الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسباب التدخل الإمبريالي الفرنسي في مالي

علي مقدّم

2013 / 1 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


لم يكن هدف زيارة هولاند الأخيرة إلى الجزائر إعادة توطيد العلاقات بين البلدين أو إجراء نقد ذاتي للكولونيالية الفرنسية كما حاولت البروباغندا الفرنسية إظهار ذلك. بل كان لهذه الزيارة هدفين أساسيين: الهدف الأول تأمين عقود إقتصادية لشركات فرنسية في الجزائر والهدف الثاني هو تأمين دعتم لوجستي وإعلامي لأي تدخل ممكن أن تقوم به فرنسا في البلد المجاور مالي. بالفعل، بعد أقل من شهر من هذه الزيارة، إجتاحت الإمبريالية الفرنسية مالي في الوقت الذي تتخبط فيه الحكومة الفرنسية لمواجهة الأزمة الإقتصادية.

من أهم الأسباب والأبعاد لهذا التدخل الإمبريالي:

أسباب إقتصادية مباشرة

في عام 2008 بدأت شركة إورامين (UraMin) - والتي تمتلك شركة أريفا (Areva) العملاق الفرنسي لإنتاج الطاقة النووية 90٪ منها - عملية إستخراج اليورانيوم في جمهورية أفريقيا الوسطى وتحديداً في منطقة باكوما (Bakouma). في شهر أوكتوبر من العام 2011، أعلنت أريفا توقيفها لعملية إستخراج اليورانيوم تزامناً مع حادثة مفاعل فوكوشيما. الهدف الأساسي من قرار تجميد العمل كان الضغط على الدول المنتجة للطاقة النووية لكي لا تؤثر على القيمة الشرائية مستغلة بذلك أحداث المفاعل الياباني.
في هذا الوقت، حصلت الشركة على ضمانات بتسريع العمل في منجم إيمورارين (Imouraren) في النيجر، والذي يعتبر من أهم مناجم اليورانيوم في العالم، مما سمح لأريفا بأخذ القرار بإقفال موقع باكوما نهائياً وتسريح جميع العمال فيه من دون أي تعويضات تحت حجة إنعدام الأمان في أفريقيا الوسطى. تأمين مصالح شركة أريفا في النيجر وإمكانية إستغلال اليورانيوم في مالي، تعتبر من أهم أهداف هذه الحملة الإمبريالية الفرنسية.

بُعد جيوستراتيجي

من أحد أهم الأسباب الجيوستراتيجية، هو إعادة تموضع في القارة الأفريقية بعد دخول لاعبين جدد كالصين والهند والبرازيل ومحاولاتهم إرساء موطئ قدم لهم هناك مما لا يناسب القوى الإمبريالية الكبرى مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا.

أسباب سياسية داخلية

هذا التدخل السافر يصب في مصلحة الحكومة الفرنسية الحالية من خلال خلق عدو خارجي في محاولة للتغطية على الإخفاقات الداخلية؛ من إرتفاع في نسبة البطالة، إرتفاع في أسعار الكهرباء والغاز والمواد الغذائية، بالإضافة إلى تمرير قوانين نيوليبرالية تصب في مصلحة الأولغارشية الفرنسية ضد الطبقات الشعبية.

خاتمة

الغطاء التكتيكي والإعلامي لهذه الحملة هو محاربة الإسلاميين المتطرفين. إذا كان بالفعل هذا هو هدف الحملة، عدة أسئلة بديهية تطرح نفسها : لماذا دعمت الدولة الفرنسية التيارات الإسلامية المتشددة في ليبيا وتدعمها الأن في سوريا؟ من يمول هذه الحركات الإسلامية ولأي هدف؟ لا أعتقد بأن الإجابة على هذه الأسئلة بحاجة إلى الكثير من الذكاء؛ التيارات الإسلامية المتطرفة كانت ومازالت الأداة الأساسية للقوى الإمبريالية لتبرير حروبها ونهبها لثروات الشعوب في أفريقيا والشرق الأوسط.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تدرس نقل السلطة في غزة إلى هيئة غير مرتبطة بحماس|#غر


.. القوات الإسرائيلية تدخل جباليا وتحضيرات لمعركة رفح|#غرفة_الأ




.. اتهامات جديدة لإسرائيل في جلسة محكمة العدل الدولية بلاهاي


.. شاهد| قصف إسرائيلي متواصل يستهدف مناطق عدة في مخيم جباليا




.. اعتراضات جوية في الجليل الأعلى وهضبة الجولان شمالي الأراضي ا