الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استعمارنا سيكون من نوع اخر‎

حداد بلال

2013 / 1 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


لو تاملنا هذه المقولة واعدنا اعقاب التاريخ الي الوراء فسنجدها من ويلات الاستعمار الغاشم الذي جعل من سكان افريقيا الاصليين عبيد وخدمة لهم وجغرافيته منطقتها درعا تحتمي من ورائه ،ولكن هيهات ذلك الحصر والانهزام والتحطم الاقتصادي الذي تغللها نتيجة حروب لحركات تحررية في العالم وفي المنطقة بعد الحرب العالمية الثانية اضعفت هياكلها ،فاصبح لزاما عليها الانسحاب الجزئي من مستعمراتها خاصة تلك الضعيفة منها و الابقاء علي مستعمرات غنية بثرواتها حتي تكون مصدر ادخار لها في ازمتها الاقتصادية
وتعتبر فرنسا احدي هذه الدول الاستعمارية البارزة خاصة في شمال افريقا ،فحين حان وقت الرحيل عن افريقيا قالت لهم فرنسا مخاطبتا شعوبها"اننا اليوم سنمنحكم الاستقلال لكن سنعود في يوم ما لنستعمركم لكن بنوع اخر" ،فما هذا النوع ياتري من الاستعمار؟ هذا السؤال بقي يحر ويضع اسفهامات لدي الافارقة الا ان جاء الجواب منها وعلي السنة المحليلين السياسين ،انطلاقا من مسؤولين وولاة ترعرعوا وتربوا علي ايدي فرنسية ،حكموا ساحلها بقبذة من حديد وذروا في الارض فسادا بافكارهم و اوامرهم الساخطة التي لم تاتي بجديد علي ما هي عليه في السابقي الاستعماري ،لتاتي بعدها فرنسا لتحصد ما زرعه ابنائها من فساد تحت غطاء تقديم المساعدة وانهاء الازمة بدعم ومباركة لوجستية،كيف ذلك وماضي فرنسا يشهد لها بعكس ذلك فلا خدمات مجانية بدون مقابل
في الامس نزلت فرنسا باوزارها علي مالي في مشهد زيارة الحبيب لوطنه الاخر تحت اعلام وطنه ، وكيف ولا و شوارع مالي تغزوها الاعلام الفرنسية والاصوات العالية وتهليلات بقدوم بالحبيب الفرنسي المشتاق الي حنينه لاحتوائ ازمته واخراجها منها ،فلا لومة لائم لشعب ازوادي يعان الامرين اولهما الاغتراب الذي كفله بطبيعة الحال في ان يحس بعدم انتمائه لبلده مالي وهو ذلك النوع من الاستعمارالذي استغلته فرنسا وتكلمت عنه في السابق عندما منحتها الاستقلال نتيجة عدم قدرة حكومتها المركزية تحقيق ولاء سياسي بين شعب الازواد و مالي ،وثانيهما المدخل الاقتصادي التي طالما نصحت به الجزائر الرئيس السابق لمالي لاعتناء بشمالها ،هذان اليس كفيلان بخروج شعب ازوادي الي شوارع لطلب العون من فرنسا و لاستعادة بريق امل الوطنية
مشكل الاغتراب الذي غفل عنه زعماء الساحل الافريقي والذي بقي محل تفطن فرنسي الذي احسن استغلاله في مصيدة "فرق تسد" لطوارق الساحل الافريقي الذين باتوا متشتيتين علي مناطق من مالي و الجزائر والنيجر وتشاد..وغيرهم نتيجة الاغتراب الذي تعاني منه هذه الفئة مثلما هو الحال عند حركة الاكراد الذين انفك شملهم في العراق وتوركيا وسوريا في زمن غاب فيه الولاء السياسي في ذلك البلد ،وهو نفس الحال الذي قد تخضع له طوارق الجزائر بتمنراست لان جنوبها غير ممثلا رئيسيا ولا عسكريا فقليلا ما نلحض وزيرا او جينرالات من جنوب الجزائر اضافة الي غياب الامتيازات الاقتصادية في تلك المنظقة كونها منظقة رخوي بثروات ما سيجعلها مركز رهانات ومساومات مستقبلية اجنبية
و حصيلة القول ان الساحل الافريقي منطقة جذب دولية الغير المسبوق لغنائها الفاحش بالثروات ،اضافة الي انها منطقة رخوة فيها دول فاسلة لم تسيطر عليها ،يجلها اعلان حركة الازواد في مالي وانعكاساتها علي الجزائر المستفحلة بيقظة فرنسية لافغنة الساحل بمشاكل عرقية واغتراب اغفلت زعمائها عنها لسنوات طيوال لا بديل لهم سري المدخل الاقتصاد وتوحيد الاعراق لاخراجها من الاغتراب ما يكفل وحدة تراب الوطن خاصة والساحل الافريقي عامة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مشكور اخي
sania raza ( 2013 / 1 / 19 - 19:50 )
موضوع رائع

اخر الافلام

.. تحدي اللهجات.. مقارنة بين الأمثال والأكلات السعودية والسورية


.. أبو عبيدة: قيادة العدو تزج بجنودها في أزقة غزة ليعودوا في نع




.. مسيرة وطنية للتضامن مع فلسطين وضد الحرب الإسرائيلية على غزة


.. تطورات لبنان.. القسام تنعى القائد شرحبيل السيد بعد عملية اغت




.. القسام: ا?طلاق صاروخ ا?رض جو تجاه مروحية الاحتلال في جباليا