الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شذرات وطنية مشرقة من ذكرى وثبة كانون الثاني عام 1948

نبيل عبد الأمير الربيعي
كاتب. وباحث

(Nabeel Abd Al- Ameer Alrubaiy)

2013 / 1 / 18
مواضيع وابحاث سياسية



في بداية كل عام تتذكر القوى الوطنية التقدمية ذكرى وثبة كانون عام 1948 وشهدائها ,تلك الوثبة التي انتفض فيها الطلبة وجميع القوى الوطنية التقدمية في تحدي النظام برفضها توقيع معاهدة بورتسموث الجائرة, بتظاهرات طلابية متمثلة بطلاب الجامعات والمعاهد و مدارس الثانوية يوم 6/1/ 1948 ,خرج الطلاب منطلقين من كلية الحقوق هاتفين بسقوط المعاهدة وبحياة فلسطين وضرب المتظاهرون الشرطة بالحجارة وقد جرح (22) شرطيا بضمنهم مفوض ومعاون شرطة, مما تمكنت قوى الأمن من اعتقال بعض الطلبة المتظاهرين.
ودعما لهذه المظاهرة توجه طلاب المعاهد العالية المضربون عن الدراسة في مظاهرة احتجاج إلى البرلمان يستغيثون معبرين عن سخطهم في أوامر الاعتقالات في صفوف الطلبة ,الأمر الذي اضطر فيه عدد من الأعيان ومحترفي السياسة إلى مقابلة (بابان) والتحدث إليه في أمر إطلاق سراح الموقوفين من الطلبة فأمر حاكم التحقيق إطلاق سراحهم بكفالة ووافق مجلس الوزراء على إعادة الدراسة في كلية الحقوق.
إزاء هذا الغليان السياسي الشعبي بلورت الأحزاب السياسية الوطنية موقفا وطنيا موحدا وقطع عمال المطابع إجازتهم يوم الجمعة وظلت الصحف مستمرة في الصدور كل أيام الأسبوع الأمر الذي أتاح للمحافل السياسية أن تدرس المعاهدة دراسة مستفيضة وجدية لتتخذ إزاءها ما يحفظ كرامة الوطن.
كانت وثبة كانون انتفاضة العراق بكل قومياته وطوائفه وقواه , وفي جميع مدنه , كانت أول صرخة في وجه عملاء الاستعمار , الهدف منها إلغاء توقيع معاهدة بورتسموث البريطانية الجائرة,فقد أعلنت القوى الوطنية الإضراب العام على معاهدة بورتسموث , و كان المقرر لقاء صالح جبر رئيس الوزراء مع رئيس خارجية بريطانيا (بيفن) في ميناء بورتسموث المطل على بحر المانش لاستبدال معاهدة 1936 بمعاهدة أخرى تلائم الوضع الدولي وتفيّ بأحكام جائرة ومسيطرة من قبل الاستعمار البريطاني وتقوية نفوذه , و في يوم 27/ك2/1948 سرعان ما غصت شوارع بغداد وساحاتها ومدن العراق بمظاهرات جماهيرية صاخبة ارتفع مستوى مواجهتها ضد السلطة الحاكمة , كان الدور الكبير لطلبة الكليات والمعاهد في العاصمة بغداد(الكلية الطبية وكلية الهندسة وكلية الحقوق وثانوية بغداد وطلبة المدارس الثانوية) , والإضرابات العمالية الاحتجاجية ,مما أدى إلى مواجهه بين المتظاهرين وأجهزة الشرطة ,و أهم المواجهات هي (معركة الجسر),لكن في الساعة التاسعة صباحاً بدأت الجماهير الشعبية في مناطق الاعظمية و الكاظمية وفي جانبي الكرخ والرصافة تتجمع في الساحات العامة ,ثم انطلقت في مسيرتها للالتقاء مع بعضها لكن قوات الشرطة قد استعدت لمنع التظاهرات عند مدخل الجسر .
فقد حصد رصاص أجهزة النظام أرواح المتظاهرين على جسر الشهداء , فسقط على أثرها العشرات من المتظاهرين بين شهيد وجريح, وتناثرت جثث الضحايا فوق الجسر , ومنهم (جعفر الجواهري وقيس الآلوسي وشمران علوان) وغيرهم , كان الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري يقضي العطلة الربيعية خارج العراق , والشهيد جعفر الجواهري كان يدرس الحقوق في سوريا , وعند اطلاعي على ملف الشهيد جعفر الجواهري في سجل المعلمين بمساعدة الأستاذ غالب إبراهيم مدير مركز موسوعة ذاكرة الديوانية كان يشير السجل "إن أول تعيين لهً كان بدرجة معلم في مدينة الديوانية و تولد عام 1914 في مدينة النجف وتأريخ أول تعيين 23-1-1937كما تشير الوثيقة انه عمل بأمور المخزن في معارف منطقة الديوانية بتاريخ 1/2/1940 ويتقاضى راباً قدرهً (6) دينار,ثم نقلت خدماته إلى منطقة بغداد بموجب الأمر الإداري المرقم (70/1/51859)في 11-1-1946, كما تشير الوثيقة إلى إصابته بجراح في صدره في بغداد أثناء تظاهرات صالح جبر وقد توفي يوم الخميس5/2/1948 بعد سبعة أيام من إصابته".
بعد أن أصابت الشرطة العدد الكبير من المتظاهرين , تقدمت مظاهرتان من جهة الاعظمية ومن جوار وزارة الدفاع في باب المعظم لتطويق قوات الشرطة التي حاولت الانسحاب إلى شارع الكفاح (غازي سابقا) , لاحقتها جموع المتظاهرين مشعلة النيران بسياراتها ومصفحاتها , واستولت على مركز شرطة (العبخانة) وتوجهت إلى ساحة الرصافي (الأمين سابقا) في طريقها للالتحام بجماهير الكرخ المنتفضة عبر جسر الشهداء(المأمون سابقاً) ,بهذا الإصرار من المتظاهرين والجموع الغاضبة الذين يمثلون مجموع القوى الوطنية من ( حزب الاستقلال والحزب الوطني الديمقراطي وحزب الأحرار وحزب الشعب والحزب الشيوعي العراقي) تمكنت من إلغاء توقيع المعاهدة ,حيث بادر الوصي عبد الإله على إذاعة بيان إلغاء معاهدة بورتسموث وإعفاء الحكومة وتكليف السيد محمد الصدر بتشكيل حكومة جديدة , عادَ صالح جبر خائباً مخذولاً متسللاً خلسة تحتَ جنح الظلام إلى بغداد , متنقلاً من المطار إلى بيته بمصفحة بريطانية معتبراً فشله مؤامرة بتدبير نوري السعيد , لاغياً دور الجماهير بإلغاء المعاهدة وإسقاط وزارته.ناسياً دور الجماهير والطلبة ودور المرأة العراقية في إلغاء المعاهدة وإسقاط الحكومة , وتذكر الرابطية مبجل بابان "ساهمت المرأة العراقية بدور فاعل ومميز في وثبة يناير عام 1948 لإسقاط معاهدة بورتسموث ولا تنسى (عدوية الفلكي) حينما تقدمت المتظاهرين، حاملة علم العراق، وقد تعرضت النساء للاعتقال "

