الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سلسلة حافية القدمين والبحر .. جزء 7 ..

ميساء البشيتي

2013 / 1 / 17
الادب والفن


7
عدت إليك يا بحر .. هل انتظرتني .. هل أطلت عليك الغياب ؟
يسكننا الآخر .. يذوب في دواخلنا .. نظن أننا نسيناه .. نظن أننا نمضي أيامنا من دونه .. نظن أننا انتصرنا على هزيمة الآخر لنا لنفاجأ عند أول هزة أن الآخر في داخلنا حيٌّ ينبض .. وأنه أبداً لم يغادر ولكنه مع الأسف مفارق ..
كيف نحتفظ بالآخر وهو ليس لنا ؟
هذا هو السؤال يا بحري .. وهذا هو ما أخرني عنك لأيام .. وما أعادني إليك اليوم مثقلة بالهموم والأوجاع والاستفسارات ..
متى نتحرر من الآخر ؟
وهل في تحررنا هذا الخلاص .. أم هي النواة لعبودية أخرى ولا تلمني على لفظ " عبودية " ؟
صدقني يا بحر هي ليست عبارات أضخها لأفتح حواراً جديداً معك هذا الصباح فأنا أستطيع أن ألتزم الصمت في حضورك .. فأنت سيد من احترم صمتي وسيد من أبوح له بنقاط ضعفي .. لكنني هذه المرة لست ضعيفة .. أو ربما كنت ضعيفة دون أن أدري .. موازين القوة والضعف اختلت لديَّ كما اختلت لدى سائر البشر ..
هل النداء على الأحبة ضعفاً .. هل الاشتياق إليهم ضعفاً .. إذا ما هي القوة يا بحر ؟
أهي الفراق .. الهجر .. الصدُّ .. التخلي .. الجحود .. النكران .. الكذب .. الخيانة ؟
أهذه هي القوة يا بحر .. إذا فاشهد يا بحر أني ضعيفة .. وضعيفة جداً .. بل أنني أعتز بضعفي .
في الصباح .. في كل صباح .. أفتح نافذة الأمل وأبقى على الشرفات أنتظر .. وحين ينتصف النهار أنكمش على ذاتي قليلاً لأن العصافير مرت من أمامي وحيدة بلا رفيق تحمله على جناحيها وتحلق به في السماء .. وفي المساء أسدل الستائر بغضب وأسدل معها أملاً أودعته ذلك النهار .. وفي الليل .. في آخر ساعات الليل أحدث الوسادة وأسألها هل بقي لنا أحلام نحلم بها طِوال رحلة المنام .. أم أننا سنغمض العيون على هالة من الفراغ كما سنفتحها على هالة أكبر وأكبر وأكبر من الفراغ ؟
هل حقاً كان يملأ المكان ..
وإلا لمَ كل هذا الفراغ ؟
لمَ كل هذا الفراغ يا بحر ؟
أجبني يا بحر إن لم يكن يملأ المكان .. ويملأ الحياة .. ويملأ الروح ..
فمن أين يأتي كل هذا الفراغ ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شخصية أسماء جلال بين الحقيقة والتمثيل


.. أون سيت - اعرف فيلم الأسبوع من إنجي يحيى على منصة واتش آت




.. أسماء جلال تبهرنا بـ أهم قانون لـ المخرج شريف عرفة داخل اللو


.. شاهدوا الإطلالة الأولى للمطرب پيو على المسرح ??




.. أون سيت - فيلم -إكس مراتي- تم الانتهاء من تصوير آخر مشاهده