الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل نتشابه مع الثورات «الملونة» المتعثرة؟

نادين عبدالله

2013 / 1 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


المتابع لعملية التحول الديمقراطى فى دول أوروبا الشرقية يعرف أنها شهدت موجتين رئيسيتين فى هذا الصدد، واحدة ناجحة وهى الموجة الأولى، وأخرى متعثرة، وهى الموجة الثانية. فقد بدأت الموجة الأولى فى نهاية الثمانينيات فى بولندا ثم انتقلت إلى تشيكوسلوفاكيا والمجر، أما الموجة الثانية فقد بدأت مع الألفية الثانية فى صربيا، وأوكرانيا، وجورجيا، وعرفت باسم موجة الثورات «الملونة». والحقيقة هى أن الحالة السياسية المصرية المتعثرة بعد ثورة 25 يناير تتشابه بقدر كبير مع حالة دول «الثورات الملونة» التى عرفت انتقالا لا يزال متعثرا نحو الديمقراطية فى أحيان بل ارتداد نحو السلطوية فى أخرى. ويظهر هذا التشابه بصورة واضحة، على الأقل، على صعيدين:

أما الصعيد الأول فيتعلق بقدرة السلطة التنفيذية على إجراء إصلاحات مؤسسية جذرية تحقق الكفاءة الإدارية وتغير من القواعد القديمة الحاكمة للعمل. وهو الأمر الذى نجحت فيه بصورة واضحة دول الموجة الأولى للتحول الديمقراطى فى أوروبا الشرقية، ولم تنجح فيه مصر قط سواء تحت سلطة المجلس العسكرى سابقا أو تحت حكم الرئيس المنتخب حاليا. وتتشابه هذه الوضعية مع دول مثل صربيا أوكرانيا مثلا. فقد تم اغتيال رئيس الوزراء الصربى الجديد على يد قوات المؤسسة الأمنية العصية عن الهيكلة والإصلاح، بعد استبعادهم منها. أما فى أوكرانيا، فقد شهدنا توجه العملية السياسية برمتها إلى السلطوية بعد فوز مرشح النظام القديم فى أول انتخابات حرة ونزيهة عقدت فى 2010 فى أعقاب الثورة البرتقالية المندلعة فى 2004.

أما الصعيد الثانى فيخص صناعة التنظيم والمشروع البديل. فقد اكتفى مناصرو الثورة المصرية فى أوقات عديدة بالاحتجاج على القديم وغفلوا عن تقديم ما هو جديد. والحقيقة هى أن إحدى النقاط المفصلية فى نجاح أى تجربة للتحول نحو الديمقراطية تتعلق بالقدرة على تقديم البديل الفكرى والتنظيمى القادر على نقل البلاد بأمان نحوها. هل كان يمكن أن نتخيل أن تصمد بولندا فى التحول نحو نظام جديد بالكلية بلا وجود «حركة تضامن»؟.

فقد ضمت شتى أطياف المجتمع من نقابات عمالية وطلابية بجانب الإنتلجنسيا الفكرية، فوصل عددها إلى 10 ملايين نسمة فى 1989. يتشابه الوضع فى مصر فى كثير من وجوهه مع الحالة الأوكرانية حيث ظلت «الثورة البرتقالية» مرتكزة على قواعد اجتماعية من جيل الشباب خاصة من الحركة الطلابية «بورا»، بالإضافة إلى صغار رجال الأعمال من الطبقة المتوسطة. والمشكلة هى أنها لم تنجح- بعكس حركة تضامن فى بولندا- فى تقديم بديل ذى قواعد اجتماعية منتشرة أفقيا وقادرة على خلق حالة مجتمعية شاملة مؤمنة «بمشروع التغيير».

نعم، آن الأوان لنا فى مصر أن نتعلم من التجارب المتعثرة، فيكفى ما نقلناه منها بمعرفة أو بجهل. بكل تأكيد، ليس من المطلوب أن نشرب كأساً مرة وفاشلة حتى النهاية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سيدتي الفاضله
جان نصار ( 2013 / 1 / 18 - 18:21 )
لا ارى تشابه بين بولندا وتشيكسلوفاكيا والمجر وحتى اوكرينا وما يسمى بثورات الربيع العربي .لان تلك الدول طالبت الانتقال من نظام اشتراكي الى نظام رأسمالي فيه مجال اوسع للحريات الشخصيه.وهذه الدول كانت تتمتع بالضمان الصحي المجاني للجميع والتعليم مجتماعات خاليه من البطاله والفقر والاميه ذات مستوىمعيشي جبد بعكس مصر وتونس نسبه كبيره من الاميه والفقر والبطاله والجهل والتخلف والفساد وقمع الحريات واهم شئ العنصر الديني المقحم بشكل سافر في المشهد السياسي العربي.اعتبر ان المقارنه ظالمه. تحياتي وتقديري لك


2 - لا
جهاد علاونه ( 2013 / 1 / 18 - 18:38 )
ولا لينا مثيل

اخر الافلام

.. إعلام: شبان مغاربة محتجزون لدى ميليشيا مسلحة في تايلاند تستغ


.. مفاوضات التهدئة.. أجواء إيجابية ومخاوف من انعطافة إسرائيل أو




.. يديعوت أحرنوت: إجماع من قادة الأجهزة على فقد إسرائيل ميزتين


.. صحيفة يديعوت أحرنوت: الجيش الإسرائيلي يستدعي مروحيات إلى موق




.. حرب غزة.. ماذا يحدث عند معبر كرم أبو سالم؟