الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الى بعض حكام أنظمة منطقتنا !!

حمزة الشمخي

2005 / 3 / 24
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ما حدث ويحدث في العراق بعد سقوط الدكتاتورية في التاسع من نيسان عام 2003 ، من متغيرات هائلة وعلى مختلف الصعد ، لا بد أن يصل شعاعها الى بلدانكم، وسيؤثر بقوة ويحدث تغييرا كبيرا على أنظمتكم التي لا تؤمن بمشاركة ومساهمة المواطن، حتى في صياغة وصناعة السياسات العامة والقرارات والتوجهات المختلفة والتي تعني الأنسان والوطن قبل الأنظمة وحكامها .
أن هؤلاء الحكام الذين يتعاملون مع الوطن، ككيان وإنسان، بإعتباره مقاطعة خاصة بهم ، وأن كل ما يتحقق من إنجاز أو مكسب هو هبة ومكرمة وهدية من الحاكم إلينا نحن البشر ، حيث عندما تفتتح مكتبة أو مدرسة أو مستشفى أو يشيد جسرا .. الخ تسمى كل هذه بإسم الحاكم ، أو عندما يطلق سراح بعض السجناء الغير سياسيين طبعا !! بمناسبة معينة تعتبر هذه هدية منه أيضا ، أو ترتفع رواتب بعض العمال والموظفين قليلا جدا، أو تتوفر حاجة إستهلاكية معينة في السوق وباسعار معتدلة، تعتبر كل هذه مكارم وعطايا وهدايا من الحاكم الأوحد وبفضله تستمر الحياة ، لذلك يجب أن نركع إليه دائما وأن يحكم المقاطعة الى الأبد !! .
وعلى هؤلاء الحكام اليوم، أن يقرأوا جيدا طبيعة المرحلة وظروفها السياسية الإجتماعية المعقدة والمتشابكة ، والتي تحتاج بتأثير المتغيرات الداخلية والإقليمية والدولية ، الى المزيد من الإنفتاح الحقيقي والإصلاح الجذري والديمقراطية والتعددية السياسية ومشاركة منظمات المجتمع المدني. والتفاعل مع المحيط الخارجي، لا من منطلق حجة ( التدخل بشؤوننا الداخلية من قبل الغير ) ، كما تدعي بعض الأنظمة الخائفة من التغيير، بالضد من مصالحها وإستمرارية بقائها في السلطة ، بل ينبغي التعامل والتفاعل على أساس المصالح المشتركة وتبادل الخبرات والتجارب بين الدول والشعوب ، والتي ينبغي أن تكون لمصلحة الإنسان، أين ما كان في هذه المعمورة .
وعلى هؤلاء الحكام أيضا، أن يستوعبوا ويفهموا الدرس العراقي جيدا ، هذا الدرس الذي أطاح بالدكتاتورية وهروب أزلامها، دون الدفاع عنها من قبل أبناء الشعب العراقي، الذين رحبوا بالخلاص منها والى الأبد ، هذا الدرس العراقي، عندما زحفت الملايين العراقية إتجاه صوب صناديق الإنتخابات معلنة تأييدها التام لمسيرة التحول الديمقراطي الجارية حاليا في العراق، بالرغم من الصعوبات والإرهاب والظروف الإستثنائية .
فعليكم أيها الحكام، أن تسمعوا وتشاهدوا شعوبكم، التي تطالب وتريد الحرية والخبز والسلام ، هذه الشعوب التي تتظاهر في لبنان من أجل الإستقلال والسيادة ، وتنشط في سورية من أجل الأصلاح والتغيير الشامل ، وتتحرك في مصر لإلغاء الإستفتاء الرئاسي للحاكم الأوحد ونتيجة المعروفة والثابتة وهي 99 ،99 ، والرافضة كذلك للتوريث الرئاسي ، أما في السعودية والكويت تطالب هذه الشعوب بالإنتخابات ومشاركة المرأة في الحياة السياسية والبرلمانية وفي كل ميادين الحياة ، وتعمل السلطة الوطنية الفلسطينية من أجل الأصلاح والديمقراطية بفعل تأثير الشارع عليها ، والأمثلة كثيرة على التحركات الشعبية المطالبة بالتغيير الجذري .
أن كل خطوة نجاح للتجربة العراقية ، هي خطوة بإتجاه إستنهاض الشعوب وتحريكها ضد هذه الأنظمة التي إبتلينا بها وبحكامها، الذين لا يتركون السلطة إلا بالقوة، كما حدث للدكتاتور صدام ، أو الى يوم وفاتهم، حتى لو كانوا لا يستطيعوا المشي والسمع والكلام !! .
أما وبعد الدرس العراقي ، الكل بدأ يهرول بإتجاه الترميم السطحي والإصلاح الشكلي والتنازل الجزئي من أجل البقاء أكثر فترة ممكنة بالسلطة، لا من أجل التنحي عن الحكم طواعية أو خوض الإنتخابات كباقي المرشحين، وليس عبر الإستفتاء المهزلة للحاكم الوحيد لاغير ، كل هذه الترقيعات لا تنفعكم، لأن رياح العراق الديمقراطي التعددي الإتحادي قادمة، وشعوب المنطقة ترحب بقدومها لأنها بحاجة لها منذ سنين .
أما أنتم فلا ترحبوا برياح الثورة والتغيير، والتي لا بد أن تصلكم وتطيح بكراسيكم وعروشكم ، وبعدها ستختار الشعوب شكل الأنظمة السياسية الإجتماعية التي تريد وهذا ليس ببعيد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اجتماع مصري إسرائيلي أميركي مرتقب بشأن إعادة فتح معبر رفح| #


.. المتحدث باسم الخارجية الأميركية لسكاي نيوز عربية: الكرة الآن




.. رئيس مجلس النواب الأميركي يعلن أن نتنياهو سيلقي كلمة أمام ال


.. أربعة عشر متنافسا للوصرل إلى كرسي الرئاسة الإيرانية| #غرفة_ا




.. روسيا تواصل تقدمها على جبهة خاركيف وقد فقدت أوكرانيا أكثر من