الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صفحات -سكوب- المغربية..مرآة مجتمع فقد عذريته

منافع محمد

2013 / 1 / 17
الصحافة والاعلام


صفحات "سكوب"..مرآة مجتمع فقد عذريته

قبل سنتين من الآن عجت شبكات التواصل الاجتماعية، بعدد غير قليل من صفحات "سكوب"، متخصصة في نشر صور حميمية ومقاطع فيديوهات لفتيات ولفتيان من الأعمار والفئات الاجتماعية مختلفة، في وضعيات جنسية متعددة مع تدوين بياناتهن الخاصة من أسماء وعناوين وأرقام هاتفية شخصية، بعض هؤلاء لا يجدن حرجا في عرض مفاتنهن عبر هذه الشبكات، وتقديم أحيانا خدمات جنسية لمستعملي تلك الشبكات، لكن ثمة من تجد صورتها هناك للابتزاز والتشهير، من دون أن يحميها القانون، فيما يعتبر بعض أصحاب هذه الصفحات بأنهم لا يقومون سوى بما يرونه ضروريا يقتضيه عليهم "واجبهم"، تطهير مدنهم من الفساد الأخلاقي والانحرافات السلوكية المشينة التي وقعت فيها فتيات في عمر الزهور، دون النظر لعواقب هذه التصرفات التي كادت أن تسبب بمآسٍ لبعض العائلات بعد أن شاهدت بناتها عاريات..

"سكوبات" فايسبوكية
قبل ظهور ما يعرف بـصفحات "سكوب مراكش" على الفايسبوك، والتي أثارت الكثير من الجدل خلال الآونة الأخيرة، كانت البداية قبل سنتين من الآن مع صفحات أنشئت بأسماء مدن ينتمي إليها أصحابها ومشرفوها، لكنها لم تلقى تفاعلا كبيرا كالذي شهدته صفحة "مدينة سبع رجال"، التي تعاطت لنشر ما يعتبروه أصحابها "نشر فضائح" الفتيات وفتيان في مدارس وثانويات والشقق والعلب الليلية وغيرها في مدنهم وقراهم.
وضعت في صدر صفحاتها العديد من الصور ومقاطع الفيديو لفتيات في عمر الزهور، بعضهن وُجِدن عاريات و في أوضاع مخلة بالآداب، فيما حرصت أخريات على عرض مفاتنهن الأنثوية بمفردهن أو برفقة صديقاتهن أو أصدقائهن، في وضعيات جنسية مختلفة لا يفهم رموزها أحد غير من عاشها وعرف معانيها، يقابلها إقبال كثيف عليها من رواد الشبكات الاجتماعية، لتفنن في الصور ومقاطع الفيديو المعروضة على صدر الصفحة، مما يزيد من شهرتها بينهم، رغم شجبهم لصاحب الصفحة و الصورة في تعليقاتهم التي تعبر عن طبيعة تفكير أصحابها.
تصرف ينظر إليه الكثير باعتباره نفاقا اجتماعيا، يسميه البعض "يخي منو..عيني فيه"، حتى أن أحدهم ذهب لكتابة جملة "لي فينا يكفينا"، ومنهم من استهوته هذه الصفحات الفايسبوكية، طالبين بالمزيد من هذه الصور بدعوى محاربة أصحاب صفحات"صحابات الموسطاشات" أو "الـموسطاشة وأفتخر"، وهو لقب يُطلق على الفتيات اللواتي يتمردن على قيم المجتمع، وبين من يتدخل للنصح بعدم نشر المزيد من فضائح الفتيات ووجوب الستر على تصرفاتهن و أفعالهن الصبيانية، دون تشويه أكثر لصورة بلدهن المغرب.
و فضلا عن الصور ومقاطع الفيديو المنشورة، يعمد أصحاب هذه الصفحات للإشارة إلى أسمائهن وألقابهن والمؤسسات التي ينتمين إليها وعناوين سكانهن، الشيء الذي لم يكن له الأثر السلبي على الضحايا فقط، بل طال أيضا آباءهم وأولياء أمورهم الذين، بلغ أمر العديد منهن إلى اللجوء إلى قيام بمحاولات الانتحار هربا من الفضيحة الأخلاقية وكلام الناس الذي تسبب فيه أصحاب هذه "سكوبات" عبر شبكات التواصل الاجتماعية، رغم ما أترثه هذه الصور والمشاهد، من ردود أفعال متباينة، توزعت بين تنديد فعاليات المجتمع المدني بهذه الخطوات، وبين التشديد على ضرورة احترام و تقديس حرية الآخرين الشخصية.

فضائح "سكوبية"

