الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخائفون من 25 يناير 3

محمد طلعت

2013 / 1 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


وانتظروا خرابا أكثر وأبشروا بالدم أكثر، فما فعلتم لأنفسكم أو لوطنكم سوى جلب العار فى الإيمان المنافق والكذب في التشدق بالشعار الانتخابي.!

نحن فى زمن الأقزام، فحين يموت بعض من الشعب فوق الرصيف، ولا نملك أن نمد له يد المساعدة، فتأكدوا أننا جميعا لسنا برجال، ولسنا بأحرار، بل أقزام وعبيد.
القزم ليس بقصير القامة، إنما القزم هو قصير الرجولة والفهم محدود البصيرة. عديم النخوة الوطنية، القزم هو ابن العاهرة التى تحاول أن تتوب بكثرة ترديد آيات الله عن الترهيب وتذكير الناس بانتقام الله منهم إن لم يصدقوا توبتها، ويأتى القزم ابنها ليثبت للجميع أن لا علاقة له بالأم، وإنه رئيس كل التائبين من عشيرة الأم.!

هل يستحقون لقب الرجال أولاد العاهرة المشكوك في توبتها، وهل وجب علينا أن نصدقهم حين يلكون آيات "المؤامرة على ابن العاهرة رئيس كل التائبين.. وسنحمى الشرعية بأرواحنا" كلما حدث حادث ومات بعض من الشعب. والآن هل عرفت من هم الأقزام.؟!

لسنا برجال، ونحن صاغرون يسلمنا الصندوق وشرعيته إلى حانوتى خلف حانوتى، فكم مات من الشعب المصري وراء حلمه الايماني فى عبارات السلام لأداء مناسك الحج وكم مات من الشعب وراء سعيه لتحسين رزقه فى بلاد بعيد فى البر وفى البحر.. وكم مات من الشعب المصري وراء ذهابه لأداء عمله فى الصباح او فى المساء على قطبان صماء صلبة دهسا تحت عجلات الاقزام التى تحكمنا.

أي شرعية تلك ، وأي صندوق ذاك الذي يجلب لنا حانوتيا فى هيئة رئيس بدرجة مقبول، وجوقة حكومية فى هيئة"معددية ونواحين " من القائلين"ايه اللى وداهم يركبوا القطار اصلا" "اصلا القطار دا من العصر البائد ورئيسنا المنتخب ليس له ذنب"، وفى سفه أخر يلمحون بالتآمر استنتاجا من اسم سائق القطار الذى يبدو مسيحيا أو كما قيل فى التنطع والتنصل من المسؤولية بان الحادث ميراث ثقيل ورثه مرسي من مبارك.. أو كما قيل فى التبجح والبرودة والعته:" لا أعتقد أن حادث القطار يستحق كل هذا الاهتمام الإعلامى.. الرئيس مرسى يستحق التكريم لاحتماله كل هذه السخافات، و أنا أدعو المصريين يوم 25 يناير لتكريم الرئيس على انجازاته"، فأية انجازات تلك.؟!

يا لها من أيام سوداء وخراب تمكن وعشش فى العقول فبأي منطق يبررون شرعية الحانوتى؟ ولماذا ثرنا ضد الحانوتي السابق إذن.؟

نعم، هو ميراث ثقيل أدي إلى عدم مشاركتنا الحقيقة فى تغيير واقعنا على أسس الواقع وفلسفته وعقلانيته بل حاولنا جميعا إلى ما يمكن وصفه بـ (الأمة المصرية) أمة المسلسلات التركية وأفلام الفهلوة وأم الأجنبي والدروشة الرمضانية، والزعيق الموسومى (خيبر خيبر يايهود)، أمة الهيصة مع الهيصة من نوعية :(الشعب يريد....)، ماذا أراد الشعب؟ هل هذا ما يريده؟! الدم، وحادث كل يوم، ورئيس وجماعة مشكوك فى ذمتها ولصوصيتها. فهل هذا ما أراده الشعب.؟!

الويل لك يا مبارك، تموت أو لا تموت، تخرج وترتع فى نعيمك الدنيوى أو تقضى نحبك وراء القضبان لا يهم، فأنت سلمت شعبك ليقضي الباقي من عمره تحت القضبان.!
وهذا ليس عتابا أو (أسف ياريس) بل هى محاسبة تاريخية لأنك تركت شعبك مغيبا، فخرجت ذئابه عليك تنهش فى لحمك، وتردد (الشعب يريد....).

ليتك لم تتركها، نعم ليتك لم تتركها وبقيت، واتبعت سياسة نفسك الطويل وأصلحت حتى لو بالقوة، وبدأت بالتغيير، ومنعت ابنك من العمل العام مرضاة لشعبك، وكشفت لنا مخطط الإخوان وصفقة العالم الرخيص ضد مجتمعاتنا العربية، ليتك تعاونت مع القذافي ومع عبد الله صالح ومع بشار الأسد. ليتك تتحدث الآن وتخرج من عباءة الصمت أنت ورجالك ومشيرك"الخرع"، وتكشفون الحقيقة الغائبة عن الشعب بكل أطيافه.. مكنك الله من شعب طيب متسامح فاقتنص الفرصة واغتنمها حتى نحتسبك زعيما ضحى من أجل شعبه، فهل تقدر؟ افعلها والشعب سيكون بصفك، ولا تتمسح الآن فى رغبتك بزيارة المصابين فى العنبر الذى أمامك من جرحى حادث القطار. فكن أنت القطار وادهس الذئاب التى تنهش فيك، وينهشون فينا.!

