الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوريا الثورة : (1):أولويات المرحلة

رياض خليل

2013 / 1 / 18
الثورات والانتفاضات الجماهيرية



سوريا الثورة : (1)
أولويات المرحلة الثورية
والمهمة المحورية الملحة
بقلم : رياض خليل

المهمة المحورية :
إسقاط السلطة الديكتاتورية تزامنا مع بناء السلطة الديمقراطية ، هو المهمة المحورية العاجلة والملحة تمهيدا لإسقاط النظام الشامل بكل رموزه ومرتكزاته وتجلياته المادية والمعنوية ، وعلى الأخص صيغه ووظائفه السياسية والتنظيمية ، بالتزامن مع استكمال السلطة الثورية الديمقراطية ، وتحويلها من مشروع سلطة بديلة قيد البناء ، إلى سلطة فعلية بديلة ، ناجزة البناء ، منتصرة ومسيطرة وسائدة ومعترف بها واقعيا وقانونا ، وطنيا ودوليا .
ترتيب الأولويات :
هذا يتطلب ترتيب الأولويات الثورية لتحقيق المهمة العاجلة والرئيسية ، وهي إسقاط السلطة الديكتاتورية . ومن أهمها : وحدة العمل الثوري ، في الداخل والخارج ، ومابين المدني / السياسي ، والعسكري الميداني . ويتطلب هذا اتفاق القوى الثورية على برنامج العمل والخطة المشتركة من حيث تنظيم العمل العام والخاص ، وكيفية قيادة وإدارة المعركة من النواحي التنظيمية ، وعلى المستويات كافة ، العسكرية الميدانية ، والمدنية ، والسياسية : الوطنية والدولية . واستبعاد كل مايفرق ويشتت الجهد الثوري ويعرقله ويضعفه ، ويؤخر تحقيق المهمة الرئيسية للثورة ، وهي إسقاط السلطة الديكتاتورية الأسدية أولا ، لأنها العقبة الرئيسية أمام تحقيق أهداف الثورة ، ومن أبرزها : بسط سلطتها كاملة على الأرض السورية ، وبالتالي انتزاع الاعتراف بسلطتها كسلطة واقعية وحيدة ، وأمر واقع قوي لايمكن النيل منه ، ولاتجاهله من قبل أحد ، وخصوصا من ناحية المجتمع الدولي والإقليمي .
إذن.. من أهم واجبات الثورة والثوار وقوى المعارضة في المرحلة الراهنة ، تركيز الجهد الثوري على انتزاع السلطة من أيدي القوى الاجتماعية الممسكة بها حاليا ، وخصوصا القوى العسكرية والأمنية التي تحمي تلك السلطة بقوة السلاح والعنف .
العسكرة خيار مفروض :
ولا سبيل .. ولاخيار أمام قوى الثورة والمعارضة بشقيها العسكري والسياسي .. سوى مجابهة العنف بالعنف ، والسلاح بالسلاح ، وخوض الحرب الدفاعية الشاملة ضد النظام الديكتاتوري ماديا ومعنويا ، وطنيا ودوليا . ولتحقيق النصر السريع ..لابد من حشد القوى ، والتوحد في الرؤية والتوجه والتركيز على الأهداف ، وترتيب تلك الأهداف ، وتمييز الرئسي من الفرعي والثانوي ، وتحديد الهدف المشترك والأهم ، وهو إسقاط السلطة الديكتاتورية في كل مكان من سوريا ، وخاصة في العاصمة دمشق
من إسقاط السلطة إلى إسقاط النظام :
وإن إسقاط السلطة في عموم سورية ، وخاصة في العاصمة دمشق له الأولوية ، وهو الانعطاف الثوري الحاسم ، والمدخل الوحيد لإسقاط كامل النطام الديكتاتوري ، بكل رموزه ومرتكزاته وقياداته ، وسائر القوى والفئات والشرائح القيادية التي تتولى إدارة الصراع والمعركة والحرب للدفاع عن النظام وسلطته الديكتاتورية ، ومساعيها الشرسة للقضاء على إرادة التغيير ، والقوى الثورية المدافعة عن حقوقها في التغيير والتحول السياسي من الديكتاتورية إلى الديمقراطية ، بكل الوسائل المتاحة ، والمشروعة .
المشروع العسكري في خدمة المشروع السياسي :
وعلى القوى الثورية أن تصب كامل الجهد على تحقيق الهدف الرئيسي أولا :(إسقاط السلطة الديكتاتورية ) ، والاتفاق على الهدف الذي قامت الثورة من أجله ، وهو الحرية والكرامة والعدالة ، وعلى نبذ أي مشروع لايتضمن تلك الطموحات .. بل الحقوق الأساسية للمواطن السوري ، وكل مشروع برنامج سياسي انتقالي لايتضمن تلك الحقيقة ، ولاينص عليها ، ولايعمل من أجل تحقيقها ، هو مشروع فاشل ، ومرفوض من قبل معظم السوريين الذين لم ينتفضوا من أجل الانتقال من ديكتاتورية إلى نوع آخر من الديكتاتورية والنظام الشمولي الذي عانوا منه ماعانوا حتى الآن . وخلاصة القول : إن المشروع العسكري يجب أن ينضوي تحت المشروع السياسي ، ويكون في خدمته في سياق وفي مستقبل الثورة .
الاعتراف بالديمقراطية حلا وهدفا شاملا :
وعلى الجميع الاعتراف بالديمقراطية هدفا وحلا ومجالا مشتركا لسائر القوى الثورية ، وبأن الديمقراطية هي البيئة الحاضنة للحريات والحقوق كافة ومن أي نوع . وهي الكافلة والضامنة لها من أي انتهاكات وتعديات . وعلى كل القوى المحافطة أن تطمئن من أن الديمقراطية وحدها هي التي تحافظ على حرياتهم وحقوقهم الفردية والجماعية ، وهي القادرة على تمكينهم من ممارستها ، وتفعيلها في حياتنا اليومية الاجتماعية ، وهي النظام الأمثل لتأمين السلم الأهلي والاجتماعي بين مكونات المجتمع السوري كافة . ولهذه الأسباب .. أرى أن الاتفاق الثوري على الديمقراطية كحل وطريق وحيد هو خطوة في الاتجاه الصحيح ، ولاخلاف عليها كهدف استراتيجي شامل لكل السوريين . وفي هذا الإطار النظري والعملي يجب تفعيل العمل الثوري ، بشقيه : المدني والعسكري ، الاجتماعي والسياسي .
الديمقراطية هي الهدف والبديل ، في مراحل الثورة كلها ، ومنها المرحلة الانتقالية التي بدأت ، وسوف تستمر قبل وبعد إسقاط السلطة والنظام الديكتاتوري في سوريا ، وإلى الأبد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لابأس
محمد ماجد ديُوب ( 2013 / 1 / 18 - 09:37 )
لابأس أن يتكلم من هو محسوب على الأدباء في السياسة لكنها لعمري مشكلة كبرى أن يتكلم في السياسة وكأنه يتكلم في عالم الأدب بعد كل الذي جرى ومازال يجري في سورية هناك من يتوهم أن ما يجري هو ثورة غافلاً أو متغافلاً عن كل ما يحدث في العالم حول الموضوع السوري وكأن القاعة وجبهة النصرة وماما فرنسا وأمريكا هم طلاب حرية وكأن كل المعارضة التي تتحدث مع النظام هي ليست من الشعب السوري حتى يتم الحديث عن المسلحين في شوارع سوريا وكأنهم هم من يمسك بلجام الثورة ويتوجهون بها لأن تكون كومونة باريس أخرى
أفق ياصديقي وأنا أعلم بعد حواري المباشر وجهاً لوجه معك أن ما في نفسك هو أقوى مما يتقبله عقلك مهما كان منطقياً
ليس كل من كان أحد أركان النظام في الماضي أو من المستفيدين إلى درجة قوية نستطيع قبوله على الإطلاق ثائراً أو شبه ثائر كفى لعباً بعقول الناس فالكل مكشوفُُعلى الكل
لوكنتم ثواراً كما تدعون لما كنتم مصرين على رفض الآخر لمجرد خلاف معه بالرؤيا أليس هذا مافعلتموه ومازلتم تفعلونه
الذي بدأ مع إنتهاء مصالحكم مع النظام التي كانت يوم كان الآخرون الذين ترفضونهم تحت المراقبة المستمرة من قبل مخابراته تحياتي

اخر الافلام

.. سوناك ينشر فيديو عبر حسابه على -إكس- يسخر فيه من سياسة حزب ا


.. هل يهمين اليمين المتطرف على البرلمان الأوروبي؟ وماذا يغير؟




.. غزة: آلاف الإسرائيليين يطالبون بالموافقة على مقترح الهدنة وا


.. ??مجلس النواب الفرنسي يعلق عضوية نائب يساري لرفعه العلم الفل




.. الشرطة الإسرائيلية تفرق المتظاهرين بالقوة في تل أبيب