مسيرة التشييع من بغداد إلى النجف الأشرف:

في يوم 28/شباط/1948 "انطلقت الجماهير الغاضبة من ساحة باب المعظم تحمل جثامين الشهداء "مع لافتات الاحتجاج الوطني , رفع المتظاهرون ملابس بعض الشهداء الأربعة المضرجة بالدماء " (1) وسارت في شارع الرشيد حتى وصلت قرب جسر الشهداء (المأمون سابقا) , تمَ دفن إحدى جثامين الشهداء في مقبرة الكرخ واستمرت بقية الجثامين في شارع الرشيد حتى وصلت جسر الملك فيصل و" كانت الحركة الجماهيرية تتصاعد بقيادة اليسار الذي كان يضم الشيوعيين والشعبيين ويساريي الوطني الديمقراطي(كامل قزانجي) والديمقراطي الكردستاني وعناصر أخرى, وحققت الحركة الإضرابات العمالية المطلبية عدداً من النجاحات", فأرتجل الشاعر الجواهري قصيدته الرائعة (أخي جعفر) وتأتي بملحمة شعرية رائعة لتخلد الحدث الجَلَلَ, وقد ألقاها الشاعر الجواهري في الحفل الكبير الذي أقيمَ في جامع الحيدر خانة في بغداد لمناسبة مرور سبعة أيام لاستشهاد أخيه (جعفر الجواهري) واخوانه من الشهداء في معركة الجسر الباسلة يوم 27 كانون الثاني 1948 , ثورة على معاهدة بورتسموث الاستعمارية , وقد خاطبَ الجواهري بها أخاه جعفر بهذه الكلمات الخاشعة والدامعة :
"- أحب أن أخبرك يا (جعفر) بأشياء ... وأشياء... هي (التأريخ) كمله ! وهي (البشرية) كلها !! وهي (الحياة) بنقائضها سأصبها قريباً بكل صراحة ممزقة ! تليق بأخيك.....
- سأصبها يا أخي (جعفر) على مسمعكَ , بكتاب مصبوغ بدمك ... ملتهماً بما في قلبي من شرر يقدحهً هذا (اليوم) على مرّ الدهور , وكرّ الأزمان....", وفي صباح اليوم الثالث من الفاتحة يقول الجواهري" تركت مجلس الفاتحة بخلاف ما ينبغي ودخلتً البيت الأسود والكئيب الحزين, واقتحمت ً أصغر الغرف وأشدها قتامه وأغلقتً عليّ الباب وبدأت الحَداء بصراخ لم أمارسهً من قبل , صراخ الشاعر الذي لا يستطيع أن ينسى طيف شهيدة , ولم يوَدٍع أعزُ منهُ , صراخ من يحمل مسؤوليته ومسؤولية اندفاعه الثوري لأخًطّ ما تنزّل عليّ من إلهام شعري .

أتعلم أنت أم لا تعلمُ ... بأنً جراحَ الضحايا فـــــــــمُ
فمً ليس كالمدعي قولهُ...وليسَ كآخرَ يسترحِــــــــــــمُ
يصيحُ على المدقعينَ الجياع... أريقوا دماءكُمُ تُطعَموا
ويهتِفُ بالنَفل المهطعين... أهِنوا لِئامكُ تُكرَمــــــــــوا
أتعلَمُ أنً رقابَ الطُغاةِ...أثقلَها الغُنْمُ والمأثــــــــــــــــمُ
أتعلمُ أنً جِراحَ الشهيد... تَضَلُ عن الثأرِ تستفهِــــــــمٌ
تمصُ دماً ثم تبغي دماً...وتبقى تُلِحُ وتستطعِـــــــــــــمُ
هذه القصيدة التحريضية المثيرة لدلالات مهمة تكشف عن مدى رفض العراقيين للذل والعبودية وعن معانات الشعب العراقي من صعاب ,وما تعرضَ لهً من أخطار أثناء تلك الانتفاضة الجماهيرية التي هزت مشاعر الجماهير,كان الجواهري يخاطب الجمهور بهذه اللهجة القاسية والنابعة من فقدان عزيز عليه ذلك هو الأخ والحنوّ الذي لا يدرك , ثمَ عبر الموكب إلى الكرخ باتجاه محطة السكك الحديدية غرب بغداد وفي ساحة المتحف ألقى صديق شنشل كلمة بهذه المناسبة ثم عاد المشيعون إلى ساحة السويدي ثم مدرسة الكرخ حيث تفرق المتظاهرون.
يخاطب أخيه بكلمات أكثر ثورية ولكن يعود لإرواء أيام الربيع وجراحه ودماء الشهداء النور الساطع التي ترتفع نحو السماء :

أخي جعفراً يا ُرواءَ الربيع...إلى عَفِنٍ باردٍ يُســــــــــــــلَمُ
ويا قيساً من لهيب الحيـــاة...خَبا حينَ شبَ له مضْـــــــرَمُ
لثَمتُ جراحكَ في فتحــــتٍ...هي المصَحفَ الطهرُ إذا يلثمُ
أخي جعفراَ إنً رجعَ السنين... بَعدكَ عندي صَدىَ مُبــــهَمُ
أسالتْ ثراك دموعُ الشـباب... ونوًرَ منك الضريحَ الـــــدمُ

