الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تظاهرات السلطة، نهج طائفي!!

سعد سامي نادر

2013 / 1 / 15
مواضيع وابحاث سياسية




المفكر العلوي حسن (هكذا يود ان يطلق عليه..فهناك ألف حسن وعلوي واحد، حد قوله) صاحب تجارب انتقالية عريقة وفكرية رائدة. فوسط هرج ومرج خرابنا وخواءنا السياسي، نجده يعرف ويعي دوره كنائب ومثقف معا، فقد اعتاد بشجاعة، ان يخرج رأسه في الأزمات. ولكون عملية الشراكة السياسية هي أصل الشرور والأزمات بعينها، لذا نراه دائم الحضور، يفكر نيابة عن جميع قادة الكتل السياسية المتنفذة التي تلعب بقرارات مقدرات الوطن ومصائرنا. فنراه يفكر مرة نيابة عن الكرد ويهديهم للانفصال كحل توفيقي، ومرة ينصح ويهدي العرب السنة والشيعة سبيل العلمانية، ومرات أخر يدافع عن الطوائف المهمشة، فهو علماني ليبرالي كما يحلو له وصف نفسه، وهذا أجمل ما فيه. هكذا حال أي مثقف درس التاريخ وعرف بحق دوره في إصلاح النظام.. لكن كما يبدو ان النظام تورط فيه كما تورط في مشروعه الديمقراطي ! نظام أصم بلا حواس ودون شعور أو استشعار. فهل ينفع العلوي مستشارا لنظام كهذا ؟

خارج موهبة العلوي وحسه النفعي، فشطارته الأكبر تكمن في انه يستثمر بدراية وموهبة وشجاعة، ما كفله لنا وله هامشنا الديمقراطي من حرية اعلام، وكذلك ما سمحت له وظيفته كنائب برلماني، لذا نراه يفكر بصوت عال و يقول كل ما يريد بجرأة، على عكس ما يفعله قطعان الموالين لقادة الكتل داخل وخارج البرلمان.
على حد زعمه، انه يفكر كرجل "دولة" حر، لا رجل "سلطة"، فهو يقدم الحكمة والمشورة لساسة الحكومة، وهو يدرك ان الحكومة متمشكلة لا تحسد ، غارقة بالأزمات والأخطاء والفشل والفساد، وفي نفس الوقت ،تكابر كالعلوي بنجاح تجربتها السياسية .
فالعلوي ينصح دولة المالكي ان يكون مثله، رجل دولة حكيم يسمع، لا رجل سلطوي، فهو حامي وأب المواطنين. يقينا هذا هو عين الصواب والعقل والتعقل والحكمة والموعظة الحسنة.
في أزمة العيساوي الخطيرة وأسلوب معالجة كل أزماتنا الخانقة الاخرى ، إقترح العلوي على رؤساء الكتل ورئيس الوزراء إسكات صقورها ! واستبدال واجهتم القبيحة بحمائم وديعة، لتهدئة الأزمة أو إطفاء نار الفتنة على أقل تقدير. لعل تجربة فشل السنوات العجاف قد علمت جهلاء السياسة ولو سماع منطق الحكمة وغاية الحكم فقط ! إذن لنفرأ كيف فهم وسمع "رأس الحكمة" نصائح صديقه المستشار :

كحق دستوري ! سمحت الحكومة بتظاهرات مضادة لما يجري في الأنبار. وتحت حمايتها خرجت تظاهرات عفوية ..! غير مسيسة..! يكفلها الدستور ! تهتف:(( بالروح بالدم نفديك يا المالكي..!!) وتذكره بنشوة عبارته الشهيرة : ( والله ما ننطيهه !!) فهل حكمة الحكم، قدر سماوي يتعلق بمخافة الله وحده فقط ؟
نحن الاغبياء ! سنصدق حتما صراخ النائبه الفتلاوي من ان المظاهرات المضادة تلك غير مسيسة، ونقر انها تختلف 100% عن عفوية وشعارات ومقاصد وغايات تظاهرات الانبار الطائفية !! لكن بعض الخبثاء من البعثيين والحاقدين على تجربتنا الناجعة، لا يرون اختلاف قيد انملة بين نهجي مظاهرات طرفي الشراكة الوطنية.!. لقد تحاصصوا واقتسموا الكذب والشعارات الطائفية ! اما الحديث عن الحقوق الفعلية ومطالب المتظاهرين والصامتين المشروعة، فستسوف وينساها ويتنازل عنها الناس، مقابل الأمان وعدم التصعيد. فملفنا الامني، ابتزاز ومقايضة سياسية اعتدنا عليه.
لا يختلف أمسنا عن البارحة ، فتكرار الحكومة لنفس النهج ومسخرة تظاهراتها المضادة في ساحة التحرير، يمثل ثقافة النظام و قصوره الفكري والسياسي! لنتذكر حينها كيف أوكلت السلطة لعفوية !! مكرفونات باعة الشربت والسوس" الطائفي وبلطجيةعشائرها المندسة بين المتظاهرين، وكيف تم تفتيت مطالب الشعب بتحسين الخدمات. كل ما حصلنا عليه، شهداء ومعتقلين ووعود بالإصلاح ومسخرة المائة يوم، لحقها سنتي خراب اخرى، وخيبات أمل ويأس تام من إصلاح كيان وبنية فاسدة من البيضة، منذ فجر التحرير ! في نيسان 2003.