هل رأيت وصية بشار الأسد فى حاله اغتياله:"إنه يمنح تفويضا ميدانيا لكبار القادة في الجيش والاستخبارات بشن غارات صاروخية مستمرة تجاه أهداف داخل إسرائيل، وكذلك إطلاق صواريخ ضد قطع عسكرية أمريكية وإسرائيلية في البحر الأحمر، والبحر الأبيض المتوسط، وتعطيل حركة الملاحة الجوية فوق البحر الأبيض المتوسط، عبر استهداف طائرات مدنية أوروبية".

ما رأيك يا مبارك؟ هل هذه حماقة أم رجولة أم على الأقل نوعا من الرجولة، وفضح زيف الصداقة الدولية والكلام المعسول وحرية الشعوب. أعلم ويعلم الكل أن ما لديك من معلومات تدين المنطقة والعالم ككل، فتكلم حتى نعرف الحقيقة، واطلب الحماية من الشعب.

ألم تر يا مبارك إن وصية بشار ما هى إلا وصية أسد يرديها خرابا على الكل حتى يفيق الكل من أوهامه أو يغرق الجميع فى أوهامه(يا ليتك فعلتها أنت!)، وعلى الرغم من الصورة المقلوبة عن سورية وبشار، والحالة الملفقة والترويج لهدف ما، لكن لا أملك إلا أني أحترم هذا الرجل.. مع إيمانى بأنه ديكتاتور، وبأنه مثلك يا مبارك فى جبروتك وتكبرك وعدم الأخذ بيد شعبك أيام الهدوء والرخاء. أنت وهو تركتما الشعبين فى اقطاعيات التخلف والجهل والزيف الإعلامي المتغيب عن مشاكل الشعوب الحقيقية.

وأحترم بشار، ولا أحترم مبارك ولا المشير. الطيبة مع ذئاب الشعوب لا تصلح أحيانا يا عسكر مصر، وأيضا لن تشفع الصفقات.!

أحترم بشار، ولا أقدسه ولا أجعل منه زعيما، فهو مثله مثل مبارك وغيره من حكام العرب.. لكنه على الأقل لم يشترك ولم يتمسكن أمام ذئاب شعبه.. فمبارك تمسكن واستسلم لذئاب شعبه، وسلم فقراء شعبه لذئاب شعبه يموتون كل يوم فى إهمال رسمي فى ظل الانشغال بالتمكين الإخوانى فى البدن المصري العليل.!

والحق أقول الشعب لم يكن يوما يريد شيئا إلا المأكل والملبس والمسكن و(صديقه حسن.. أتتذكرون هذه القصة؟!)، وحين يتحقق له هذا يهتف تلقائيا قائلا: عاش الرئيس الزعيم.! وافعل يا زعيم ما تريد أنت..!

ما يريده الشعب هو الأمل، وأن يحيا بأمان بضمان مستقبله ومستقبل أبنائه. هذه المعادلة لم يحققها بشار ولم يحققها مبارك للشعب.

الحماس أو الخلط الثوري مع أهل سوريا من فتاوى نكاح السوريات ودعم الثوار ما هو إلا كذبة كبيرة . والعيش فى كذبة الثورة وتصديق معجزة المصريين الذين خرجوا لإطاحة النظام كذبة أكبر.. من كثرة الترديد بها صدقنا الكذبة، وأصبحت فرضا من فروض الإيمان .!

إن أسطورة "الشعب يريد" أسطورة ما أتت لنا إلا بإشكال مرسي وقطيعه.. لا هم أصلحوا ما أفسد مبارك ولا هم أعطوا للشعب ما يريد.!

25 يناير القادم الفاصل بين تحقيق الأسطورة أو زيفها..

وسوف نرى أسطورة "الشعب يريد" فى 25 يناير القادم، هل أسطورة فعلا أم كانت كذبة وورطة تورط فيها الشعب.؟!

فلا بديل عن فطنة هذا الشعب للخروج عن مسار القطيع، ليحقق ويمحق أي سوء نية في قواه العقلية والوطنية والإيمانية والمصرية، لا بديل إلا بأن يملأ الميادين مرة أخرى ليقول:"الشعب يريد الحياة ".!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الفرنسية تفرق محتجين اعتصموا في جامعة السوربون بباريس


.. صفقة التطبيع بين إسرائيل والسعودية على الطاولة من جديد




.. غزة: أي فرص لنجاح الهدنة؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. دعوة لحماس من أجل قبول العرض الإسرائيلي -السخي جدا- وإطلاق س




.. المسؤولون الإسرائيليون في مرمى الجنائية الدولية