الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإحباط الإنتخابي

حيدر مزهر يعقوب
(Hayder Al-jouranj)

2013 / 1 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


حظي المشهد السياسي في العراق بإهتمام ومتابعة الشعب، وكان الجميع يترقب ما ستؤول إليه الحبكة السياسية التي أنطلقت بتشكيل (الجمعية الوطنية) و(كتابة الدستور).
وفي الجزء الثاني من المسلسل السياسي العراقي ظل المواطن حريصا على متابعة الاحداث لهفة وشوقا لخوض وممارسة تجربة (الإنتخابات) كممارسة فعلية مقننة.
وما أن وضعت هذه الممارسة (ولدها البكر) البرلمان العراقي حتى أرخى العراقيون سدول هما أرقهم سنين طوال.
والملفت للنظر أن هذه الممارسة إعيدت كرة اخرى، ووزعت الحقائب الوزارية على حامليها لبناء (هذا البلد الأمين) كما يسميه علي الوردي.
لكن الساسة العراقيون كانوا حريصين على ان يبقى المواطن مشدود الاعصاب أمام شاشات التلفاز ..ليشاهد (النائب) أو (عضو) أو (رئيس) الكنلة او الحزب الفلاني وهو يندب ويعلق (الإخفاق) أو (التلكؤ) سواء في الأداء الرقابي والتشريعي... او في الحكومي والمؤسساتي.
وكما هو معروف (كلما دخلت أمة لعنت أختها) ,,,أحدهم يدعي أن لا أحد يتركه يعمل وينجز بناء دولة مؤسسات عصرية حديثة..والأخر يدعي أنه يصرخ ويوجه ولا يلق أذان صاغية..وبعضهم من ذهب الى أن البعض الاخر منقاد الى (اجندات خارجية).
ولا يجعل (المصلحة الوطنية) مطلبه ومبتغاه الأوحد.. أما تصريح الكثير عبر شاشات التلفاز ووسائل الأعلام لمفهوم (الصفقة السياسية) بشكل علني في الوقت الذي كان يجب أن يكسب الجميع (الصفقة الوطنية) ويهدوها الى الشعب، الذي وقف معهم مواقف (الاخ لأخيه) كما يقول أهل العراق..وهذا ما يشير الى أن المصالح الخاصة لدى بعض الساسة هي متغير ثابت في المعادلة السياسية.
والسؤال الذي ينبغي طرحه بعد ان كشفت الأوراق للجميع ( ما هو مستوى الاحباط لدى المواطن العراقي من أدائه لعملية الإنتخابات؟ أو بطريقة اخرى هل المواطن العراقي محبط إنتخابيا.. سيما وانه مقبل على إنتخابات (جمة) قادمة..؟
وإجابة السؤال هنا تكون على قراءات عدة منها:
القراءة الأولى وهي على صعيد عال من الوعي يتمثل بالمثقفين وذوي الإدراك السياسي الحاذق وهذه الفئة من الشعب تتحسس الإحباط في اعقد مستوياته وأقلها وضوحا عندما يبرز الكادر المتقدم (لتيار إسلامي) على (يا فطات) تيارات علمانية مادية، نعم إن التغيير أمر يقبله العقل والمنطق ولكن ليست بهذه السرعة من (الإنقلاب الفكري) وعلى مستوى امانة عامة في حزب يتبنى الإيديولوجيا الإسلامية الى حزب علماني والعكس حدث غيضا عندما بدأ احدهم بتيار علماني وفي الجولة البرلمانية الأخيرة إنخرط في صفوف أحد الأحزاب الإسلامية، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على (اللا إيدولوجيا) في العمل السياسي.
القراءة الثانية: القراء أنفسهم في القراءة الأولى يتحسسون (الولاء الأجنداتي) الذي بدا واضحا بعد مضي عشر سنوات على التغيير، الأمر الذي أصبحت فيه الأجندة الخارجية (ملح الطبخة السياسية) كما يسميها (الطهاة).
القراءة الثالثة وهي الأعم والأشمل لكافة شرائح الشعب وأبسط مستوياته الثقافية والإجتماعية ،وهؤلاء يتحسسون (الإحباط) بمجرد ولادة (أزمة عذراء) سرعان ما يفض بكارتها من صنعها بيده لا بشيء أخر.
ترى كيف سيتعامل (ساستنا) مع الإنتخابات المقبلة؟
هل سيقامرون بورقة الطائفية أو المذهبية ولغة (هم ونحن) ؟ أم بورقة نسيج إجتماعي هويته (عراقية) لا شريك لها.
هل سيؤدو دور أبطال فيلم (الأجندة الخارجية) ؟ أم سيعيدوا (النخلة والجيران) بعنوان جديد إسمه (أجندة الوطن).
بقي علي ان أذكر (المشتغلون في السياسة) وألفت إنتباههم الى أمرين
الأول: إن الجسد العراقي لن يصاب (بحمى الطائفية الملعونة) مرة أخرى، فقد أصبحت لديه مناعة مكتسبة من هذا الداء.
الثاني: على المستوى (البراغماتي) الفرصة متاحة لإجندة وطنية خالصة في ظل المتغيرات الإقليمية المحيطة بالعراق تجعل منه لاعبا أساسيا وواهبا للأستقرار في المنطقة في ظل تردي الأوظاع (السورية والإيرانية)









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا تدرس سحب قواتها من سوريا


.. أوضاع إنسانية صعبة في قطاع غزة وسط استمرار عمليات النزوح




.. انتقادات من الجمهوريين في الكونغرس لإدانة ترامب في قضية - أم


.. كتائب القسام تنشر صورة جندي إسرائيلي قتل في كمين جباليا




.. دريد محاسنة: قناة السويس تمثل الخط الرئيسي للامتداد والتزويد