الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نماذج من غبائنا العاطفي

علي هصيص

2013 / 1 / 19
كتابات ساخرة


نماذج من غبائنا العاطفي

بقلم: علي هصيص


(1)
في حب الوطن

نجد على الصفحات الإلكترونية وغيرها من يلوم الذين يدعون ربهم أن يفرج عن الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال ولا يدعون للأسرى السوريين في سجون وطنهم كونهم يتعرضون لأشد ألوان التعذيب والتنكيل، وبالمقابل نجد من يلوم الذين يدعون للأسرى السوريين ولا يدعون للفلسطينيين كون فلسطين قضية العرب والمسلمين الأولى.
قبل اتفاقية سايكس بيكو عام 1916م كانت فلسطين تسمى "سوريا الجنوبية" وفقا للتقسيم الإداري العثماني، وهي منذ فجر التاريخ الإسلامي بل وقبله جزء من أرض الشام.

صار توجهنا بالدعاء إلى الله مرتبطا ارتباطا وثيقا بما رسمته لنا اتفاقية سايكس بيكو.

(2)
في حب الأبناء

كانت المُـدرِّسة الجامعية ونحن في السنة الأولى من مرحلة البكالوريوس تجمع جميع الشعب التي تدرسها لنؤدي الامتحانات في ساعة واحدة وفي قاعة كبيرة تتسع لمئات الطلبة، كانت تلك المدرسة شديدة المراقبة، وكان يساعدها فريق لا نعرف أحدا منهم.
لم يجرؤ أحد على الكلام أو التلفت، وكانت تتوجه إلينا أحيانا بكلمات نابية، مع حرصها الشديد على أن تجعل بين كل طالبين مقعدا فارغا.
ذات يوم وقد كان أحد أبنائها على وشك التقدم لامتحانات الثانوية العامة، سألتني عن طريقة مضمونة وميسرة للغش من أجل ولدها الحبيب، طبعا ليس مهما أن يأخذ ولدها علامة مرتفعة بالغش ليحصل على مقعد جامعي كان غيره أولى به، مع أنها لها محاولات كتابية تحارب فيها الفساد والمفسدين بشدة.


(3)
في حب المال والمنصب

أراد رئيس الجامعة أن يجتمع بطلبة الدراسات العليا لمناقشة همومهم كالمعتاد، يومها توجهت إليه بالسؤال الآتي:
أريد منك يا أستاذي أن تجيبني عن هذا السؤال إجابة منطقية مقنعة، لأننا دخلنا الجامعة لنتعلم التفكير بالأشياء من حولنا ونحاول فهم ما يحيط بنا من ظواهر مختلفة، فقال: تفضل، فقلت: أريد أن تبين لي ما هي المصادر التعليمية التي تقدمونها لنا وتأخذون مقابلها خمسة وسبعين دينارا كل فصل، وما الفرق بين الإنترنت الذي تأخذون مقابله عشرة دنانير كل فصل، والخدمات الإلكترونية التي تأخذون مقابلها خمسة وعشرين دينارا كل فصل، علما بأننا لا نستفيد منها شيئا، ولا نرى أي مصدر تعليمي سوى الأساتذة، وبعضهم لا نستفيد منه شيئا.
فأجاب قائلا: تريد إجابة منطقية؟ قلت: نعم، قال: بينك وبين الجامعة عقد وعليك أن تلتزم ببنود هذا العقد مهما كانت.
المشكلة أن هذا الرئيس نسي أنه نادانا في بداية حديثه بـ: أبنائي الطلبة، أحبائي، أعزائي، أبنائي وبناتي... مع أنني كنت ساقبل مثل هذه الإجابة من رئيس جامعة خاصة لأنه تاجر، أما أن تصدر من رئيس جامعة حكومية...!

هذا الرئيس يقوم الآن بإغلاق الطوابق العلوية من مكتبة الجامعة بعد الساعة الرابعة مساء توفيرا للطاقة. وهذا الرئيس نفسه يقوم الآن بعمل مصعد كهربائي خاص بمكتبه فقط، ومع أني لا أعرف شيئا بهندسة العمارة إلا أن المعاينة الأولى بالنسبة لي تقول إنه يصحب هذا المصعد درج أيضا، (أدراج الرئيس المعلقة).
يذكرني هذا براقصة مصرية كان هناك مصعد خاص بها، يوصلها فور نزولها من السيارة إلى غرفة نومها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل