الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطلقة الأخيرة- تخطأ !

خالد محمد

2005 / 3 / 25
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


ملاحظات على مقالة السيد مسعود عكو
مقالة الكاتب مسعود عكو ) الطلقة الاخيرة كنت اعتقد انها ستكون مثل طلقة في صدور عدو شعبنا الذي دبر مؤامرة 12 آذار وقمع الانتفاضة التي أعقبتها : ولكن للاسف , وأرجو ان يتسع صدر كاتبها لهذه الملاحظات , اغناءً لنقاش وحرصاً على تعدد الاراء .
منذ بداية مقالته ينفي الكاتب وجود مؤامرة مدبرة على خلفية مباراة كرة القدم بقوله " هذه الرسالة للاكراد بدون قصد السلطة " . وهي المؤامرة التي لم تعد تخفى على أحد من أبناء شعبنا , وقد صدرت عشرات البيانات من أحزابنا الكردية وكذلك مقالات كثيرة لكتاب كرد وعرب وسوريين يوجه الاتهام المباشر للاجهزة الرسمية من أمنية وحزبية للوقوف وراءها .
ويعتبر السيد عكو انتفاضة القامشلي التي شملت كل مكان في سوريا التي يقطنها الكرد مجرد (حادث ) بقوله : " جعلت بالكثيرين يشذون عن القاعدة ويقومون بإرتكاب أعمال لاتخدم الحادث والفاجعة " وقد تكررت كلمة الحادث مرات كثيرة في هذه المقالة .
ونصل الان إلى هذا القول الغريب الذي يصدر عن مثقف كردي :" أن محاولة كسر التمثال في القامشلي وحرق العلم كانت أعمال غير صحيحة " إذاً هذا الموضوع له حساسية خاصة في بلد دكتاتوري مثل سورية ومن الصعب الدفاع عنه علناً بالنسبة للمواطن كردي أقصد " السيد عكو" فكان الافضل عدم ذكر الموضوع واهانة شعبنا بهذا الكلام : وكإنما الجماهير قامت بكسر تمثال أحد الشعراء أو العلماء وليس تمثال دكتاتور عانى شعبنا خلال سنوات حكمه الطويل وتأمر على قضيتنا الوطنية في أجزاء كردستان الاخرى : ويكفي أن نعرف ماذا فعل هذا الدكتاتور في بلد عربي مجاور وهو لبنان وما هو رأي هذا البلد فيه وبخلفيته !
فهل نعتبر والحال هذه تحطيم تماثيل الطغاة أمثال صدام وشاوشيسكو أعمال غير صحيحة , وعلى شعوب العراق وكردستان ورومانيا الاعتذار عن فعلتها ؟ أما عن قضية العلم السوري " كرمز للسيادة " فأي سيادة يقصدها الكاتب مسعود عكو هل هي للنظام أم للشعب ؟ وكم مرة تلعب النظام البعثي في سورية بشكل والوان العلم الوطني ؟ أنها لخطوة مباركة احراق علم هذا النظام البغيض خلال الانتفاضة , فهذا النظام زائل لا محال وسيكون مصير علمه في كردستان سورية نفس مصير علم شقيقه النظام صدام في كردستان العراق .
ويسطضرد السيد عكو في مقالته " أخطأ الكرد وهذا لاانفيه مع تحفظي على الكلمة أو أخطأ النظام بإرتكابه هذه التجاوزات اللاقانونية " . الحقيقة ان تحفظ الكاتب على ما اسماه " خطأ الكرد " هو شيء ايجابي : غير ان المسألة أكبر من ذلك بكثير . فشعبنا في مدينة البطولة قامشلو لم يفعل أكثر من الدفاع عن نفسه بوجه زمرة حاقدة تحميها القوى الامنية برشاشاتها ومصفحاتها والمعروف أنه حتى القتل في حالة الدفاع عن النفس فهو مبرر قانوني .
