الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الى الدكتورعزمي بشارة : رسالة عتاب شخصية.

بيرم ناجي

2013 / 1 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


نشر الدكتور عزمي بشارة اليوم على موقعه في فايسبوك رابطا من التلفزيون السوري – ثم حذفه- يتحدث فيه أحمق موال للنظام هنالك – مثل ما فعل القذافي- عن خطر الاسلاميين على اسرائيل ان وصلوا الى السلطة في سوريا.و حاول الدكتور بذلك التلميح الى ان الاسلاميين هم بالتالي أكثر وطنية و عروبة من بشار الأسد و البعثيين السوريين بدليل ان البعثيين أنفسهم يعترفون ان الاسلاميين سيتوجهون بعد دمشق الى تل أبيب.
هذا هو الرابط الذي نشره الدكتور ثم حذفه من حائطه بسبب التعليقات التي تتالت و من بينها تعليقاتي :
http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=S8HmxJ2yTbs

كنت علقت على الرابط - بسرعة فايسبوكية- كما يلي:
نعم دكتور هذا كلام صحيح و لكن يراد به باطل.
ما رأيك في القول ان الغرب قد يفضل بشار على الاسلاميين فقط اذا شعر ان القسم الذي يسيطر ضمنهم ليس هو "الاسلام القطري" بل آخر "القاعدة" مثلا؟
و ما رأيك في انه سيطيح ببشار اذا ضمن ان اسلاميي قطر هم المسيطرون و بامكانهم كبح لجام البقية؟
و ما رأيك في ما يبدو من مساندة اسلاميي تونس "المعتدلين" للتدخل في مالي ضد "القاعدة" كما يبين الرابط اللاحق؟
و لو تبين انه خاطئ فهذا لن يمنعنا من القول: لو لم تكن فرنسا هي المتدخل في مالي و كانت أمريكا بدلا منها لصمت صديقاك الغنوشي و المرزوقي ، ربما.
ماقاله التلفزيون السوري يدل على رداءة البعث و لكن لا يدل على ان الاسلاميين أفضل منه وأكثر منه وطنية.
مع الأسف سوريا بين خيارين أحلاهما مر . هذا ما تعلمته شخصيا من فكر برهان غليون – وليس من مواقفه السياسية- و من عروبتكم الديمقراطية و ليس ....من "تلميحاتكم التحليلية" ...
و ---" بقية حياء شرقي" و--- تسبيق حسن النية --- يجعلا نني " اصمت".

http://astrolabetv.com/%D8%AA%D9%88%D9%86%D8%B3-%D8%AA%D8%AF%D8%B9%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AF%D8%AE%D9%91%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B3%D9%83%D8%B1%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%B4%D9%85%D8%A7%D9%84-%D9%85%D8%A7%D9%84%D9%8A

كم اتمنى لو ان عزمي بشارة - و برهان غليون- ينتبهان للورطة التي وضعا نفسيهما فيها...من كل قلبي.



حذف الرابط اذن ...وهذا جيد لأن ذلك سوف يسمح لي ، بصعوبة، الى "تسبيق حسن النية" الذي كنت أعلنته.
يا دكتور عزمي:
لقد ظللت أنت – و برهان غليون- لسنوات طوال مثالين للآلاف ، وربما الملايين، من العرب الذين وجدوا فيكما نموذجين للمثقف الذكي و الفصيح و المستقل الحر، وأنا كنت من هؤلاء، و لكن عندما بدأت "الثورة السورية" خاصة ، بدأ الشك يدب فينا حولكما.
ليس هنالك شك في ان النظام السوري –و قبله العراقي و الليبي- هو نظام رديء ورث عقلية و مسلكية نظام الحزب الواحد الانقلابية المخابراتية العسكرية سياسيا. و ليس هنالك شك في انه ناور أحيانا كثيرة بالمسائل الوطنية السورية واللبنانية والفلسطينية و القومية العربية و غيرها و كان لا بد على الشعب السوري من ان يقول له لا في يوم ما.
لكن لحظات معينة في التاريخ تكون خاصة ودقيقة جدا تجعل المسائل معقدة نظريا و سياسيا و تتطلب موقفا خاصا "استثنائيا".
عندما يثور الشعب السوري العظيم لا بد من مساندته. و لكن عندما تنصب قطعان المتطرفين الدينيين – أو الملاحدة أو العلمانيين المتطرفين ان حصل- الممولين و المجهزين من قبل من يعد لسوريا من المشاريع ما هو أخطر مما تعانيه على يد البعثيين فلا بد من التوقف.
ان الدكتور عزمي بشارة، العروبي الديمقراطي، أدرى مني بأن العروبة المستبدة كانت كارثية على العراق و ليبيا و سوريا .و لكنه يعرف أكثر مني أن" الاسلامية الديمقراطية" المسخ الموالية لأعداء العروبة في الخارج الاستعماري- الصهيوني... و الداخل العربي الملكي- العشائري، أكثر كارثية.
أحيانا كثيرة يطرح التاريخ غلى المفكرين و السياسيين ضرورة التعامل مع ما لا يريدونه بحكم موازين القوى. في هذه الحالة يكون أسلم موقف هو البحث عن أقل الأضرار تقريبا.
بين نظام وطني عروبي بيروقراطي عسكري رديء و نظام بيدق اسلاموي "ديمقراطي" أردأ منه أختار ، مؤقتا، و- مجبرا أخاك لا بطل- نظام "المستنير الوطني المستبد" الذي يحافظ - برداءة- على استقلال و وحدة سوريا الوطنية النسبية على "الظلامي البيدق الشوروقراطي" الذي يحقق برداءة أفظع تحولها الى بيدق للخارج باسم الديمقراطية و يشتتها طائفيا و مذهبيا بحجة النضال ضد العلمانية الرديئة.
ان "خطيئة" بعض المثقفين العرب تمثلت في سحب ذهنية الحراك الشعبي الوطني و الديمقراطي العربي ،الذي بدأ في تونس و مصر شعبيا و شرعيا، قبل الانقلاب عليه عسكريا و من ثمة تزيينه ديمقراطيا "داخليا " بتدخل أجنبي " ديمقراطي" ، لتوجيهه على سكة تدمير الاستقلال –الرديء- في ليبيا و سوريا ( وقبله محاولة احداث ربيع ايراني) عبر الحرب الأهلية و لكن لعرقلته، في المقابل، في المغرب واليمن و البحرين و الأردن و العراق و الضفة الغربية.
ان الطريق لا تزال طويلة و مريرة. و ان مخططات جديدة تحبك ضد الجزائر المستقلة و الموحدة ،على رداءة نظامها شبه العسكري – شبه المافيوي تقريبا. و الحبل على الجرار.
يا دكتور عزمي بشارة الوسيم الذكي الفصيح
أسبق مبدأ حسن النية و أرجوك.
عد الينا فنحن نحتاجك مفكرا عروبيا ديمقراطيا.
لا تفسد كل ما بنيته من ثقة معنا و اترك الاختلاف النظري وحده يفصلك عن اخوتك و أصدقائك و محبيك.
لا تجعل الدم العربي هو ما يفصلنا عنك.
انها "رسالة عتاب" لا غير. و انه "عتاب المحبين" الذي يحاول تجنب " ظلم ذوي القربى" الذي نشعر أنك ترتكبه في حقنا.
يا دكتور عزمي:

اترك قطر و اذهب الى القاهرة و زر قبر جمال عبد الناصر ثم اذهب الى بيروت وزر قبور شهداء صبرا و شاتيلا و أنطون سعادة وغسان كنفاني و كمال جنبلاط و و جورج حاوي ...و ابق هنالك و اكتب بعيدا عن رائحة النفط و رائحة شواء لحم العراقيين و اليمنيين و السوريين و الليبيين ودماء البحرينيين و غيرهم. أرجوك فأنت طاقة فكرية عربية لا مثيل لها نريد أن نفخر بها. فلا تجعلنا نلعن اليوم الذي ولدنا فيه عربا.

لا تسقنا كأس الحياة بذلة... بل فاسقنا بالعز كأس الحنظل.

احترامي--- المر --- بل الأكثر مرارة من الحنظل.
"ان كنت أسأت في هواكم أدبي ...فالعصمة لا تكون الا لنبي".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الى الصديق صلاح
بيرم ناجي ( 2013 / 1 / 18 - 22:25 )
أرجو أن يكون كلامك صحيحا و أن أكون على خطأ . فعزمي بشارة و برهان غليون مفكران كبيران. و خسارتهما ، مثل ربحهما، حدث تاريخي .و أتمنى الآ يكون النفط قد أفسد ما ما بناه الدهر و انتهى الأمر. وعسى ألا يفيد التمني المستحيل هذه المرة. قبلاتي .

اخر الافلام

.. الإمارات وروسيا.. تجارة في غفلة من الغرب؟ | المسائية


.. جندي إسرائيلي سابق: نتعمد قتل الأطفال وجيشنا يستهتر بحياة ال




.. قراءة عسكرية.. كتائب القسام توثق إطلاق صواريخ من جنوب لبنان


.. عضو الكونغرس الأمريكي جمال باومان يدين اعتداءات الشرطة على ا




.. أزمة دبلوماسية متصاعدة بين برلين وموسكو بسبب مجموعة هاكرز رو