في الوقت الذي اعتقد فيه البعض أن الصور الفتيات والفيديوهات المخلة بالحياء التي تظهر على صفحات "السكوبات" الفيسبوكية، تم حذف العديد منها من طرف الفرقة الأمنية الخاصة بمكافحة جرائم الانترنيت، عادت بعض هذه الصفحات إلى العمل أكثر من مرة، تحمل أسماء وألقاب مختلفة، وفي تحد للمشاعر والأخلاق العائلات، موزعة بين الرغبة في الانتقام والاقتصاص من الشاب الذي خلق هذا الجو المرعب باستدراجه تلميذات إلى ممارسة الجنس معه، في إحدى الشقق التي يكتريها بالرباط، بتصورهن دون علمهن بذلك ونشرها عبر الشبكة الاجتماعية، وبين الرغبة المتمثلة في الحفاظ على سمعة العائلات خصوصا وأن الأسماء التي تم تداولها في هذه القضية غاية في الشهرة والمعرفة الاجتماعية، وبين من قام بالابتزاز والنصب على فتيات استغل وضعيتهن الاجتماعية والاقتصادية، بزعمه أنه مواطن خليجي ينوي الزواج منهن، أقنعهن باستعراض مفاتنهن وأجسادهن العارية أمام الكاميرا الويب، قبل أن يكشف لهن فيما بعد عن هويته الحقيقية، ويهددهن بالفضيحة ونشر صورهن الخليعة والأشرطة الإباحية لهن على المواقع الاجتماعية كافة في حال رفضهن الانصياع لشروطه، ولم يخف أحد مؤسسي هذه الصفحات، قائلا "لنا الحق في التصدي للفساد الذي ينخر المجتمع، و إزالة القناع عن فتيات يدعين أنهن بنات الناس وفي حقيقتهن لسن سوى باغيات مومسات، يبحثن عن المتعة والجنس والمال.."، مؤكدا في الوقت ذاته أن نشر صور عارية أو جنسية أصبح اليوم الشغل الشاغل لفريقه المكون من 15 فرد، في عدد من المدن المغربية، محيلا على قضية "سكوب مراكش" التي مازالت تداعياتها تهز الرأي العام المراكشي، وخاصة عائلات الضحايا، لكن ذلك لم يستمر طويلا فقد سبق أن أعلنت ما يسمى "قوات الردع المغربية، وهي مجموعة من الشباب الهاكرز المغاربة، إنهم توصلوا في وقت سابق إلى هوية الشخص الذي يقف وراء نشر صور بعض الفتيات المغربيات على صفحات فايسبوكية أطلق عليها اسم "سكوب ماروك" و"سكوب مراكش"، قامت بنشرها على صدر صفحتها الرسمية، معتمدة في الكشف عن المشتبه به وفق المعطيات التي اطلعت عليها "مغرب اليوم"، بعد أن بحثت في معطياته الشخصية في موقع أحدثته، لوضع الفيديوهات والصور الفتيات الجنسية.


واقع اجتماعي..مسؤولية من

يقدم الكثير من أصحاب هذه الصفحات الفيسبوكية، أنفسهم كمدافعين عن أخلاق وقيم المجتمع، في الوقت الذي يتناسوا فيه أن المبررات التي يقدمون على العمل بها، تتنافى تماما مع التركيبة الاجتماعية والاقتصادية المغربية، بما يخلقه ذلك من سلبيات تنعكس على أصحابها.
من هذا المنطلق ترى حكيمة لعلا حفضان، أن ثقافة نشر الصورة عبر شبكة التواصل الاجتماعية لدى المجتمع المغربي، ليس ظاهرة جديدة بالرغم من زحفها الكاسح داخل البنية الهيكلية للمجتمع، معتبرة أنه بالرغم من بعض الحقيقة في هذه المقاربات النقدية، فإن الاستسلام للحديث عن ثقافة الصورة كشرّ مطلق كما يسميه بعضهم، إنما يفوت علينا فرصة الاستفادة بشكل ايجابي قد يكون موجودًا في ثناياها، وواجبنا نحو ثقافتنا المغربية، يحتم علينا أن نجدّ في البحث، حتى لا نخسر فرصة قد تكون متاحة عبر هذا الاجتياح الثقافي.
وتابعت الباحثة الاجتماعية، بأن الحديث عن رغبة في فضح سلوكيات منحرفة يقوم بها بعض الأشخاص لا يعبر عن العقلية المغربية المحافظة في بعض مناطقها، وهو مما شأنه أن يؤدي إلى تفجير تلك القضية، ما تلبت أن تنطفئ كما اشتعلت أولى شرارتها، مؤكدة أن الكثير من تلك الصور تتعرض للفبركة من طرف نشرها وهو من شأنها أن يعرض حياة أصحابها للخطر في حالة نشرها وهو ما نراه في بعض الحالات الاجتماعية لدى بعض العائلات الضحايا، وصل حال الكثير منهم للانتحار، مردفة بأن "هذا ليس دفاعا البتة عن هؤلاء الفتيات اللواتي تظهر صورهن "العارية" على الفايسبوك.
واستطردت المتحدثة، بالقول:" مثلا قد يتم التقاط صورة لفتاة ـ قد تكون محافظة حتى ـ وهي ترقص ببراءة في حفل زفاف أحد أقربائها أو عائلتها، أو أن تذهب مع أحدهم برضاها إلى منزله، وأخذت لها صورة بريئة على حين غفلة، ليتم بثها بعد ذلك في الفايسبوك أو اليوتوب أو التوتير، ليعتقد كثيرون أن الفتاة غير سوية الأخلاق، مضيفة أن الكثير من الفتيات تتعرض للاغتصاب بغير رضاها، ولا تقدر على قول شيء، وإن تكلمت واتهمت ذاك الشخص، فالمجتمع هنا لا يرحمها، بقوله "هي لي درتها بيدها".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -وول ستريت جورنال-: حظر تطبيق -تيك توك- يمكن أن يضر بمصلحة ا


.. شركة “أوبن إيه آي” تعلن عن تحديث جديد من“تشات جي بي تي”| #غر




.. حزب الله: نفذنا 7 هجمات ضد أهداف إسرائيلية قبالة الحدود الجن


.. كلية بريطانية تتخذ موقفا من حرب إسرائيل على غزة.. هل تؤتي ال




.. السيناتور فان هولين: فشل الإدارة الأمريكية في اتهام إسرائيل