الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاغتيالات والتفجيرات

ساطع راجي

2013 / 1 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


عمليات الاغتيال التي شهدتها البلاد خلال الاسبوع المنصرم كانت ذات وجهة طائفية محددة ثم جاءت التفجيرات لاحقا بوجهة طائفية معاكسة، لقد استهدفت الاغتيالات هوية طائفية واستهدفت التفجيرات هويات طائفية وقومية، ما يعني اننا نعيش تحت ضغط يريد اشعال حرب طائفية، وهذا لايعني ان طرفا واحدا نفذ شطري الجرائم ولكن هذا الاحتمال لايمكن الغاؤه ايضا، ورغم الحديث الكثير عن استهداف وحدة العراق وتوزيع الاتهامات بشأن سعي دول وجهات لاشعال حرب أهلية في العراق، الا إن الجهد السياسي الحقيقي لمنع هذه المخططات من التحقق مازال غائبا.
نستطيع الاستمرار في شتم المتآمرين والمحرضين لوقت الطويل لكن ذلك لن ينفعنا في شيء، لابد من العمل على تجسير العلاقات مع دول المنطقة التي نظنها راغبة باثارة المشاكل في العراق، يجب أن نفهم ماذا يريدون وان كنا متأكدين من نواياهم السيئة ويائسين من تغيير مواقفهم فلابد من السعي لايجاد تماسك داخلي يمنع المؤامرات وعلاقات خارجية وروابط دولية تمنع الاخرين من التجاوز على بلادنا، فالمنطقة محكومة بكبار من خارجها.
إذا كان ساستنا لايريدون تقديم تنازلات الدول التي يتهمونها بالتآمر على العراق من أجل إقناعها بالكف ولايقدرون على القيام بأذى مقابل يردعها، فالاحرى بساستنا أن يتنازلوا لبعضهم البعض ليس فقط من أجل العراقيين وانما من أجلهم هم قبل أن ينهار هذا الهيكل على رأس الجميع.
هذه الوصفة ليست غائبة عن اذهان ساستنا ولا هي مستحيلة التنفيذ لكنها تتقاطع مع مصادر الرزق السياسي السريع القائم على وجود احتقانات واعداء حقيقيين ومتخيلين يثيرون رعب الجمهور الذي يضطر للاختباء تحت عباءة طائفته أو قوميته متناسيا كل حالات الفشل والفساد والكذب فهو يريد النجاة بجلده لا أكثر، ولأن الجمهور يعيش مهددا بالاغتيالات والتفجيرات والاعتقالات فهو لن يكون قادرا على التفكير بوضوح ولذلك سيقبل بحكايات الزعماء الطائفيين والعنصريين التي تروي له المذبحة القائمة والمذبحة القادمة وتربطها بالمذابح القديمة، الحقيقية والمتخيلة، ولو اعتمدنا نظرية إن المستفيد من الجريمة هو من نفذها لكانت فضيحة هائلة.
زعماء الطوائف اليوم أمام محنة فلعبة التحشيد تكاد تنفجر بين ايديهم مثل لغم يعجز حامله عن التخلص منه، لقد أفرطوا في استخدام اللعبة حتى قامروا بكل ما يملكون ويبدو إن اللعبة تجاوزت قوانينها الاولى وتكاد الرهانات الخاسرة أن تطيح بكل ما تحقق من مكاسب، اللعبة تفلت أو كادت، والاغتيالات والانفجارات الاخيرة إنما دوي أجراس عملاقة عسى أن يسمعها اللاعبون وأن يكفوا عن جمع الارباح الدنسة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هكذا علقت قناة الجزيرة على قرار إغلاق مكتبها في إسرائيل


.. الجيش الإسرائيلي يسيطر على الجانب الفلسطيني من معبر رفح




.. -صيادو الرمال-.. مهنة محفوفة بالمخاطر في جمهورية أفريقيا الو


.. ما هي مراحل الاتفاق الذي وافقت عليه حماس؟ • فرانس 24




.. إطلاق صواريخ من جنوب لبنان على «موقع الرادار» الإسرائيلي| #ا