الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوراق من المعتقل . الورقة الرابعة عشر .صناعة الدور التاريخي لليسار

باسم الخندقجي

2013 / 1 / 19
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


ما هو دور اليسار في خضم الأحداث الجارية في العالم العربي ؟
و هل انتهى الدور التاريخي لليسار الفلسطيني و العربي عموماً؟
لن أكون قاسيا أكثر من هاذين السؤالين..
خاصة عندما أعيش في زمن أو تاريخ جديد مصنوع من اللحظات الالكترونية التي لا مكان للخاملين فيها!
و اليسار الفلسطيني اليوم و أنا هنا اقصد يساراً هو عبارة عن مجموعة أحزاب لم يعد فيما بينها ثمة اختلافات جوهرية لا في النظرية و لا في التطبيق يجمعها الإصرار على التشبث على حقها في الوجود, مستندة على مرجعية تاريخية عريقة و أصيلة في الحركة الوطنية الفلسطينية و العربية..
و أما اليوم فهو تائه في شعاراته و برامجه التي تتراوح ما بين المقاومة و التحرر و البناء.. و حتى الآن لم يحسم موقفه من مرحلة "ما شبّه لهم من دولة و سلطة .. " إذ هي مرحلة ضبابية تعمهُ فيها المسألة الفلسطينية بعوامل داخلية مزرية تتمثل في الانقسام الداخلي الذي يبدو سيصبح أبدياً في الجغرافيا السياسة الفلسطينية.. و سياسة اقتصادية أرغمت عليها القيادة الفلسطينية برمتها.. و بناء مؤسسات الدولة دون وعي شعبي و وطني بضرورة بناء الدولة, لان الشعب الفلسطيني بات مغتربا من واقعه المباشر..
إذ ما الذي تغرسه وصفات البنك الدولي و اقتصاد المنح سوى نسيج اجتماعي و وطني متهتك و مفرغ من وعيه و محتواه الوطني هذا من جهة.. و طبقة أو طغمة اقتصادية تبحث عن قطاع اقتصادي خاص لا يرحم من جهة أخرى!
هذا بالنسبة للسلطة ذات السلطتين في شطري الوطن..
و أما العامل المهم الآخر في هذه المرحلة هي مؤسسات أو "دكاكين" ما يشبه المجتمع المدني التي ما تفتأ تنتشر كالفطر بعد العواصف الرعدية , مؤسسات باتت تعبر عن مجموعة مصالح لا يمكن تجازوها..
و من هنا لا تختلف معظم هذه المؤسسات في حراكها أو محركها الاقتصادي الخارجي عن النخبة الاقتصادية في البلد.
و أما على صعيد المقاومة الشعبية بأشكالها السلمية المختلفة.. فإنها تسير لا يمكنه أن يلبي تطلعات الشعب و لا البرنامج السياسي للسلطة..
إن المقاومة الشعبية السائدة في هذه المرحلة تتغذى رغما عنها غذاءً شحيحاً يبقيها على قدر قليل من الحياة.. فهي مقاومة مسرحية تعتمد على وميض الكاميرات, و معزولة تماماً عن الانتشار و الحراك الجماهيري في العالم العربي..
لأنها محصورة بآلية منهجية في مساحةٍ معينة لا يمكن لا أن تتجاوزها خاصة عندما تكون معدّة سلفاً من النخبة الحاكمة و الاقتصادية.
كما انه لا يوجد رابط واعي و تقدمي ما بين المقاومة الشعبية و بناء الدولة..
إذ كيف يمكن أن تبني مؤسسة لرعاية الشباب دون أن يمتلك الشباب أنفسهم وعياً تقدمياً مقاوماً يسهم في التحرر.
أن تكون عضواً في اليونسكو- رغم هذا الانجاز المشرف و أنت لا تنمي و لا تعزز الثقافة الوطنية إلا في المناسبات و أمام الكاميرا فقط.
و ها قد حصلنا اليوم على دولةٍ في الأمم المتحدة و لا يوجد أية توعية ثقافية للتمهيد في كيفية بناء الدولة؟
ففي ظل سياسة اقتصادية تسير بوصفات معينة نحو الاستثمار فيما يقذفه الاحتلال في وجهها من فضلات تتمثل في فرض حل دولة "البانتوستان" عليها.. في ظل هذه القوة الاقتصادية كيف يمكن أن يكون شكل المقاومة ضد الاحتلال؟
إذا فلا يفاجئن أحد من الخواء المسيطر على الروح الشعبية الفلسطينية في هذه المرحلة و لا يسألن احد لماذا لم يمسّ الربيع العربي و لو بزهرة ياسمين واحدة الواقع الفلسطيني الذي اثبت أن الدين لا يحكم فيه و لا حتى الأيديولوجية و العلمانية, بل مجموعة من المصالح التي ألقت بالقضية الوطنية في مهب التجاهل الدولي و النسيان.
و عليه الم ساهم اليسار في أزمته و تشرذمه في تعزيز النمو السلطوي, و الاقتصادي , و النخبوي السائد و ذلك من خلال فشله الذريع في تعامله مع الواقع الجديد الذي أفرزته اتفاقية أوسلو.. فهو تعامل بسلبية لو تؤدي إلى الرفض الذي يؤدي بدوره إلى التغيير عبر بديل أفضل هذا من جهته.. و تماثله و خنوعه المتدرج لهذا الواقع الجديد فيما بعد من جهة أخرى..
في نفس الوقت, أليس ما يشبه المجتمع المدني هو المسخ الذي خلقه اليسار نتيجة لسلسلةٍ في الأخطاء المتبادلة ما بين أعضائه و الذي تحولت فيما بعد إلى خطايا كبرى, أفضت إلى منطق وجودي شرعي لهذه المؤسسات على مدار عقدين من الزمن؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. - الغاء القوانين المقيدة للحريات ... آولوية -


.. أليكسي فاسيلييف يشرح علاقة الاتحاد السوفييتي مع الدول العربي




.. تضامناً مع غزة.. اشتباكات بين الشرطة الألمانية وطلاب متظاهري


.. طلبة محتجون في نيويورك يغلقون أكبر شوارع المدينة تضامنا مع غ




.. Peace Treaties - To Your Left: Palestine | معاهدات السلام -