الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعالوا نشمّ !

نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)

2013 / 1 / 15
كتابات ساخرة


يغضب " السنّة " حين نرفض مظاهراتهم في الرمادي وأخواتها، ويغضب " الشيعة " عندما نصف ممثليهم في الحكومة والبرلمان باللصوص والحرامية والمزيفين دينياً، ويغضب الكورد إذا قلنا إن زعماءهم الذين عقمت الامهات عن إنجاب مثلهم، لايعرفون الديمقراطية ولم يتنفسوها قط، والسبب واضح تماماً وهو أن العراق الجديد مدمن على الشم، إنه مدمن على "شم" الطائفية منذ فرض نظام " تقاسم الحصص " وتقسيم العراقيين الى " مكونات " بعد أن كانوا مواطنين.

وليس غريباً أن تسارع المواقع الشيعية أو التي تدعي التشيع، الى إعادة نشر مانكتبه عن السنة والعكس صحيح، فالعراق اليوم ياجماعة مدمن على "شم" الطائفية ولايمكن علاجه بسهولة.(أنصح بقراءة "سيريا بوليتيك" لديها مقال رائع عن الادمان على شمّ الطائفية )..
فالمظاهرات التي قلنا إننا نرفضها في الرمادي وغيرها، وتلك التي خرجت ضدها في ساحة التحرير ببغداد وغيرها، وإن كانت دستورية لأن التظاهر السلمي حق مشروع للتعبير ، فانها كلها مظاهرات طائفية لاتمت للوطن ولا للمواطنة بصلة ، بل هي من أدوات تكريس نظام المحاصصة الطائفية والعرقية الذي يهيمن على مفاصل الدولة ويشلها، وتؤدي بالتالي الى نتيجة مرعبة وهي التقسيم.

هذه المظاهرات المؤيدة والمعارضة ، نرفضها لأنها رفعت مطالب طائفية اي مطالب "مكونات" ولم
ترق الى أن تتبنى مطالب وطن ومواطنين، وهي مكبلة بحالة المحاصصة المفروضة والتي تتجذر يوماً فآخر في عراق كان على الدوام يفخر بتميزه المجتمعي القائم على التعددية بألوان قوس قزح هو الأجمل لأنه يحتضن العراق.

مظاهرات المكون السني تقابلها مظاهرات المكون الشيعي. ومظاهرات المكون العربي أو التركماني تواجهها مظاهرات المكون الكردي، وهذا تكريس لانقسام خطير يشهده المجتمع العراقي، ليس فقط في المصطلحات، بل داخل الأسرة العراقية المختلطة اجتماعياً منذ عقود.
ومن الطبيعي أن يشهد العراق عمليات التفخيخ، والتفجير، والاغتيال على أساس "المكونات" بعد أن غابت المواطنة ، وأصبح الانتماء الى " المكون " هو من يحدد الولاءات.

الوطن ياجماعة الخير ، أغلى من الطائفة لأنها بالنتيجة مجرد انتماء قبلي مرفوض بمنطق الدين ومنطق الانسان الذي هو : إما أخ لك في الدين، أو نظير لك في الخلق.

يروى أنه في زمن من الأزمان كان هناك مخلوق شيطاني بتسعة ذيول ... يمكنه بلفة واحدة من ذيله أن يدمر مدناً كاملة و يشكل أمواجا عاتية فيثير أعاصير مثل إعصار جاسمية العراقي ... ماذا حصل؟ .... آسف جدا ... أنا دخلت في موضوع ثاني ليس له علاقة بموضوع الوطن والمحاصصة ولعبة المكونات، بسبب " الشم " الذي دوخنا وأنسانا مكوناً اسمه الوطن، وهو بالمناسبة رقم غير قابل للقسمة إلّا عند أولئك الذين قادهم الراعي الأمريكي "زلماي خليل زادة" في لندن قبل الغزو وجمعهم ك " مكونات" طائفية وعرقية وليس كعراقيين ، وأيضاً أولئك الذين انضموا للبستوكة طائعين بعد أن كانوا يزعمون أنهم " مقاومة " ، أو الذين شكلوا قوائمهم الانتخابية على أساس " المواطنة " وهي لم تكن الا واجهة مغلفة بواجهة وبأخرى تخفي تلك الريح الطائفية النتنة.