لنترك جانب شعارات ونداءات"الوحدة "" التي رددها المساكين بحرقة وعفوية حقة: ( عراق سنة وشيعة هذا الوطن من بيعه )..ونذهب قريبا منها، الى حيث ما يدور في الخفاء خلف لافتاتها ،هناك حيث المقاصد الخبيثة لحرف اللتظاهرات و مضاداتها الصوتية.. فما بدا لنا مخيفا ورهيبا من نهج التصعيد الطائفي، قابله ساستنا بعدم مسئولية وخارج اية حكمة وحنكة سياسية . وبدت الحكومة فيها وكأنها غير معنية بما يهددنا من مخاطر خارجية وحرب أهلية، لا بل انها تصرفت بالضد كمن ينوي زيادة انقسام الشارع والمجتمع، والى توسيع خنادق الاستقطاب الطائفي لإغراض انتخابية ! وكمن يعد الساحة العراقية لصراع إقليمي مُعد سلفا! وهذا ما أشارت اليه المرجعية بوضوح وما حذرت من مخاطره.
الغريب وعكس ما قامت به السلطة، رأينا ان الشاب السيد مقتدى قد تعلم من "هامشنا الديمقراطي" الشيء الكثير ،وبدا وكأنه اكثر حكمة سياسية في فهم دوره الوطني ، لا بل انه تعامل مع الازمة بذكاء وحس وطني اكثر من سلطة القرار ذاتها ! فأين مستشاري الحكومة ؟

لقد بدا رد فعل السلطة إزاء تظاهرات الانبار، وكأنه يعالج الفعل السيء وأجندته ، برد فعل أقوى وأجندة أقبح . فالفعل ورد الفعل هنا ، قوتان طائفيتان تعملان عكس قوانين الفيزياء، تعملان معاً كمحصلة قوى تدفع بنفس الاتجاه، نحو التخندق الطائفي، ومع التصعيد بالتمام. هل من شك ؟؟ هل من حكمة !؟ ألم يكفِ ما ذقنا من الطائفية والمذهبية من مرارة وموت ودمار وتهجير ؟ رهانات خسيسة قصيرة نظر كهذه، تؤكد ضلوع قادتها ومستشاريهم بذات الاجندة الخارجية ا!!

الإصرار على النهج و كون التظاهرات المضادة عفوية وغير مسيسة، تبرير ساذج يذكرنا بعذر "جحا" عند "بعصه" هارون الرشيد: عذرا ً مولاي الخليفة ، خلتك السيدة زبيدة ( زوجة الرشيد) !!
فحذار يا مستشاري ساسة الطوائف من اللعب بنار الفتنة، فمنهول المذهبية الذي أسستموه، نتن و متخم بالقذارة.وسينفجر مع طامة ما يدور حولكنا من مؤامرات. فحذار واتقوا الله بالحكمة ومخافة الله !!
!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفاوضات القاهرة بين الموقف الاسرائيلي وضغط الشارع؟


.. محادثات القاهرة .. حديث عن ضمانات أميركية وتفاصيل عن مقترح ا




.. استمرار التصعيد على حدود لبنان رغم الحديث عن تقدم في المبادر


.. الحوثيون يوسعون رقعة أهدافهم لتطال سفنا متوجهة لموانئ إسرائي




.. تقرير: ارتفاع عوائد النفط الإيرانية يغذي الفوضى في الشرق الأ