الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


باب الشمس : إبداع نضالي فلسطيني جديد

عليان عليان

2013 / 1 / 16
القضية الفلسطينية


باب الشمس : إبداع نضالي فلسطيني جديد
بقلم عليان عليان
مرةً تلو الأخرى ، يكشف الشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة ، عن إبداعات نضالية جديدة ، تربك العدو الصهيوني ومخططاته الاستيطانية ، تجلى ذلك مؤخراً ، في زحف المئات ، من أبناء هذا الشعب إلى المنطقة الفاصلة ، بين مستعمرة معاليه أدوميم ، في الشرق ومدينة القدس ، والمسماة في المخطط الصهيوني الاستيطاني E1 ، حيث أقاموا بسواعدهم قريةً جديدة ، أسموها " باب الشمس " من خلال نصب خمسة وعشرين خيمة فيها ، متحدين ظروف الطقس الصعبة وإجراءات الاحتلال وتهديداته .
لقد أقدم أبناء شعبنا ، على هذه الخطوة النوعية ، في ظروف استثمار المناخ المقاوم ، الذي تجلى ، في انتصار المقاومة الفلسطينية ، في قطاع غزة على العدو الصهيوني ، في حرب الأيام الثمانية هذا ( اولاً ) ، ( وثانياً) في ظروف الصحوة الجماهيرية ، في الضفة الغربية المحتلة ، التي تحمل في ثناياها بوادر انتفاضة ثالثة ، ( وثالثا ) في ظروف الهزيمة السياسية التي لحقت بالعدو ، إثر قبول فلسطين دولة غير عضو ، في الجمعية العامة للأمم المتحدة ، حيث شكلت هذه الظروف حافزاً لهذا الإبداع الفلسطيني النضالي الشعبي ، وغير المسبوق ، في المواجهة مع الفعل الاغتصابي الاستيطاني.
وهذا العقل الكفاحي ، لأبناء شعبنا في الداخل ، بإقدامه على هذه الخطوة النوعية ، عرف كيف يستثمر الظروف سالفة الذكر ، وعرف كيف يستثمر اللحظة السياسية الراهنة أيضاً ، ممثلةً بسخط المجتمع الدولي على قرارات العدو الاستيطانية ، بشأن بناء ، ما يزيد عن عشرة آلاف وحدة استيطانية في القدس ومحيطها ، وفي مناطق في الضفة الغربية المحتلة .
وعرف كيف يستثمر اللحظة السياسية ، بشأن العزلة الدولية لحكومة العدو ومأزقها ، وتحذير قيادات سياسية في بعض الأحزاب الصهيونية من مغبة سياسات نتنياهو ، التي تنذر بتفجير انتفاضة فلسطينية ثالثة ، ومن أن سياساته المتطرفة تقود ( إسرائيل ) إلى نهايتها .
هذا الاستثمار ، والالتقاط للحظة السياسية ، ينم عن عقل كفاحي قادر وبوسائل بسيطة ومدروسة ، أن يربك مخططات العدو الاستيطانية وقادر أن يطور المقاومة الشعبية ، بشكل حقيقي وملموس ،- وليس بشكل ديكوري - بحيث تشكل رديف حقيقي ، وملموس ، للمقاومة المسلحة .
وإلى جانب الفعل النضالي الملموس ، في بناء قرية " باب الشمس " لم يفت بناة القرية ، أن يعرضوا وثائق تعود للعهد العثماني ، تؤكد ملكية العرب للأراضي ، التي قرر العدو بناء مستوطنة عليها ، ما يكشف أمام المجتمع الدولي ، حقيقة الفعل الاغتصابي اللصوصي ، للأرض الفلسطينة . وهم بهذه الخطوة النوعية أيضاً ، رفضوا بالملموس ، ما سبق أن وقع عليه المفاوض الفلسطيني ، بشأن القبول بتقسيم الأراضي المحتلة ، إلى مناطق أ ، ب ، ج ، والذي جعل من المنطقة (ج ) ، منطقة خاضعة بالكامل للسيطرة الإسرائيلية ، ولا يجوز البناء فيها ، إلا بموافقة إسرائيلية خاصةً وأن قرية " باب الشمس " ، واقعة في المنطقة ( ج ) .
"باب الشمس " رغم إقدام قوات الاحتلال ، على هدمها الأحد الماضي بعد يومين على إقامتها ، هي بروفة يمكن تطويرها ، والاستفادة من تجربتها وتكرارها ، في أكثر من موقع ، يخطط العدو ، لبناء مستوطنة فيها ما يقتضي من اللجان الشعبية الفلسطينية ، لمقاومة الجدار والاستيطان تطوير هذه العملية ، وتحويلها إلى ظاهرة ، في عموم الأراضي الفلسطينية المحتلة وتشترك فيها مختلف الفئات الاجتماعية ، من أبناء الشعب الفلسطيني .
إن هذا الابداع النضالي الجديد والمميز ، لهذا الشعب ، الذي سبق وأن فجر انتفاضة الحجارة ( 1987-1993) ، وفجر بعدها هبة النفق عام 1996 وفجر انتفاضة الأقصى عام 2000 ، يكشف عن الطاقات النضالية الهائلة التي يختزنها ، وأنه ماض في كفاحه ، حتى دحر الاحتلال ومحو الاستيطان ، وبالضد من المراهنات البائسة ، على المفاوضات التي شكلت غطاءً سياسياً ، للاستيطان وتهويد القدس .
تحيةً لهؤلاء الرجال الرجال ، الذين تصدوا لجحافل العدو ، التي هرعت لهدم القرية ، ولم يأبهوا للاعتقال والضرب ، وكلهم إصرار على إفشال مخطط الاستيطان ميدانياً ، بدءاً من مشروع مستعمرة ( ي 1 ) التي تستهدف عزل القدس ، وفصل شمال الضفة الغربية ، عن جنوبها للحيلولة دون إقامة دولة فلسطينية مستقلة ، متصلةً مع بعضها البعض.
وأخيراً : فإن ما ينقص هذا الشعب ، الذي قدم ولا يزال يقدم التضحيات الجسام منذ عقود ، أن ترتقي قياداته السياسية ، إلى مستوى نضالاته واستعداده لللتضحية ، وأن ترتقي ، إلى مستوى التحديات الجسام التي تستهدف ، تصفية القضية الفلسطينية ، أرضاً وشعباً ، وحقوقاً وطنية وتاريخية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كريات شمونة في شمال إسرائيل.. مدينة أشباح وآثار صواريخ حزب ا


.. مصر.. رقص داخل مسجد يتسبب بغضب واسع • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الألغام.. -خطر قاتل- يهدد حياة آلاف الأفغان في الحقول والمدا


.. ماذا رشح عن الجلسة الأخيرة لحكومة غابرييل أتال في قصر الإليز




.. النظام الانتخابي في بريطانيا.. خصائص تجعله فريدا من نوعه | #