الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرب في مالي

سلمان محمد شناوة

2013 / 1 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


رؤية أخرى لما يحدث في مالي ....

هل هي الحرب على الإرهاب ...
أم إنها المصالح الفرنسية والدول الأوربية في خطر , وفرنسا تدخلت لرعاية والمحافظة على مصالحها المشروعة كما تقول , أم هي منطقة نفوذ فرنسي , ومنطقة النفوذ سواء كانت بريطانية أو أمريكية أو فرنسا , لا تسمح لأي احد إن يقلق الاستقرار بها ...وهناك مصالح مشتركة بين فرنسا وكثير من الدول الغربية في مالي , والولايات المتحدة أنفقت ما يقارب 500 مليون دولار خلال السنوات الرابع الماضية للقضاء على الإسلاميين غرب إفريقيا ...

أم هي المحافظة على وحدة دولة مالي كما يصرح الكثير بذلك ...

منذ 2001 وبداية ما يسمى الحرب على الإرهاب والتدخل الأمريكي والأوربي في أفغانستان والعراق , وإسقاط هذه الدول , تحولت القاعدة إلى غول يخيف الأوربيون والأمريكان في أحلامهم وفي اليقظة أحيانا .. وبعد إسقاط دولة طالبان المعقل الوحيد لهم , انتشرت فلولهم في كل البلاد واستقر كثير منهم في شمال أفريقيا وخاصة دول المغرب العربي والسنغال وموريتانيا والنيجر ومالي ....

والحقيقة إن سقوط النظام في كل من تونس وليبيا ومصر , فتح الشهية ودغدغة أحلامهم القديمة لكل الخلايا النائمة من الإسلاميين في هذه الدولة للمطالبة بنظام إسلامي اشمل أو كما تسمى دولة الخلافة ....
وقد انتعشت قوة "القاعدة" في المنطقة بعد تدفق الأسلحة التي خلفتها فوضى تدخل "الناتو" في ليبيا، وبعدما استولت "القاعدة" والطوارق العائدون من ليبيا على كميات كبيرة من الذخائر والأسلحة من مستودعات ألقذافي أو من الإمدادات الأمريكية، وهو ما يجعل خبراء الدفاع يسمون التدخل الفرنسي في مالي بـ"حرب ليبيا الثانية"، لأن الفرنسيين يحصدون نتائج الأخطاء المرتكبة هناك.
والإسلاميون في شمال مالي تربطهم روابط وثيقة بجماعة بوكو حرام في نيجيريا وهي المجموعة التي فجرت مكاتب الولايات المتحدة في ابوجا 2011 ولها علاقات قوية مع أنصار الشريعة والتي يعتقد بمسئوليتها عن مقتل السفير الأمريكية كريستوفر ستيفنز وثلاثة من موظفي القنصلية الأمريكية في ليبيا ...

المشكلة معقدة جدا تداخل بها القومي مع الإسلامي مع مطالبة الطوارق من يسكن شمال البلاد بحقهم القديم بالاستقلال , وكذلك زيادة قوة الجماعات الإسلامية , وتحولها إلى قوة رهيبة تخيف الدول الكبرى ودول الشمال الأفريقي من تزايد قوتها ...

في بداية الصراع أدت الضربات الجوية والتي شنتها الطائرات الفرنسية منذ 11 يناير 2013 إلى توقف الجماعة الإسلامية الإرهابيين أو هكذا تطلق عليهم فرنسا , من الاستمرار على السيطرة على مالي ....

يقول ميخايلوف الأستاذ المحاضر في العلوم السياسية إن فرنسا لو نجحت في حصر العملية العسكرية ضد الإرهاب فقط، وتحديد مدتها الزمنية "سيكون شيئا جيدا، ولكن إذا خاضت حرب عصابات ضد الجماعات الإسلامية المتطرفة التي تتحرك في أرض تمثل أضعاف مساحة فرنسا، سوف تضع فرنسا نفسها في وضع صعب جدا".

الرئيس الفرنسي هولاند بدأ زيارة للإمارات , يطالب بها الدولة المضيفة مشاركتها المالية في شمالي مالي , وقال وزير الخارجية لوران فابيوس " إن فرنسا تتوقع إن تقدم دول الخليج العربي المساعدة للحملة الفرنسية ضد المتمردين الإسلاميين في مالي " ...والرئيس الفرنسي هولند اجتمع مع الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز والذي يزور أبو ظبي ...