نعود لموضوعنا...كان العرب في الجاهلية يحجون حول الكعبة بتلبيات مختلفة ، ومنها تلبية قبيلة ”عك“. وكانت تلبية عك، إذا خرجوا حجاجًا، قدموا أمامهم غلامين أسودين من غلمانهم، فكانا أمام ركبهم. فيقولان: نحن غرابا عك! فتقول عك من بعدهما: عكُ إليكَ عانية، عبادُكَ اليمانية، كيما نحج الثانية ! .

والتلبية هي من الشعائر الدينية التي أبقاها الإسلام، غير أنه غير صيغتها القديمة بما يتفق مع عقيدة التوحيد. فصارت على هذا النحو : "لبيك اللهم لبيك، لا شريك لك لبيك،، إن الحمد والنعمة لك، والملك لا شريك لك". كما جعلها جزءاً من حج مكة، بعد أن كانت تتم خارج مكة، إذ كانت كل قبيلة تقف عند صنمها، وتصلي عنده ثم تلبي، قبل أن تقدم مكة. وذلك بالنسبة لمن كان يحج مكة. فابطل ذلك الإسلام، وألغى ما كان من ذلك من حج أهل الجاهلية.
تُرى .. مالفرق بين المكونات التي يسمونها " مجازاً " عراقية ، وعندما يغضبون ينادون بالتقسيم، والمكونات في الجاهلية وهي الأصنام التي يصنعونها بأيديهم ويأكلونها عندما يجوعون ؟!..
نريد وطناً للجميع يعيش فيه المواطنون متساوين في الحقوق والواجبات وليس "بستوكة " مكونات.. وطناً نشم فيه رائحة واحدة في الفلوجة والبصرة وكركوك وأربيل ودهوك والناصرية والموصل وفي الأهوار وحبال كوردستان وعلى الفرات وساحل دجلة وضفاف شك العرب... هي رائحة الوطن.
تعالوا نشم
فالبيت الذي تمارس فيه الدجاجة عمل الديك يصير إلى الخراب .
والعاقل يفهم.
مسمار:
قال مارتن لوثر : " لا يستطيع أحد ركوب ظهرك ، إلا إذا كنت منحنياً ".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاستاذ العزيز نجاح محمد علي
محمد الرديني ( 2013 / 1 / 15 - 04:52 )
اسمح لي بالقول اني وبعد قراءة مقالك وجدته هادئا في التناول كعادتك ايام طهران
لماذا هذا الاحساس؟ ربما لأن اولاد الملحة يعيشون هذه الايام اصعب الظروف واشدها قسوة ويطالبون بدعك الامور باكثر حدة فقد ملوا تصريحات القوم ولعبهم على الحبال.. رأوا الشيطان يتحرك بينهم كما رأوا الرحمن يبتعد عنهم تاركا لهم الحبل على الغارب رغم انه طلب منهم بالحاح ان يستمروا في الشم
تحياتي


2 - نريد وطناً في مُدن كاوة وفائز الحداد
طاها يحيا ( 2013 / 1 / 15 - 18:15 )
نريد وطناً للجميع يعيش فيه المواطنون متساوين في الحقوق والواجبات وليس -بستوكة- مكونات.. وطناً نشم فيه رائحة واحدة في الفلوجة والبصرة وكركوك وأربيل ودهوك والناصرية والموصل وفي الأهوار وحبال كورد (كاوة الحداد) وعلى الفرات وساحل دجلة وضفاف شك العرب.. رائحة شذا الوطن.

الجمال لايُستعار، ولن يبتكر الدميمُ الذميمُ الجمال.. إلا الجميل و لايحيى العطن على شذا الياسمين .. فما بين الياسمين وأعين يُوسُف:

الأنموذج الحي (المُدان في مُدن) الحزن مولود فلوجة الجمال والجلاء عام 1955 م أبُ الشِعر:

البهيُ البديعُ
المائز ُ فائز الحداد - يا دام عِز ُك -..

اخر الافلام

.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس


.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في




.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب


.. أم ماجدة زغروطتها رنت في الاستوديو?? أهالي أبطال فيلم #رفعت_




.. هي دي ناس الصعيد ???? تحية كبيرة خاصة من منى الشاذلي لصناع ف