الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صولجان الذئاب...أو إذا متّ سأشرب وحدي

فتحي المسكيني

2013 / 1 / 20
الادب والفن


صولجان الذئاب...أو إذا متّ سأشرب وحدي

وأشرب وحدي
لأنّ المدينةَ خاليةٌ من دمايْ
...
وأشرب وحدي
لأنّ الحدائق مقفرةٌ
من سمايْ
...
وأشرب وحدي
لأنّ جميع الذين يحبّونني
رحلوا
باتّجاهي
ولم يصلوا
بعدُ
كلُّ القطارات أرصفةٌ
للجلوس وحيداً،
على أهبةٍ
للظلام
....
وأشرب وحدي
لأبقى وحيداً
قرنفلةً لا تملّ الوقوفَ
على حافة القلبِ
تسألهم
عن غيوم المساءِ
إذا وصلت
ومنْ
سيموت سُدىً ؟
هرماً
أو غلام
...
وأشرب وحدي
لأمسحَ أشلاءَ روحي بكفّي
وأدخلَ في ساحة القلبِ
ملتحفاً
دمعتين
من السنديان
...
وأشرب وحدي
لأنّ أبي
صادروا قلبه
ورموه
بكلّ عيون المساءِ
على دمهم
كبكاء الشتاء على أقحوان
...
وأشرب وحدي
لـأنّ المكان نحيلٌ
وكُحل البلابلِ
يرقص في الروح
يسألني
أن نموت سريعا بلا ذاكره
تكفّننا قبلتان
...
وأشرب وحدي
أكدّس في القلبِ
ألفَ قتيل جديد
وعشرين جنّه
ونصفَ جحيمٍ
ومليونَ عام
...
وأشرب وحدي
وأصبر عن بعض نفسي
وأرسلها
كي تنام بعيدا
عن الأوسمه
لن يكون هناك أمان
لأوجاعنا
لن يكون فطام
.....
وأشرب وحدي
لأصغرَ عنّي
وأكبرَ عنكم
وأمسح دمع الغيوم
بأعينكم
وأنام
...
وأشرب وحدي
على ظمأ
للقاء الحقول التي يبست
في دماي
لأحضنها
حجراً من حنان
...
وأشرب وحدي
لأجمع أعمارَ روحي
أبذّر كلّ خلودي
عليّ
وأمضي كما بسمات الثلوج
بلا زمن أو مكان
...
وأشرب وحدي
لأنّ شهيداً يمزّق غيماً
إلى مسجدين
ويسألنا: كيف متنا
سريعا
ولم نتذكّر
عيون المكان ؟
...
وأشرب وحدي
لأنّ الخمور الجديدةَ
منفيّةٌ في تفاصيل أغنيةٍ
تاه عنها اللسان
...
وأشرب وحدي
لأنّي رذاذٌ من الروحِ
تحملني الريح أنحاءَ شتّى
من القلبِ
كيف أعود إليّ
بلا نرجس
كبقايا المساء
على أقحوان ؟
...
وأشرب وحدي
لأفتح لليلِ
كلَّ مساجد قلبي
وأسكنها
واحداً
واحداً
وأشرب وحدي
لأطلق خُطّافَ قلبي
إليكم
بلا ساجدين
ولا صولجان
...
وأشرب وحدي
لأُلقي جذوريَ في كلّ شبر
من الروح
يا بلداً
من ضباب وعنبرْ
...تكثّرتُ من دون جدوى
...تفرّدت من دون جدوى
تأخّر فيّ المساءُ
عن الغيم
تاهت قواريرُ روحي
عن المرحله
...
وأشرب وحدي
حليب الحرام
...
وأشرب وحدي
لأنثر روحي بكاءً
على سنبله
نسيتها المحاريث
تحت لحاف العظام
....
وأشرب وحدي
لأنّ الشمال حزينٌ
على خطوتين من النهرِ
ضاعت مودّته
في الطريق إليكم
كأوسمة من دخان
...
وأشرب وحدي
لأنّ الحكومات ترمقني
في زجاج النهار
لكي لا أموت
بلا أوسمه
...
وأشرب وحدي
لأنجو
من الخطبة الرابعه
وأدرك
نومَ الضحى
في دمائيَ
بلا بوصله
....
وأشرب وحدي
لأنّ أراجيز قلبي
معطّلةٌ
والرحيلَ بعيدٌ
ولونَ السفرجل يسرق منّي
القصيده
بدون اعتذار
...
وأشرب وحدي
أحاول أن أفصل الروحَ
عن ظلّها
وأدخل في القلب
دون انتظار
...
وأشرب وحدي
لأنّ الدولْ
توزّع حزن الجياع
على الأغنياء
وتخنق صوت بلابلهم في بكاء
الطريق
وتوصي ضفادعهم بالغناء
...
وأشرب وحدي
لأنّ الغمام يشرّد رعدَ
الأعاصيرِ
يطرده خارجاً
كي ينام قليلا
عن الحزن في دمنا
كي يصلي
على صولجان
...
وأشرب وحدي
وأجلس في قفص الروح
أرقبهم
يعزفون على موتكَ
المنتظرْ
يشربون المدى
كي تظلّ وحيدا
كصمت الضحى
في النهار القليل
إذا متّ
جاؤوا بكلّ السماواتِ
يحتفلون
بأنّك أكثر منك
وأنّك شكل المدينه
وأنّك شعبٌ تعثّر قبل الأوان

.......................
إذا متّ
قالوا: لنا دمه
وكلّ الطريق إلى القلبِ
كلّ الخلود لنا،

إذا عشت
قالوا: رياحٌ حزينه
وذئبٌ على قلقٍ
لا نحبّ الذئاب على قلقٍ
في المدينه !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -مندوب الليل-..حياة الليل في الرياض كما لم تظهر من قبل على ش


.. -إيقاعات الحرية-.. احتفال عالمي بموسيقى الجاز




.. موسيقى الجاز.. جسر لنشر السلام وتقريب الثقافات بين الشعوب


.. الدكتور حسام درويش يكيل الاتهامات لأطروحات جورج صليبا الفكري




.. أسيل مسعود تبهر العالم بصوتها وتحمل الموسيقى من سوريا إلى إس