الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هجرة العقل المفكر وعودة العقل المدمر

لميس كاظم

2005 / 3 / 24
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


استبشرت العقول المفكرة ، اسوءة بباقي العراقيين ، خيرا بسقوط الصنم و اجهزته الأمنية والمخابراتية البطشية، معولون على النظام الجديد ، الأمن والأستقرار والغاء كل انواع الأضطهاد والعلمي والجسدي والفكري.
فلم تمض اشهر معدودة حتى بدء مسلسل التفجير والأنفلات الأمني الذي استهدف القليل من القوات الأمريكية والكثير من قوات الأمن والشرطة العراقية الجديدة والأبرياء من المدنين.
فقد سارعت فلول النظام الصمني ، التي تكن عدائها السافر للديمقراطية والنظام الجديد ، الى تنظيم نفسها على شكل مجموعات تحت اسماء وتنظيمات اسلامية وارهابية مختلفة ومدت يد العون لكل القوى التي لها مصلحة في تدمير ثروة العراق النفطية والعلمية والبشرية ، وكان باكورة عملها هو تهديم البنية العلمية للبلد ، إذ سارعت الى الأغتيالات المنظمة للعقل العراقي المبدع ، فهي لها دراية كاملة بقدرات العراق العلمية من علماء عسكرين ومدنيين ناهيك عن اساتذة الجامعات والأطباء. وقد نجحت تلك العقول المدمرة من أغتيال الجزء الكبير من خيرة المبدعين والموهوبين، بل وتمادت اكثر بالتعاون مع التنظيمات الأرهابية الى أختطاف عدد كبير من التكنوقراط العراقي الذي يدير البلد أو أختطاف اطفالهم وإبتزازهم المالي في محاولة لترهيبهم. والذي ساعد اكثر هو عودة الكثير من العقول الصنيمة المدمرة الى المراكز الحكومية الحساسة مما ساهم في ادخال الفزع في المؤسسات العلمية والجهاز العلمي الذي اكتوئ من ظلمهم عقود من الزمن .

ان التكنوقراطي العراقي في زمن النظام الصمني كان يؤمن الحماية لنفسه من خلال ولائه وعبادته للصنم وابتعاده عن اي نشاط سياسي ، لكن بعد سقوط الصنم ، وجد نفسه بدون حماية سواء ان كان مع التغيير او ضده ، فهو لايعرف لمن يعطي ولائه لحماية نفسه ، الأغلبية منهم مصنف ضمن دائرة النظام الصنمي العسكري والعلمي مما ادخلهم ضمن قوائم الطرد من الوظيفة والبعض الغير منتمي كان ايضا فريسة للأغتيال والخطف ، فقد وجد نفسه مهدد من قبل التنظيمات الأرهابية التي لاتمييز بين المنتمي والمستقل ، وكذلك فهومهدد من السراق وعصابات الجريمة المنظمة وبنفس الوقت من العقول الصنمية نفسها العائدة للسلطة لغرض الأنتقام ،وهكذا فهم وعوائلهم اصبحو فريسه سهلة الأصطياد،
وباتو مهددين بالقتل والأبتزاز والخطف في البيت و العمل و الشارع ،مما حمل الكثير منهم الى مغادرة الوطن وبذلك يكون العراق قد خسر ثروة علمية جبارة لاتقدر بثمن.

أن بقاء الوضع الأمني المنفلت والمستهدف للثروة العلمية سيساهم اكثر في ضياع ما تبقى من خيرة علماء ومفكري البلد ، بالأضافة الى انه سيساعد على زيادة رصيد العقول المهاجرة الى بقاع العالم والتي في اغلب الحالات تجد الرعاية والحماية في تلك البلدان التي تحفظ مكانتها العلمية لانهاعملة نادرة ، وقد لاتعود للعمل في العراق مستقبلا.

ان الأنفلات الأمني واستهداف العقل المفكر، لم يسمح كذلك بعودة العقول العلمية الوطنية التي هاجرت في الثمانينات والتسعينات من القرن المنصرم والتي اصبح لهم شان علمي بارز وهم اليوم يشكلون اكبر رصيد علمي عراقي لم يُستثمر لصالح البلد وهو يعادل بل واغلى بكثير من الرصيد الأحتياطي النفطي العراقي. أن عودة الكادر العلمي المهاجر سيساهم ليس في تحسين الكفاءة العلمية فحسب بل وسيفيد البلد في خبرته الديمقراطية التي تربى عليها في المؤسسات العلمية في البلدان المتطورة.

ان الحكومة العراقية لم تتخذ البرامج المستقبلية والضمانات والاغراءات الكفيلة لعودة العقول المهاجرة الى العراق والتي تتمنى خدمة بلدهم. فاليوم الكثير منهم أصبح له مركز علمي وصناعي وتجاري متميز لا يقبل العودة الى العراق بدون حماية.
ان قتل واغتيال وهجرة العقول العلمية ساهم في احداث فراغ علمي واضح وقد بدئت معالمه في الجامعات العراقية ، فقد اغلق الكثير من الأختصاصات والكليات واقسام البحوث مما سبب في تعطيل القدرات العلمية للبلد وخصوصا ان البلد محتاج لأعادة بناء كل البنية التحتية والوسطية والفوقية.
أن الحكومة العراقية القادمة مطالبة بوضع خطط عملية وبرامج أمنية لحماية ورعاية وتطوير التكنوقراط العلمي وايجاد سبل وطرق لاجتذاب العقول العلمية المهاجرة بضمانات امنية وأمتيازات اقتصادية مغرية.
22.03.2005








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا: السجن 42 عاما بحق الزعيم الكردي والمرشح السابق لانتخا


.. جنوب أفريقيا تقول لمحكمة العدل الدولية إن -الإبادة- الإسرائي




.. تكثيف العمليات البرية في رفح: هل هي بداية الهجوم الإسرائيلي


.. وول ستريت جورنال: عملية رفح تعرض حياة الجنود الإسرائيليين لل




.. كيف تدير فصائل المقاومة المعركة ضد قوات الاحتلال في جباليا؟