هذه القصيدة يعتبرها الأدباء والمؤرخين وثيقة لتأريخ حقبة من النضال , نضال الشعب العراقي ناطقة باسم الجماهير ورمزاً لنضالهم , فقد انحاز الشاعر إلى الفقراء والكادحين من ضحايا الظلم والاضطهاد وهو ينذر الظالمين بقصيدته(أتعلمً) ويبارك الشهداء يتقدمهم أخوه جعفر في موكب ملائكي أزلي , ولكن الشاعر الجواهري لا ينسى أبناء الشعب من المتقاعسين والمترددين ليدين تقاعسهم كي ينهضوا ويشاركوا أخوانهم في الثورة.
كانت مسيرة التشييع لجثمان الشهيد (جعفر الجواهري )صباح يوم 5/2/ 1948 , يقول المحامي جواد الظاهر في كتابه (الفلاحات) :" وقد كانت وفود المواكب من النجف وكربلاء والكوفة ضمن مواكب بغداد واتجهت المواكب المشيعة وهي تحمل الجثمان إلى ساحة المتحف في جانب الكرخ ... ألقت الجماهير المشيعة نظرتها الأخيرة على الجثمان ثم تفرق الجماهير بعدها" , ثم نقلَ الجثمان إلى النجف بموكب كبير من السيارات لكن التظاهرات استمرت عدة أيام .
بعد أيام من الوثبة وبعد إلغاء توقيع معاهدة بورتسموث " خلقت فترة من المد السياسي والحريات السياسية النسبية , التي إن أعلنت الحرب ضد إسرائيل في آيار 1948 وأعلنت الأحكام العرفية بهذه الحجة, واستغلت الحكومة الأحكام العرفية كما هو معلوم أفضع استغلال لضرب الحركة الثورية والحركة الشيوعية خصوصاً , وكان من نتائجها إعادة محاكمة فهد وزكي بسيم وحسين الشبيبي من السجن ويهودا صديق من خارج السجن وإعدامهم في 14-15 شباط عام 1949 وفي نفس الفترة نقل عدد من السجناء من سجن الكوت إلى نقرة السلمان فنشأ سجن سياسي جديد هو سجن نقرة السلمان " .

تأسيس الالتحاد العام لطلبة العراق:

كانت الجذوًة المستعِرَة في نفوس وضمائر أبناء الشعب بسبب ما حصل أثناء تظاهرات الجماهير في الوثبة, و الحكومة كانت خائفة وفي حالة إنذار ,راغبة أن يستتب الأمن ,لكن بعد استتباب الأوضاع الأمنية مارست السلطة حملة اعتقالات واسعة شملت العديد من الطلبة والشخصيات الوطنية بذريعة التحريض على الفوضى في البلاد , لكن الطلبة الوطنيين والتقدميين استطاعوا تحشيد قواهم بعدَ ثلاثة أشهر لعقد مؤتمرهم التأسيسي الأول لاتحاد الطلبة العام يوم 14/نيسان/1948 ,والذي أصبح عضو فعال في اتحاد الطلبة العالمي ,كانَ مكان تأسيس الاتحاد في ساحة السباع وبحضور أغلب المندوبين لممارسة حقهم الطبيعي في عقد مؤتمرهم التأسيسي وحماية الطلبة المؤتمرين من قبل العمال النقابيين من الاعتداء , فكانت رائعة الجواهري قصيدة (يوم الشهيد تحية وسلامً) التي تجاوزت أبياتها المائة وثلاثة وتسعين بيتاً:

يومَ الشهيد تحيةُ وســــــــــــلامُ.....بكَ والنضال تؤرخُ الأعـوامُ
بكَ والضحايا الغُرٍ يزهو شامخاً....عِلمُ الحساب, وتفخرُ الأرقامُ
بكَ يبعثُ الجيلُ المحتًمُ بعثُــــــهُ... وبِكَ القيامةُ للطغاةُ تُقــــــــامُ
يومَ الشهيد:طريقُ كل مناضــــلٍ...وَعْرُ, ولا نُصُبُ ولا اعــلامُ
يومَ الشهيد: بك النُفوس تفتًحـــت.. وَعياًكما تَتَفتحُ الأكمــــــــــامُ

