الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوريا الثورة : (2) : أبجديات في النظرية والتطبيق

رياض خليل

2013 / 1 / 20
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


وسوف تستمر قبل وبعد إسقاط السلطة والنظام الديكتاتوري في سوريا ، وإلى الأبد .


سوريا الثورة :(2)
أبجديات في النظرية والتطبيق
مفهوم الثورة :
الثورة بالمفهوم الديالكتيكي ، هي التحول النوعي الكيفي من حال إلى حال أخرى مختلفة ومناقضة ونافية للحال الأولى التي كانت قائمة ، وكلا الحالتين متلازمتين من حيثيات كثيرة ، منها ولادة الحال الجديدة من رحم الحالة القديمة ، أي أن الحال الجديدة تتكون من خلال تفكيك عناصر الحالة القديمة ، وإعادة صياغتها وتشكيلها بما يتناسب مع المضمون المختلف الجديد ، مايتطلب تغييرا جذريا في الشكل والصيغ والمنظومات والبنى التي كانت قائمة قبله ، كأن نقول : إن الثورة هي الانتقال من شكل ومضمون نظام ديكتاتوري ، إلى شكل ومضمون نظام ديمقراطي مدني تعددي ، وبالتالي يحدث نتيجة لذلك تغير راديكالي في وظيفة الدولة والنظام والسلطة وما ينتج عنها من بنى ومؤسسات تنظيمية وقانونية وسياسية وأيديولوجية .
فعل الثورة :
بهذا المعنى لابد من أن أضيف : إن فعل الثورة هو فعل ممتد ومنبسط من الماضي إلى الحاضر إلى المستقبل ، بمعنى آخر : إن الثورة هي عمل يبدأ قبل إسقاط النظام القائم ، ويستمر إلى مابعد إسقاطه ، من أجل بناء النظام الجديد المطلوب . إن إسقاط السلطة هو الجزء الأهم في عملية إسقاط النظام ، ويحدث هذا في سياق العملية الثورية الجارية ، وإن إسقاط السلطة هو نقطة انعطاف في الانعطاف الثوري النوعي ذاته ، لأنه بدون إسقاط سلطة النظام الكديكتاتوري القائم لايمكن فعل ولا إنجاز شيء من مهام المرحلة الانتقالية للثورة الديمقراطية . وكذلك فإن إسقاط السلطة القديمة الديكتاتورية القائمة قد يستغرق وقتا وجهدا ، يطولان أو يقصران حسب كل حالة على حدة ، وقد تمتد عملية الإسقاط لسنوات ، كما في حالة الثورة الفرنسية ، وقد تأخذ أشهرا أو أياما كما في حالتي: تونس ، ومصر ، وبعض بلدان أوروبا الشرقية .
سلطة الثورة الكاملة :
وبإسقاط الحلقة الأهم من النظام الديكتاتوري ، أي السلطة الديكتاتورية ، وانتصار الثورة ، تكون الثورة قد حققت أهم منجزاتها الثورية : فرض سلطة الثورة ، كسلطة وحيدة متصلة ومنفردة داخل بلد من البلدان ، وبالتالي تكون الثورة قد أكملت سلطتها المنقوصة واقعيا ، لأن من أهم خصائص السلطة هو ألا تكون منقوصة أو محدودة بسلطة منافسة ومناهضة لها في الوجود والفعل على نفس المكان والزمان والمجتمع . وباكتمال سلطة الثورة ، يصبح الاعتراف بها وبشرعيتها الواقعية القانونية أمرا لامناص منه على وجه العموم ، من الناحيتين الوطنية والدولية .
الحسم العسكري والحسم السياسي :
إسقاط السلطة الديكتاتورية عسكريا هو المهمة الحاسمة ، والحلقة المفتاحية لإسقاط النظام ،
وهنا الفحوى التي يجب أن تدركها قوى الثورة والمعاضة الوطنية السورية ، التي عليها أن تنجز ، وبقواها الذاتية ، المهمة الأساس ، وهي إسقاط سلطة الأسد تماما عبر الحسم العسكري ، وليس عبر أي طريق آخر ، لفرض سلطتها الواقعية القانونية على سوريا وطنا وشعبا ، وعلى المجتمع الدولي خارجيا . وهذا هو الحل والطريق الأوحد لانتزاع الاعتراف الدولي الكامل والقانوني المنجز بالثورة وبرنامجها وشرعيتها القانونية والسياسية . والحسم العسكري هو الطريق والممر الإجباري الوحيد نحو الحسم السياسي
الحل السياسي :
الحل السياسي الوحيد هو الحسم السياسي ، أي هزيمة النظام كليا ، عبر إزاحته سياسيا من المشهد السياسي ، أو كما يقال : رحيله كليا عن الساحة السياسية الوطنية السورية ، وإخلاء المكان والزمان من وجوده وتمثيله لسوريا والسوريين في الداخل والخارج . ولايبدو أن ذلك الهدف ممكن التحقق بالوسائل التفاوضية المباشرة ولا غير المباشرة . وبالتالي لن يحدث التغيير والانتقال إلى الديمقراطية بالطرق والوسائل السلمية ، لأن النظام ، والنظام وحده المسؤول عن إغلاق كل الطرق المتاحة والممكنة والمؤدية إلى الحل السياسي السلمي ، الذي لايعني شيئا آخر سوى تفكيك وإسقاط النظام الديكتاتوري ، وبناء النظام الديمقراطي البديل الوحيد له ، والذي يريده الشعب السوري . يعني الحل في كل الأحوال – عسكريا أم سلميا – لايعني سوى نقل السلطة من أيدي القوى الديكتاتورية إلى الشعب وممثليه المختارين المنتخبين كما هي الحال في النظم الديمقراطية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. - الغاء القوانين المقيدة للحريات ... آولوية -


.. أليكسي فاسيلييف يشرح علاقة الاتحاد السوفييتي مع الدول العربي




.. تضامناً مع غزة.. اشتباكات بين الشرطة الألمانية وطلاب متظاهري


.. طلبة محتجون في نيويورك يغلقون أكبر شوارع المدينة تضامنا مع غ




.. Peace Treaties - To Your Left: Palestine | معاهدات السلام -