أما قول الكاتب أن النظام ارتكب تجاوزات لاقانونية , فأريد تذكيره بان سوريا تعيش في وضع لاقانوني منذ أكثر 42 سنة دستوراً وسلطة وقضاء ! نصل الى قول السيد عكو : " دعوة الى الهدوء ورؤية المنظر الجديد للحادثة أو الانتفاضة أو الاعمال التخريبية , ليست التسمية مفروضة " .الا يعتقد الكاتب بان ما قام به شعبا من هبة شجاعة هي الاهم بتاريخ القضية الكردية في سورية ويستحق كلمة " انتفاضة " ؟ وهل على المثقف الكردي أن ينتظر مثل هذا الاعتراف من السلطة البعثية وابواقها الاعلامية او من بعض أحزابنا الكرتونية المشلولة ؟ ولماذا يقبل مثقف كردي كاليسد عكو تصنيف أبواق الحكومة كانتفاضة على أنها " أعمال تخريبية " قائلاً ان التسمية غير مفروضة على أحد " , ؟ وأعتقد ان حديث الكاتب عن : " تحويل كلمات السيد رئيس الى أفعال " , أعتقد انه لايحتاج الى تعليق طويل .. فهل يعلم الكاتب أن السيد الرئيس هذا لايملك من السلطة غير اللقب ؟ ! ..والا كيف تجرؤ الرقابة على حذف مقاطع كاملة لتصريحاته الصحفية ؟! يقيناً أننا سنتعامل بجدية مع كلمات " السيد الرئيس حينما يثبت أنه رئيس شرعي منتخب من الشعب لا واجه يحكم من خلفها حرس أبيه القديم , المتعفن الفاسد الخارق بالدم ! ثم يتابع الكاتب في مقالته : " نطالب بتحقيق عادل ونزيه لكشف ملابسات تلك الاحداث " .. فأي تحقيق وأي عادلة في بلد مثل سورية , حيث لا وجود للقضاء المستقل وحيث محاكم أمن الدولة الغير شرعية تجول وتصول منذ 18 أذار 1963 ؟! أن التحقيق الوحيد الذي نعترف به هو التحقيق الدولي ..فإذا كان المناضل اللبناني الاستاذ وليد جنبلاط يطالب على رأس المعارضة الشعبية بتحقيق دولي لكشف قتلة الرئيس الحريري , أفلا يستحق ذلك شهداء 12 اذار الذي لايقل عددهم عن أربعين ضحية بين طفل وفتاة وشاب وشيخ ,قتلوا نهاراً جهاراً برصاص الأمن السوري ؟ ونصل في الختام الى قول الكاتب مسعود عكو :" الكرد كغيره من القوميات التي تعيش في سوريا بجوار القومية العربية " .
أن الاكراد هم القومية الرئيسية الثانية في البلاد , وهم يعيشون على أرض أباءهم وأجدادهم المقتطعة من أجزاء كردستان الاخرى بموجب مؤامرات دولية معروفة .. وأي حديث عن القومية الكردية كما لو انها مجرد أقلية تكمل عدد الاقليات التي تعيش في سورية بجوار القومية العربية أو تحت عباءتها وكوفية لهو حديث مرفوض جملة وتفصيلاً ولا يخدم سوى النظام البعثي الذي يرفع أبوابق عقيرتهم على الفضائيات العربية في كل مناسبة يجري فيها مناقشة قضايا كردستان .أننا نحترم النسيج السوري المكون من ألوان مختلفة وعلى استعداد للتعايش ضمنه باختيارنا وبإرادتنا ولكن فقط في ظل نظام ديمقراطي برلماني فيدرالي منتخب مباشرة من الشعب , وليس تحت ضغط دكتاتورية دموية فاسدة ظائفية !..

[email protected]

هذه هو أميل صاحب المقال








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف قطاع الطائرات المسيرة


.. ماكرون يدعو لبناء قدرات دفاعية أوروبية في المجالين العسكري و




.. البيت الأبيض: نرعب في رؤية تحقيق بشأن المقابر الجماعية في قط


.. متظاهرون يقتحمون معهد التكنلوجيا في نيويورك تضامنا مع جامعة




.. إصابة 11 جنديا إسرائيليا في معارك قطاع غزة خلال الـ24 ساعة ا