ويذكر الكاتب سلام إبراهيم كبة في موقع الحوار المتمدن "فقد انتخب مؤتمر السباع الأستاذ جعفر اللبان أول رئيس لاتحاد الطلبة العراقي العام،وكان شعار الاتحاد المركزي(في سبيل حياة طلابية حرة...في سبيل مستقبل أفضل)،وانتمى الاتحاد إلى اتحاد الطلبة العالمي عام 1950،وفي 14 شباط 1951 صدرت أول جريدة طلابية ناطقة باسم الاتحاد وهي"كفاح الطلبة".وحضر المؤتمر الشاعر الكبير الجواهري،وألقى قصيدة(يوم الشهيد)في تأبين أخيه(جعفر)الذي سقط في وثبة 1948.بعدها قامت السلطات الملكية بحملة بوليسية شرسة للانتقام من الشعب والمنظمات السياسية التي شاركت في وثبة كانون،واعتقلت فيها كوادر وقادة في اتحاد الطلبة العام،واجبر الاتحاد على العمل السري!"
وتعتبر وثبة كانون عام 1948" مجزرة بربرية قوبلت بها تلك التظاهرات الصاخبة الرائعة .. ومن مشاركة الشعب بأسره من جنوبه إلى شماله ومن عربه إلى أكراده , بكل فئاته وأحزابه ونقاباته واتجاهاته ... وما كان بعد هذا كله من ظفر رائع لارادة الشعب, في اسقاط الوزارة , وتحطيم المعاهدة وخيبة التجربة الاستعمارية الجديدة" ويؤكد الكاتب كريم مروّة الذي كانَ مقيم في العراق في تلك الأيام " في المأتم الكبير الذي أقيم في جامع الحيدر خانة لجعفر الجواهري بدأت صفحة جديدة في حياة الجواهري .. جماهير الشعب جاءت إلى المنطقة في تجمع هائل العدد .. والجواهري الشاعر الثائر المتمرد على الظلم والطغيان , في كل مظاهرهما وفي أي مكان برز فيه , بقي في كل الظروف , شاعر الحب والغزل وشاعر الجمال ",كما أن المد الثوري الذي اجتاح العراق بعد وثبة كانون عام 1948 وانتفاضة تشرين عام1952 وبشكل خاص بعد العدوان الثلاثي الغاشم على مصر حين تأميمها لقناة السويس عام 1956 ,كانَ للطلبة دوراً فاعلاً في المظاهرات الصاخبة والاحتجاجات التي عمت العراق هاتفة ضد الأحلاف العسكرية ومنددة بالعدوان الغاشم فما كان من الأجهزة الأمنية للنظام الملكي إلا الرد بقسوة على جماهير الانتفاضة من القوى الوطنية المختلفة من عمال وفلاحين ومثقفين وكادحين , وكان النصيب الكبير هو للطلبة من الاعتقالات في المواقف والسجون , إلا أن شوكتهم لن تَلِن وإصرارهم في المضي قدماً و التصدي للمخططات الاستعمارية والأنظمة العميلة وسعيهم لمواكبة حركات التحرر إلى حياة حرة كريمة.
المصادر:
1- مذكرات باقر إبراهيم ص26
2- زكي خيري – صدى السنين الجزء الأول ص144
3- ديوان الجواهري الأعمال الكاملة ص501
4- حسقيل قوجمان – ذكرياتي في سجون العراق السياسية ص22
5- حسين مروّه –ثورة العراق ص36
6- جريدة الصباح الجديد العدد 38








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - توثيق رائع مع بعض الملاحظات التفصيليةوشكرا
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2013 / 1 / 19 - 06:05 )
شكرا للاستاذ الربيعي على توثيقه للثورة العراقية الثانيه وثبة كانون 48-بعد الثورة العراقية الاولى -ثورة العشرين-الممهدتان الاساسيتان لثورة 14 تموز المجيدة والتاريخ لم ينته
وكان بودي لو ان الكاتب رجع الىبعض الكتابات المعاصره للحدث او الاشخاص الذين عاصروا الوثبة ولا زالوا على قيدالحياة-فانا عاصرتها وكنت واحدا من اهم منشدي الاشعار الثورية الوطنية فيها ولكن في العمارة
لذالك اقول انه لم يكن للوطني الدمقراطي أي دور في الوثبةلوجود حزب الشعب وحزب التحرر الوطني الذي لم يذكره الكاتب اصلا وان جماهير الحزب الشيوعي كانت اساسا ضمن ح التحرر الوطني كما لم يكن قطعا أي دور للبارتي حينئذ-أي مايسمى بالدمقراطي الكردستاني ثم ان الشهيد كامل قزانجي كان صاحب حزب خاص به مع لطفي بكر صدقي والوثبة لم تكن قد اندلعت بسبب معاهدة برتسموث فقط وانما الراي العام كان مشحونا اولا بمشكلة الملايين-الخبز الاسود-وكذالك بالجريمة الكبرى التاريخية بحق شعب فلسطين بانشاء قاعدة الفتنة والاجرام في الشرق الاوسط اسرائيل وصحيح ان الابرز اصبخ بعد حين من اندلاع المظاهرات هو معاهدة جبر-بيفن ولكن المعبئ الاكبر كان الخبز الاسود
ولفلسطين دوره

اخر الافلام

.. انتخابات تونس.. فوز محسوم لقيس سعيد؟ | المسائية


.. هل من رؤية أميركية لتفادي حرب شاملة ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الهلال والأهلي.. صراع بين ترسيخ الاستقرار والبحث عنه


.. فائق الشيخ علي يوجه نصيحة إلى إيران وأخرى إلى العرب




.. مشاهد لاعتراضات صواريخ في سماء الجليل الأعلى