الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مرور الكرام / اسفل السافلين

عباس داخل حسن

2013 / 1 / 17
كتابات ساخرة


مرور الكرام / أسفل السافلين* ...

"كما تكونون يولا عليكم" لست برجل دين اوفقيه لااثبات ضعف هذا الحديث النبوي الشريف او قوته . لكن على ارض الواقع هذا صحيح مئة في المئة من خلال قراءة لحركة التاريخ وحركة الشعوب والامم . هناك من تولى امرها والارتفاع بها الى اعلى درجات العدالة الاجتماعية والرقي الحضاري والعمراني والتكنلوجي . وهناك من سحبها الى الدرك الاسفل من الانحطاط والظلم وباتت اسفل السافلين .
فمنذ بزوغ نجم رئيس الوزراء نوري المالكي كمرشح للتحالف الوطني عنوة او " بالتوافق كعادة الاحزاب والكتل السياسية العراقية "والله يهب الحكم لمن يشاء" ونحن نعيش ازمات قاتلة وطاحنة وعمليات نهب واستعداء من قبل دول الجوار وارضاء ورشى لا تاتي اؤكلها على الاطلاق . وكلما مر الزمن نزل خطنا في الشفافية والخدمات وحقوق الانسان الى اسفل السافلين .
ومن لازال يبحث بعناد اعمى عن الدليل"دولة" كردستان على مرمى حجر منكم فقيسوا ماحصل هناك من تنمية وبنى تحتية وفرص اشتثمار ومؤسسات تعلمية وتربوية ومايحصل في الجنوب والمناطق الاخرى من انحدار مريع بكل مفاصل الحياة علما ان في الوسط الكردي من يستغل ويسرق ويفسد وهم بشر وليسوا ملائكة منزلين ، ومرجعياتهم الدستورية والمؤسساتية علمانية وليس دينية . وقايسوا نعم الله في بقية ارض العراق ، اضعاف اضعاف ما موجود في كردستان ، لو استثمرت لدرة ترليونات الدولارات و خلقت ملايين فرص العمل ونهض البناء والتطور بسرعة غير مسبوقة خلال السنوات العجاف والخالية الوفاض بعد احتلال بغداد .
ان اكثر من تضرر من حكم المالكي وحزبه ومن لف لفهم من الحلفاء "سرا وعلانية" هم ضحايا النظام السابق والفقراء والمهمشين من الشعب العراقي على وجه الخصوص ، فكلما يختلف مع جهة ما ، تنزل على الشعب العراقي حمم وصواعق الارهاب والقتل اضافة الى الفساد المستشري بين ظهرانية وزاراته بلا اشتثناء على الاطلاق ومن كل المكونات . والحزب القائد نهب المليارات . والرئاسات الثلاث اخذت حصة الاسد من الميزانية والبرلمان ينعم بامتيازات ولا في الاحلام ، لا تهبها حتى العفاريت في قصص الخيال .
وهكذا اصبح المالكي عملتنا الوحيدة "الى ان يقضي الله امرا كان مفعولا" ، ومشكلتنا في آن واحد كما الدولار للامريكان . ان ارتفع صرفه "رئيس الوزراء" زاد النهب والسرقات ، واذا انخفض سوقه مع الكرد او الاعراب والكتل المتحاصصة زاد القتل والارهاب والانفجارات بكل انوعها .
يبدو انه قدر الشعب العراقي ان يحكم من الأسر الحاكمة ، اوالمحتل ، اوالقائد الاوحد بظل مؤسسات شكلية وغياب تام لمنظمات المجتمع المدني والنقابات في المساهمة بالحياة العامة . هل هذا من صنيعتنا كشعب ارتضى الخنوع ؟ ولايستطيع تحريك مظاهرات سلمية للمطالبة من باب اضعف الايمان لاسترداد الحقوق والمطالب الشرعية من اجل رفض هذا الحيف والقتل ومصادرة ثرواتنا عبر الخمس عقود الاخيرة على وجه التحديد ، ام اننا ارتضينا عجزنا بجلد الذات وانتظار المعجزة ان تاتي من السماء .
وكمن يتشفى بنفسه وعجزها بات الشعار الوحيد للاغلبية "كما تكونوا يولى عليكم" بافواه واسعة تصرخ بقوة بكل قنوط وثبور . واصبحنا في الدرك الاسفل بين الامم بكافة المجالات بل اسفل السافلين ....
*اسفل السافلين : عنوان قصة للكاتب الساخر عزيز نسين
عباس داخل حسن








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي


.. تسجيل سابق للأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن يلقي فيه أبيات من




.. الفنانة غادة عبد الرازق العيدية وكحك العيد وحشونى وبحن لذكري


.. خلال مشهد من -نيللى وشريهان-.. ظهور خاص للفنانة هند صبرى واب




.. حزن على مواقع التواصل بعد رحيل الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحس