العربية، ويتركا الشعب الفلسطيني ليتوحد بدل أن يؤيدا نصفه على النصف الآخر، ويسمحا للبنان أن يستعيد إستقلاله وعافيتة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - جانب الحق
البغدادي ( 2013 / 1 / 15 - 06:59 )
حق وباطل ولکل اهل والکاتب قد جانب الحق في هذه المقاله وضيع البوصله ولم يعرف صديقه من عدوه وحزب الله قد عرف الصديق من العدو وارتمي في لهوات الحروب بکل شجاعه دفاعا عن الحق ولم يقف حزب الله ضد الاحزاب اللبنانيه وسلاحه موجه ضد العدو الحقيقي اسرائيل اما الاحزاب الاخري التي لم تفکر في قتال اسرائيل فما هو مبرر امتلاکها للسلاح


2 - يا للهول
عتريس المدح ( 2013 / 1 / 15 - 11:25 )
أتساءل بعد هذه المقالة ان كان سعدو الحريري على حق، وان كانت دول الخليج مع دول أخرى طلبت من اسرائيل القضاء على حزب على حق، ما هذا الاكتشاف الرهيب ؟! هل طيلة هذا الوقت كنا لا ندري مدى خطورة وجود حزب الله على القضايا العربية، ساسلم معك بأن ما تقدمت به أيها الكاتب المحترم صحيح! فما هو الحل اذن، هل نقضي على حزب الله، هل نستكين للذل الذي تذيقنا اياه اسرائيل وامريكا؟ لا تسعفني الاجابة ايها المعلم ، فهل لك أن تسعفني باجابة شافية؟ رحمك الله
ما يمكنني قوله حسبي الله ونعم الوكيل


3 - رد للكاتب
احمد بسمار ( 2013 / 1 / 16 - 02:12 )
اتفق والكاتب تماما وللايضاح كان حسن نصرالله بعد نصره المفترض بعام 2006 خير فاظح لجبهة المقاومه والممانعه ومن بناها بخطاباته الشبه اسبوعيه وتشفيه بأفرقاء الوطن والعالم العربي السني منه الى ان طفح الكيل وفقد بريقه بعد استخدام سلاحه بداخل الوطن وكشفت كل نواياه ونوايا جبهته من ايران الى دمشق ولذلك بنظري المتواضع والبسيط ان حسن نصر الله هو من سرع تهديم جبهة المقاومه والممانعه بدء بمواقفه من الثورات العربيه المويده الى ان وصلت حليف دمشق فالتف عليها فلم يعد له مصداقيه وفقد بريقه والدليل حماس خارج السياق وسوريا بالطريق وقد تنتهي جبهة المقاومه والممانعه بين حسن ووليه الفقيه فجرى التنويه

اخر الافلام

.. مسؤول إسرائيلي: حماس -تعرقل- التوصل لاتفاق تهدئة في غزة


.. كيف يمكن تفسير إمكانية تخلي الدوحة عن قيادات حركة حماس في ال




.. حماس: الاحتلال يعرقل التوصل إلى اتفاق بإصراره على استمرار ال


.. النيجر تقترب عسكريا من روسيا وتطلب من القوات الأمريكية مغادر




.. الجزيرة ترصد آثار الدمار الذي خلفه قصف الاحتلال لمسجد نوح في