يقول ديفيد روتلاند في مقاله –قوميون أم إسلاميون – هناك خطأ يرتكب في الحرب على الإرهاب هنا , فعلى مدى سنوات كثيرة تجاهل المجتمع الدولي وبشكل كبير حق تقرير المصير للطوارق الذين يقطنون النصف الشمالي من مالي المعروف باسم أرواد .
والطوارق هم رعاة رحل يبلغ تعدادهم 1.5 مليون يتحدثون لغة التماشيك , إحدى لغات البربر وينحدرون من أصول عربية فيما يقطن الأفارقة الذين يحكمون البلاد في الجنوب .
ويقول بعد الاستقلال القوى الغربية دعمت دول أفريقيا بالمساعدات العسكرية والاقتصادية لؤاد حركات تقرير المصير والتي تقوم بها الأقليات العرقية ...
ويكمل حين يقول إن مالي حصلت على الاستقلال سنة 1960 , وكانت أول انتفاضة للطوارق سنة 1962 والتمرد الثاني 1990 , والذي تمخض عن وعد اتفاق تمنراست والذي وعد الطوارق بإقامة الحكم الذاتي , وهو ما تراجعت عنه الحكومة فيما بعد ...
ويقول إن هناك مساعدات ضخمة للولايات المتحدة للحكومة المالية للقضاء على الإرهاب , وجاءت هذه المعونات بعد مشروع الحرب على الإرهاب للقضاء على الإرهاب الإسلامي , ولكن هذه المساعدات استخدمت للقضاء على تمرد الطوارق الثالث بنفس استخدامها في محاربة الأصوليين الإسلاميين .

ويقول إن الانتفاضة الثالثة في سنة 2006 معقدة نتيجة صعود القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي, وهو يعني وجود صراع ثلاثي الإطراف بين الإسلاميين والقوميين الطوارق والدولة المالية .

ويقول في البداية شكل الطوارق والحكومة المالية تحالفا ضد الإسلاميين , ولكن في عام 2011 بدل الطوارق ولاءهم وانحازوا للإسلاميين وتشكلت جبهة إسلامية جدية بقيادة إياد اغ غالي والذي كان احد قادة ثورات الطوارق ما بين 1990 و 2006 , وكذلك ساعد الأمر هو تدفق الإسلاميين من ليبيا عق سقوط النظام الليبي وتشكلت الحركة الوطنية الموحدة لتحرير ازواد , وبدأت حرب شاملة ضد الحكومة المالية في يناير 2012 .
وبعد سلسلة من الانتصارات تمكنوا خلال أسابيع قليلة من تحقيق الهدف الذي راودهم من عقود وتم طرد الجيش المالي من شمال البلاد وأدت الهزيمة إلى انقلاب أطاح بالحكومة المالية , وتم إعلان استقلال ازواد في 6 نيسان 2012 ....
ولكن بعض الجماعات الجهادية الأصغر انقلبت على الحركة الوطنية الموحدة لتحرير ازواد مستغلة الدعم من حركة إسلامية أخرى وفرضوا الشريعة الإسلامية على المدن الواقعة تحت سيطرتهم وتسببوا في فرار 400 إلف شخص ...
وكان تحركهم للجنوب لتطبيق الشريعة الإسلامية سببا في التحرك الفرنسي بعد محاولات الاتحاد الإفريقي القيام بتدخل عسكري ...

الحرب في مالي سوف تورط فرنسا بالوحل الإفريقي وهاهي تمتد إلى جنوب الجزائر بأزمة الرهائن والتي هاجمت بها الجماعات الإسلامية غربيين وطالبت مفاوضة فرنسا مباشرة وأدت إلى تدخل الجزائر ....

الأيام حبلى بالأحداث , والحرب في مالي لن تكون نزهة قصيرة للقوات الفرنسية , فالجماعات الإسلامية لها ارض وقدم في البلاد فهم سكان البلاد الأصليون وكذلك لهم امتداد في كل من الجزائر والمغرب ومورتانيا وليبيا والنيجر ...
الأيام القادم حبلى بالإحداث ....

ولكن الحقيقة إن المنطقة لن تعود إلى سابق عهدها ... هناك متغيرات كثيرة , ومن المفروض إن فرنسا يجب إن تتغير معها ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نصب خيام اعتصام دعما لغزة في الجامعات البريطانية لأول مرة


.. -حمام دم ومجاعة-.. تحذيرات من عواقب كارثية إنسانية بعد اجتي




.. مستوطنون يتلفون محتويات شاحنات المساعدات المتوجهة إلى غزة


.. الشرطة الألمانية تفض اعتصاما طلابيا مناصرا لغزة بجامعة برلين




.. غوتيريش يحذر من التدعيات الكارثية لأي هجوم عسكري إسرائيلي عل