الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مجلس الشباب الاقتصادي

عادل علي عبيد

2013 / 1 / 19
الصناعة والزراعة



استطيع أن اجزم أن أصعب الموضوعات التي تواجه الكاتب في مشروعه الكتابي تكمن بموضوعة الشباب ، ومرد ذلك هو شحة وندرة الكتابات التي رصدت هذه المنظومة ، فضلا عن أن مواضيعها مواضيع متشابكة ومتداخلة وحساسة تختلف من مكان إلى آخر ومن ثقافة إلى أخرى ، ولكون مشروع البناء الشبابي مشروع صعب وعسير يرتهن بأسس التغيير والتحول والتطوير ، وهو مصدر الحيوية والطموح ، وأساس الاطمئنان على مستقبل البلدان الواعد من عكسه .
فالشباب هم أمل الأمة ومصدر نهضتها ، والمجسد الحقيقي لأدوارها ، والملهم الفاعل لتاريخها ، والباعث والراعي الحريص على ديمومتها .. وتتجلى أهمية منظومة الشباب في تعزيزها لمعاني القوة والقدرة والطاقة والإنتاج ، وما يرادفها في مجالات التغيير والتنمية . ذلك أن الشباب هم الذين يؤلفون القوة الأكثر حضورا والأثقل حظوة والأكبر فاعلية . فبعافيتهم تزداد الأوطان رفعة وسموا وتألقا ، وبكسادهم وتقاعسهم وانهيار أدوارهم يكون مصير الشعوب الإذعان والوهن والضعف . لذا تولى الأمم والشعوب الشباب أهمية ومكانة خاصة لتطوير منظومتها والعناية بها ورعايتها وتزويدها بكل متطلبات الرقي والتقدم والإنتاج . فغالبا ما نلمس تسابقا وتنافسا واضحا لدى الشعوب المتقدمة على استحداث أساليب وبرامج جديدة وغريبة وعصرية حضارية لتطوير برنامج العمل الشبابي ، وبما يسهم في تنمية القابليات والطاقات والقدرات وتوظيفها وحصرها ودراسة واقعها ومن ثم توجيهها وفق المسار الصحيح الذي تستحق . وعليه نجد أن مجمعات كبيرة وواسعة شيدتها هذه الدول لاستقطاب الشباب وزجهم ضمن ورش العمل ومضامير الإنتاج وحلقات الدروس المختلفة ، أملا بالاستفادة من طاقاتهم واحتضان مهاراتهم والإفادة من أعمالهم وحصر إبداعاتهم . وللأسف ، وعلى الرغم من أننا نجد أن مثل هذه المبادرات موجودة في العراق ولكنها تنحصر وتنحسر في أماكن ومواقع قليلة تتحدد بمراكز المدن والتجمعات الشبابية والمركزية والمؤسسات الرسمية التابعة لها .
ومثلما هو معمول به في بقية دول العالم ، سار العراق على نهج بعض الدول لاسيما الاشتراكية منها في تأسيس نواة شبابية في تخصصات مختلفة ، أملا منه بان تحذو هذه المنظومة الحساسة حذوها في تقمص وتقليد ادوار الكبار وطرق تفكيرهم وبرامج إنتاجهم ، لذا تنوعت هذه التوجهات في مجالات اجتماعية وسياسية ورياضية وصناعية وغيرها ، إلا أننا لم نجد اهتماما لزج هذه المنظومة ضمن الأطر الاقتصادية والإنتاجية والتنموية والتي تحتاج منا رعاية استثنائية في هذا المجال . لذا يكون من واجب المؤسسات الاقتصادية ايلاء هذه المسألة عناية خاصة والشروع الجدي بتأسيس مجالس الشباب الاقتصادية ونشرها في عموم محافظاتنا العزيزة ، لاسيما المحافظات التي تتمتع بموارد وخامات إنتاجية باستقطاب اكبر شريحة من الشباب ومن كلا الجنسين على أمل إعدادهم وتدريبهم وتقديم النصح والدرس والمشورة لهم ، أملا منها بإعداد وتأهيل وتخريج جيل واع يستطيع أن يتحسس ويستحضر الأدوار الاقتصادية ، والتي نجد أن بلدنا بحاجة ماسة لها ، إذا ما عرفنا أن عافية العراق الاقتصادية هي ضمن محاور شبابية تختلف عن المراحل الاقتصادية الهرمة التي نجدها مستهلكة ومستنزفة وفي بلدان كثيرة . وبنجاح هذا الأمر نستطيع أن نؤسس لقاعدة شبابية فاعلة وعاملة تأخذ أدوارها في مجالات توظيف الصناعة والاهتمام بالإنتاج ومتابعة تطويره والعمل على تصعيده وانتعاشه وديمومته ، شريطة أن يخضع برنامج الإعداد الشبابي الاقتصادي إلى عناية مدروسة وموضوعية تتناسب مع توجهات واقتصاديات العراق في المجالين المحلي والدولي ، وهو ما نستطيع أن نطلق عليه بمبادرة (مجلس الشباب الاقتصادي ) ويبدأ هذا البرنامج أولا بتجنيد وتعبئة المؤسسات الاقتصادية الأكاديمية والثقافية ، والإفادة من خبراتها وخبرات أعضائها ، ومدّ جسور التعاون والتلاقح مع المؤسسات الرسمية وغير الرسمية وخصوصا هيئات المعاهد الفنية والجامعات التكنولوجية والمدارس الصناعية لتحقيق وترجمة مؤازرتها وتوظيف المؤسسات الإعلامية والصحفية والثقافية للعمل على إدارة ومتابعة ونشر مشاريعها ، وبهذا العمل الجماعي و(الاستنفاري) التعبوي نكون قد مهدنا لقاعدة إنتاجية تتأكد حقائقها باستحداث وانبثاق مجموعة من المعامل والمصانع التي نؤسس لها على أساس إطلاق برنامج السلف التشجيعية الصناعية والتي تحفز على قيام المشاريع الصناعية الصغيرة ومن ثم الكبيرة وفي كافة المجالات ، ونكون هنا قد أسسنا لرديف استراتيجي يعين ويساعد إنتاجنا الأساس المحدد بالنفط فقط ، فلا بأس إن تتنوع إطلاق السلف التشجيعية الصناعية في مجالات بناء المصانع النجارة والحدادة والأخشاب والزيوت والعطور والملابس والمواد الغذائية والتمور والصناعات الحديدية والبلاستيكية والمعدنية والزجاج وغيرها .
كما نعتقد أن من أهم مردودات هذا المشروع الايجابية انه يسهم في امتصاص ظاهرة وآفة البطالة ، وإعداد جيل شبابي متطور وفاعل يسهم في بناء وحضارة البلاد ، هذا الإفادة من التخصصات التي تخرجها المعاهد والمدارس الفنية والمهنية والصناعية ، فضلا عما يعود على هذا الأمر من الناحية الايجابية ومن أهمها تقليل نسبة الجريمة والحد من تفاقمها والاهم الوصول بالبلد إلى مرحلة شبه الاكتفاء الذاتي ، إذا ما سلمنا أن المصانع التي خلفتها هذه المبادرة ستتمخض عن وحدات إنتاجية أكثر واكبر يكون حصيلتها زيادة في نسب الإنتاج والتصدير والعمل على تطوير هذه المصانع والمعامل وتطويرها وتوسعتها وبما يتناسب وحجم الفعل الإنتاجي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبح -الحي الميت- السنوار يخيم على قراءة الإعلام الإسرائيلي ل


.. الحركة الطلابية في الجامعات : هل توجد أطراف توظف الاحتجاجات




.. جنود ماكرون أو طائرات ال F16 .. من يصل أولاً إلى أوكرانيا؟؟


.. القناة 12الإسرائيلية: إسرائيل استخدمت قطر لتعمّق الانقسام ال




.. التنين الصيني يفرد جناحيه بوجه أميركا.. وأوروبا تائهة! | #ال