الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كرد سوريا،أزمة السياسيّة

كرم يوسف

2013 / 1 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


قدمّ كرد سوريا عبر فترة نضالهم مايقارب 4 آلاف مقاتل لحزب العمال الكردستاني الذي يحارب تركيا من أجل مطالب مالايقل عن 25 مليون كردي هناك يتعرضون لصنوف شتى من التطهير من بينها تغير أسماء كنيتهم لمحو الذاكرة، وحملات تطهير راح ضحيتها منذ أتاتورك وإلى الآن ما لايقل عن ثلاثة ملايين منهم، هؤلاء المقاتلون الذين راحوا ضحية إنكار تركيا للحقوق الكردية، كان من الممكن أن تحل عبرهم قضية كرد سوريا فقبل أن يصل شهداء سوريا لأربعة آلاف دوُّلت قضيتهم، وأن لم تجد لها حلولاً، طبعاً هنا يجب التذكير أن العامل الجغرافي للكرد في سوريا ماكان ليسمح على الإطلاق بحدوث أي استحقاق عبر السلاح، ولكن العصيان المدني كان سيؤدي إلى حل ولو جزئي لو قاتل كرد سوريا الذين ذهبوا لضحية النزاع الكردي التركي في هذه العصيانات المفترضة، وهنا يجب التنويه أن حزب العمالي الكردستاني يعتبر القضية الكردية مركزية في تركيا ولايفرق بين قتال أي منهم في أي جبهة. هنا ونحن في غمار الحديث عن أربعة آلاف مقاتل من خيرة شباب كرد سوريا، نتجاوز الحديث عن قرابة 3 آلاف منهم الآن في جبهات القتال ضد تركيا، مع أن كرد سوريا هم الأحوج لمن يساعدهم، لا أن يساعدوا هم أشقاءهم، كونهم يعتبرون الأخ الأصغر كردياً، وذلك بحسب ما يتداول شعبياً.

حزب العمال الكردستاني يعتبر اليوم من أكبر الأحزاب الكردية على الإطلاق ويعتبر ملفه من أحد الملفات الهامة في الشرق الأوسط كونه يحارب على جبهتين عسكريتين كبيرتين هما جبهتا تركيا وإيران، والدعم التركي للثورة السورية اليوم كارثة كبيرة لديه، كون الحزب على صراع منذ أكثر منذ ثلاثين عاماً مع تركيا، وهو ما جعل الكثير من الملفات تتشابك وتتداخل وتثار حفيظة تركيا بسبب سيطرة موالين للحزب على مفاصل المدن الكردية في سوريا على الخط الحدودي مع تركيا، والذي كان من أحد تداعياته التقاء وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو بالمجلس الوطني الكردي في سوريا في أربيل عاصمة إقليم كردستان في محاولة لضبط الموازيين السياسية من جديد.

في المنتصف الأول من كانون الأول من العام الفائت قام حزب الاتحاد الديمقراطي باعتماد اسم مجلس شعب غربي كردستان كمظلة واسعة لكافة تنظيماته الكردية في سوريا، وقدّم طرحاً جديداً ألا وهو أنهم ليسوا جزءاً من حزب العمال الكردستاني، بل ممن يسيرون على نهج عبدالله أوجلان ككاريزما كردية من حق أي كردي الاقتداء بها، وذلك لتفويت الفرصة على تركيا التي لاتوفر جهداً في سبيل إنهاء سيطرتهم على المدن الكردية في سوريا، كون لجان الحماية الشعبية التابعة لهم هي الجناح الكردي الوحيد، والأكثر تسليحاً، لو تجازونا الكتائب الكردية التي تبث أشرطتها على اليوتيوب في شكل بات دعائياً لا أكثر.

المجلس الوطني الكردي في سوريا، والذي يضم اليوم تحت مظلته 16 حزباً كردياً وتنسيقيات شبابية كثيرة بالإضافة إلى كتاب ومثقفين ووجوه وفعاليات اجتماعية لايزال إلى اليوم ضحية قادة أحزابه السابقين، وما الاتحاد السياسي المؤخر بين أحزاب يكيتي وآزادي(جناح مصطفى اوسي) وآزادي(جناح مصطفى جمعة) والبارتي(جناح عبدالكريم بشار)، والمنضوية تحت مظلة المجلس الوطني الكردي، إلا استدراكاً للامتحان السياسي الصعب، هذا الامتحان الذي باتوا يفهمونه في أن حزباً لا يزيد قوام كوادره عن عشرات الأشخاص أو أقلّ في بعض من أحزاب المجلس الوطني الكردي في سوريا، عاجز عن نيل أي استحقاق، أو فرض شيء على الأرض، وهو سرّ تفوّق "مجلس شعب غربي كردستان"، الذي يتمتع بالحيوية والنشاط العاليين، وهو المجيد لهكذا نوع من النشاط والخبرة والتكتيك، بحكم صراع كثير من قادته الذين جاؤوا إلى سوريا، لإدارة أمور مجلس شعب غربي كردستان.

يشهد المجلس الوطني الكردي السوري، بالإضافة إلى كلّ هذه العوامل مسألة الوجوه الكلاسيكية التي تقود أحزابه والتي لم تأتِ باستحقاق من قبل سوى وجودها الذي يعتبر، ولا شكّ، رداً على كلّ محاولات محو النظام، لإزالة مفردة الكردي من قواميس سوريا قبل الثورة، ومن الصعب بعد الثورة، أن تقوم أحزاب المجلس الوطني الكردي بأي استحقاق، حتى لو عقدت اجتماعاتها على مدار أربع وعشرين ساعة على مدار أيام السنة، وهو الأمر الذي يشكو منه كلّ مناصري المجلس الوطني الكردي السوري، في ظل الإنجازات التي يحققها مجلس شعب غربي كردستان على الأرض، وليس هناك من فوارق إيديولوجية بين كرد سوريا أكثر من أزمات الشخصيات التي تترأس أحزابها إلى الأبد، من جهة، وبين صورتي البارزاني وأوجلان، من جهة أخرى .

لن يكون في مقدور الهيئة الكردية العليا التي تعد اليوم اسمياً المظلة السياسية في غرب كردستان لكرد سوريا أن تتحرك فعلياً بأي خطوة مالم تنتهي الأزمة السياسية بين شخصيات المجلس الوطني الكردي الواقعة أحزابه تحت عبء انشقاقات متعلقة برموز أحزابها لا بقضايا ايديولوجية من جهة، وبين ولاء مجلسي شعب غرب كردستان والمجلس الوطني لقضيتهم لا لروموزهم من جهة ثانية.

أزمة كرد سوريا السياسة لم تتعلق منذ أول انشقاق حصل لها في بداية الستينات من القرن الفائت لأول حزب لها بأي طرح سياسي أكثر مما هي متعلقة بأزمة شخصيات قيادية، و قد ثبت التاريخ و أكدت المنعطفات التاريخية في حياة الشعوب بأن تقديس الرموز على حساب القضايا هو خيانة لقضايا الشعوب التي تمثلها هذه الأحزاب والوزر الأكبر يقع على عاتق هذه الأحزاب وحدها لا غير حين تخطئ وصلات أحزابها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليبيا: ماذا وراء لقاء رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني


.. صفاقس التونسية: ما المسكوت عنه في أزمة الهجرة غير النظامية؟




.. تونس: ما رد فعل الرئيس الأسبق المنصف المرزوقي بعد فتح تحقيق


.. تبون: -لاتنازل ولا مساومة- في ملف الذاكرة مع فرنسا




.. ما حقيقة فيديو لنزوح هائل من رفح؟ • فرانس 24 / FRANCE 24